ahlan

ما هما التريكيري و الذيكيري ؟
في الكنيسة الرومية الأرثوذكسية يحمل البطريرك أو الأسقف عموماً خلال الاحتفالات الليتورجية، شمعدانين يُبارك بهما الشعب في أوقاتٍ مُعيّنة، ويحملهما أيضاً الشمامسة عندما يقومان بالتبخير في الكنيسة إذا كان البطريرك أو الأسقف حاضراً. يطلق عليهما معاً إسم (Τα δικηροτρίκηρα) (Ta dikirotrikira) ما ترجمته: "الثلاثي والمثنى الشموع".
الشمعدان الأول يُقال له Το Τρικέρι (To Trikery) وهو عبارة عن شمعدان ثلاثي الشموع، تُضَمّ الشموع الثلاثة إلى بعضها، وفي الوقت عينه تكون كل شمعة منها متميّزة عن الأُخرى، وهذا يُشير إلى الثالوث القدوس وإلى وحدة الأقانيم الثلاثة (الآب والابن والروح القدس) في الطبيعة والكمال والجوهر الإلهي، وفي ذات الوقت يتميّز كل أُقنوم بالصفة أو الخاصيّة الأقنوميّة التي تُميّزهُ عن الأقنوم الآخر، فالآب هو الوالد، والإبن مولود، والروح القدس مُنبَثِق.
الشمعدان الثاني يُقال له Το δικέρι (To dikery) وهو عبارة عن شمعدان مُثنّى الشموع، تُضمّ كل شمعة منهما إلى الأخرى، وفي الوقت عينه تكون كل شمعة مُتميّزة عن الأخرى، وهذا يرمز إلى الطبيعتين الكاملتين في شخص الرب يسوع المسيح الإله المُتجسّد، الذي فيه اتّحدت الطبيعتان الإلهية والإنسانية معاً اتّحاداً أقنومياً تاماً دون اختلاطٍ أو امتزاجٍ أو تشويش أو تغيير، وظلّت كل طبيعة منهما محتفظة بخصائصها دون أن تُلغي الواحدة منها الأخرى، فهو الهٌ حق وانسانٌ حق، والطبيعتين متّحدتين معاً في وحدة الشخص (أُقنوم الكلمة المُتجسّد) ومُتميّزتين في الآن عينه.
ويحمل البطريرك أو الأسقف "التريكيري" بيمينه و"الذيكيري" بيساره، ويُبارك بهما الشعب راسماً على المؤمنين الصليب المقدس علامة خلاصنا، مانحاً إياهم بركة الثالوث القدوس ونعمة التجسد والفداء.
ومن أبرَز الأوقات التي يستخدم بها البطريرك أو الأسقف "التريكيري والذيكيري" لمباركة المؤمنين، هو خلال القداس الإلهي أثناء ترتيل "التريصاجيون" (قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، ارحمنا)، حيث يقف في الباب الملوكيّ مُتّجهاً نحو الشعب ويُردّد ثلاث مرات الآية المشهورة من المزامير قائلاً: "يا ربُّ، يا ربّ، اطّلع من السماء وانظُر وتعهّد هذه الكرمة وأصلحها التي يمينُكَ غرستها" (مزمور 79:14).
الصورة التوضيحية المرفقة لسيادة المطران أثناسيوس متروبوليت ليماسول في جزيرة قبرص.
بقلم: رومانوس الكريتي