
















اهلا تحذيرات عربية ودولية للبنان بأن الحرب على وشك الوقوع
عدنان الروسان
في الشهرين الأخيرين تحدثنا و ناقشنا مسألة الحرب و امكانية اندلاعها في اي وقت ، و قد كنت أميل و ما أزال الى أن طبول الحرب لا تتوقف عن القرع ، و هي قادمة و توقيتها بيد اسرائيل و امريكا ، فاسرائيل تريد نزع سلاح حزب الله و حماس بالكامل و تحييد لبنان و غزة و بالتالي تتجه نحو سوريا و العراق و مناطق أخرى ...
المسألة ليست أحجية صعبة الحل ...
اسرائيل تشعر انها حيدت العالم العربي و انه اصبح " في نظر اسرائيل" امتداد و عمقا استراتيجيا لها و بالتالي فهي لا تخشى من اتساع رقعة القتال و حدوث فوضى كبيرة و هي تحاول اقناع الرئيس الأمريكي بأن العالم العرب ربما يساند النظرية الإسرائيلية في تحجيم حلفاء ايران و من ثم ايران نفسها ، كما أن الهجمات على سوريا هي لمنع ظهور نظام وطني سوري بنفس اسلامي يمكن أن يشكل قاعدة و لو على المدى البعيد و مصدرا للتهديد ضد اسرائيل..
اليوم في تدمر قام مسلح منفرد بهجوم على اجتماع كان يضم مسؤولين امريكيين رفيعي المستوى في تدمر الا ان الحراس اشتبكوا معه فقتل اثنين من الجنود الأمريكيين و مترجم يعمل مع القوات الأمريكية ، و تم قتل المهاجم على أيدي الحراس الأخرين ...
من له مصلحة في هذا الحادث ..
لا أحد البتة سوى اسرائيل ، انها تريد أن ترسل رسالة الى الإدارة الأمريكية ان #سوريا هي مصدر الإرهاب و أن #الشرع يشكل خطرا على المصالح الأمريكية و الإسرائيلية ، الأمريكيون فهموا مغزى العملية دون تردد و ان اسرائيل تريد تدمير مسار الجهود الأمريكية في سوريا و بالتالي اعادة خلط الأوراق و وضع تركيا و الشرع في عين العاصفة الأمريكية و بالتالي خففت الإدارة الأمريكية من لهجتها و قالت ان العملية خارج اطار السيطرة للحكومة السورية مما اثار الإسرائيليين فذهبوا لزيادة الضغط على لبنان لتحريك ملف سلاح حزب الله.
التسريبات اللبنانية تقول ان تحذيرات عربية و دولية قد وجهت للبنان بأن اسرائيل على وشك شن حرب كبيرة على لبنان كما توقعنا منذ اسابيع طويلة ، و حزب الله يناور بطريقة مثيرة للدهشة و ربما للإعجاب على الصعيد التكتيكي ، فهو يقول انه مستعد للتعاون مع الجيش اللبناني شريطة أن لا يكون الملف الرئيس في هذا الوقت هو نزع سلاحه ، لأن ذلك يعني تجريد لبنان من القوة الوحيدة التي يمكن ان تتصدى لإسرائيل ، و بالتالي اذا جاز التعبير فان حزب الله يمارس اقصى درجات ضبط النفس حتى لا يكون هو من يتسبب في نشوب الحرب ، بل تكون اسرائيل بذريعة غير حزب الله.
قتل قائد من حركة حماس اليوم على يد اسرائيل في غزة ، و عملية تدمر و مقتل جنود امريكيين و قصف مناطق كثيرة في لبنان ، كلها مؤشرات على أننا نقترب من حافة الهاوية التي تدفع اسرائيل المنطقة كلها لها..
أمر جدير بالملاحظة ايضا و في سياق كتبت عنه الأسبوع الماضي و استهزأ به بعض القراء و هو أن هناك اتصالات بين ايران و الرئيس السوري و بهدوء و سرية لتنسيق ما ..
قبل بضعة ايام اعلنت الحكومة العراقية عن ادراج شخصيات سياسية سورية رفيعة المستوى على قوائم الإرهاب و جمدت اصولا مالية سورية و نشرت ذلك في الجريدة الرسمية و بعد ساعات فقط الغت القرار ...
لماذا...!!
لأن ايران ضغطت بقوة على الحكومة العراقية كما يبدو لالغاء القرار رغم أن ايران مستفيدة منه في ظاهر الأمر ، اذن لماذا لا تريد ايران ان تقوم العراق بمضايقة احمد الشرع و حكومته ربما للسبب الذي ذكرته عن وجوج اتصالات جادة و مهمة بين الطرفين
المشهد لا يكف عن انتاج المفاجئات كل يوم
و هذا تحليل يحتمل الخطأ و الصواب و لكنني ارجح أنه صواب..