اهلا الكنيسة الرومية الأرثوذكسية والشعب الأرثوذكسي في سوريا وفلسطين والملكية في القسطنطينية …
لقد إحتفظت الكنائس الأرثوذكسية اليونانية "الرومية" في أنطاكية والقدس بطابعها اليوناني النقي حتى بعد الغزو أو الفتح الإسلامي . وأصبحت الكنائس نفسها الرابطة القوية ليس فقط الروحية ، بل والوطنية أيضاً ، بين شعبها الرومي الأرثوذكسي في أنطاكية وبقية الكنيسة الأرثوذكسية الرومية في اليونان و القسطنطينية .
وقد ثبت ذلك من خلال ما سبق عرضه من تاريخ الأدب الكنسي الرومي "اليوناني" في سوريا وفلسطين منذ "الغزو" الفتح الإسلامي الأول إلى "الغزو" الفتح العثماني .
وكان رجال الدين في كلا البلدين “اي بعد الاحتلال العربي" بالكامل روميين بحتين ولديهم هوية رومية يونانية قوية وتواصل نشط في الأمور الروحية مع كنيسة القسطنطينية .
صحيح أن هذا التواصل في عهد الخلفاء العرب لم يكن نشطاً كما كان قبل الفتح ، ولكن ذلك كان بسبب الحاجز السياسي الصعب الذي فرضته السيطرة الإسلامية الأجنبية بين كنيسة القسطنطينية والكنيستين الأخريين . ولم تسمح هذه السيطرة بتبادل الرسائل بشكل متكرر بين البطاركة الروم .
في عام 869 م كتب ثيودوسيوس بطريرك القدس هذا الأمر إلى إغناطيوس بطريرك القسطنطينية …
"أنت لست غافلاً، أيها الحاكم المقدس، عن السبب الذي يجعلنا لا نستطيع الكتابة أو الإرسال حتى لا نثير أي شكوك لدى المسيطرين او الحكام ( أي العرب ) ... ولكن الآن أمرنا الأمير بالكتابة" و ما أمر الأمير العربي بطريرك القدس للروم أن يكتب إلى البطريرك المسكوني في القسطنطينية و هو مايلي :
"نحن نتوسل إليكم أن تكلموا حاكمنا المطلق الرومي في القسطنطينية الذي يحميه الله لكي يطلق سراح أكبر عدد ممكن من المسلمين وذلك لتنجب غضب الحاكم العربي علينا ".
نرى أن بطريرك القدس في عام 870 م بعد قرون من استيلاء العرب على المدينة المقدسة يسمي الإدارة العربية ببساطة "المسيطر أي المحتل " بينما الإمبراطور في القسطنطينية "الحاكم المطلق المحمي من الله" وبالمثل في مجمع القسطنطينية عام 870 م تحدث توما Thomas الأسقف والوصي على ثيوبوليس "أنطاكية" وهو متروبوليت صور
عن "الحكم الرومي " حيث ينتمي الأرثوذكس في سوريا ويطيعون .
ومن الواضح أن هذه الكنائس البطريركية اعترفت ب مملكتها الوطنية وهي الملكية في القسطنطينية أي "الأمبراطورية الرومية" وعملوا على دعمها واعتبروا أنفسهم مسؤولين عنها قانونياً وتحملوا المسؤوليات المترتبة عليها وأظهروا إخلاصهم لعرش القسطنطينية بأفعال جريئة عرضتهم للخطر .
ثيودوروس بطريرك أنطاكية في عهد الإمبراطور قسطنطين الخامس عوقب بالنفي من قبل الخليفة بسبب "رسائل تخبر قسطنطين غالباً عن العرب" لقد جن الخليفة من هذا الأمر لدرجة أنه حظر في عام 756 م بناء الكنائس الرومية الأرثوذكسية الجديدة وعارض وضع الصلبان وأي مناقشة حول الإيمان بين المسيحيين والعرب .
وفي بعض الأحيان حاول هؤلاء الخلفاء أو الأمراء المحليون الاستفادة سياسياً من الهوية الوطنية الرومية "اليونانية" والقوة الدينية للبطريركيات في بلدانهم او مناطقهم أي أنطاكية و أورشليم …
The Ethnic Ancestry of the Orthodox Christians of Syria & Palestine … BY Pavlos Karolidis