
















اهلا
كفى للرأسِ تدفنونْ
كما النعامِ في الرملِ
وكأنكم لا تدرونْ؟!
كما القطعانِ تُساقونْ
كما العبيدِ في روما
وفي (الإيرينا ) تُطرحونْ
كفاكم مسحًا للجوخِ
وتقبيلَ يدِ الجلادْ
تدعونَ له تركعونْ
كفاكم ذلًا يا بشرْ!
كفى صمتًا عن الحقّ
فَمَنْ سَكَتَ عنِ الحقِّ
فإنهُ شيطانٌ أخرسْ
وهوَ إبليسٌ ملعونْ
ومنهُ الدِّينُ بريءٌ
براءُ الذئبِ من يوسفْ!
فإن الله قد قالَ:
"أنا إمامُ المُتّقينْ
ولستُ (ربَّ) القرائينْ!
فإنّ الدينَ في التقوى
وليس لبسًا وزِيًّا
فلا إكراهَ في الدينْ
فكلُّنا عبادُ اللهْ
فبأيّ حقٍ أنتمْ
تُصنفونَ العبادَ
فهذا عبدٌ صالحٌ
وذاكَ عبدٌ طالحٌ
أتدرون السرائرَ؟!
وأم بالغيبِ تعلمونْ؟!
وتمنعونَ الرحمةَ
وربُّنا هو الرحيمْ؟!
"فآرحموا مَن في الأرصِ
يرحمكم مَن في السماءْ)
فويلُكُم من حسابٍ
غدًا إليهِ ترجعونْ!
"فقومٌ عبدوا الله
رهبةً كما العبيدِ
وقومٌ عبدوا اللهَ
رغبةً كما التجارِ
ومن عبدوهُ شكرًا
فهمْ عبدةٌ أبرارْ"
(الإيرينا هي المدرج الروماني الدائري الذي بناه الروم لتسلية وتلهية الشعب في مشاهدة تعذيب الأسرى وإجبارهم على القتال حتى الموت لينال من يفوز بحريته، وكانوا يجبرونهم على منازلة الوحوش الضارية كالسباع والنمور كما فعلوا ذلك مع المسيجيين الأوائل قبل اعتراف روما بالدين المسيحي واعتناق هيلانه وقسطنطين للدين المسيحي وإعلانه كدين رسمي للإمبرطورية الرومانية البيزنطية)