
















اهلا انتبهوا إلى ما يجري في فلسطين
إسرائيل وحلفائها مبتهجون بحذر ، وهذا مفهوم ، أما ان يكون هناك من ابناء المنطقة، من يفرك يديه فرحاً وابتهاجاً ، بعد الضربة القاسية التي تعرضت لها إيران ، لأمر غريب ومستهجن .
بالمناسبة هؤلاء هم أنفسهم أصحاب رواية المسرحية. إلى هذا الحد من الهبل السياسي وصل الأمر لدى البعض . أستطيع أن أتفهم موقف الأنظمة من هذا ، فهي دائما كانت على الطرف الآخر، أمّا هؤلاء فأمرهم عجيب.
إذا تم لإسرائيل ما تريد من هذه المعركة، وتمت هزيمة ايران ، سواءً بدفعها لمغادرة موقعها السياسي من القضية الفلسطينية ، أو بتغيير النظام السياسي برمته ، فإن أكبر الخاسرين من هذا، هم شعوب المنطقة العربية . كل البدائل التي أوجدتها إسرائيل وحلفائها في المنطقة ، كانت اسوأ بكثير مما سبقها.
من الصعب التحدث عن منحنيات المعركة الآن، لكن من العبث الحديث عن هزيمة مبكرة لإيران ، رغم عدم انكارنا للضربة القاسية التي تعرضت لها.
إيران ليست دولة عظمى، لو كان الأمر كذلك ، لما تجرأت إسرائيل على هذا الهجوم. لكن من الصعب إن لم نقل من المستحيل هزيمتها ، لأن هذا يشترط انفضاض الشعب الإيراني من حول النظام ، و يتطلب كذلك تدخل عسكري على ألأرض، ولا يبدو أن هذه الشروط متوفرة في هذا الوقت.
أعتقد أن إسرائيل أخذت المنطقة إلى نقطة اللاعودة، وسوف تدفع إيران ليس فقط لتغيير عقيدتها النووية ، بل أيضاً إلى مراجعة سياساتها السابقة ، بدءا من سياسة الصبر الاستراتيجي، التي أدت إلى ضرب حلفائها بشكل متدرج و ممنهج ، حتى وصلت الأمور إلى القلعة نفسها، وإنتهاءً بالوقوع في فخ الخداع الاستراتيجي، الذي تحدث عنه نتنياهو نفسه. مع ذلك اعتقد ان ايران سوف تستعيد توازنها و تمتص الضربات.
الخطر الأكبر باعتقادي ، هو ما سوف تنفذه إسرائيل تحت ستار دخان المعركة ، في غزة والضفة الغربية ، مستغلة انشغال العالم بالموضوع الإيراني، هذا ما يجب أن ينشغل به الفلسطينيون على مختلف توجهاتهم الآن، فكل الأمر يتعلق بذلك و سوف يحسم هناك ، هذا أهم من دعوات الشماتة السمجة.