اهلا- زياد منصور -بيروت خطة مصرية لغزة… هل تحصل على مباركة عربية؟
لا يزال مستقبل قطاع غزة غامضاً، فعلى وقع تبادل الرهائن، والخضات التي تحصل وتهدد استمرارية وقف إطلاق النار، والالتزام ببقية المراحل، تتعدد الطروح حول مصير غزة، خصوصاً وأن الاتفاق يقترب من منعطف حرج مع انتهاء المرحلة الأولى، وعلى الطرفين أي إسرائيل وحركة “حماس” التفاوض على المرحلة الثانية، لأن عدم التوصل الى اتفاق وانهيار وقف النار، يعني القضاء على آمال وجود خطة لإعادة الإعمار.
وكان طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستيلاء على غزة، وتحويلها الى “ريفييرا الشرق الأوسط”، لاقى معارضة شديدة، خصوصاً من العرب، لأن الطرح يقوم على تهجير الفلسطينيين من غزة باتجاه مصر والأردن.
وظهرت منذ أيام “خطة مصرية” كبديل عن طرح ترامب، الذي يريد اخلاء سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني. واعتبرت منظمات حقوقية دولية أن الخطة ترقى إلى التهجير القسري، وهي جريمة حرب محتملة، فضلاً عن التنديد الأوروبي بالخطة.
في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده مستعدة لسماع مقترحات بديلة، وقال: “إذا كانت الدول العربية لديها خطة أفضل، فهذا رائع”، ويبدو أن المقترح المصري قد يكون له دور في حال اقتنع فيه عدد من الدول.
ما هو الاقتراح؟
يهدف الاقتراح المصري الى إعادة إعمار قطاع غزة، من دون تهجير الغزيين. فخلال 5 سنوات، يجب أن يتم الاعمار، وذلك بالتعاون بين 24 شركة مقاولات مصرية وعالمية و18 مكتباً استشارياً مصرياً وعالمياً. وستحوّل بعض المناطق في القطاع الى “مناطق آمنة وصالحة للعيش”، خلال الأشهر الستة الأولى من تاريخ تطبيق الخطة، اذ سيتم تأمين منازل متنقلة وكهرباء ومياه للشرب.
وستبدأ في الأشهر 18 الأولى، عملية رفع الأنقاض، من جنوب غزة وصولاً الى الشمال، وبعد ذلك يبدأ الاعمار، الذي سيستغرق على الأقل 3 سنوات، لتصبح المنطقة صالحة للعيش من جديد.
التمويل
هذه الخطة التي يصفها مسؤولون مصريون بأنها “قيد الدرس”، ستوفر عشرات الآلاف من الوظائف لسكان غزة، ولا تزال تناقش بين الأوروبيين والمملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة، الى جانب طرق التمويل، اذ من ضمن الحديث، عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.
نقطة التمويل تعد أساسية، فهي ستكلف عشرات المليارات من الدولارات، فالدمار يطال غزة كلها بصورة كبيرة، وكل شيء مدمر تقريباً، فالتدمير الذي حصل حوّل غزة الى منطقة غير صالحة للحياة، لأنه شمل المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات ومراكز الأمم المتحدة، أي كل شيء.
ومع سعي مصر الى أن تحصل هذه الخطة على الموافقة والمباركة العربية، قد تواجه صعوبة في إقناع “حماس” بالابتعاد عن الحكم، لذلك تسعى كي تحصل على الرضا العربي، من خلال القمة العربية، وذلك سيعزز موقفها من دون أن تكون وحدها من يقف بوجه الأميركي والاسرائيلي في طرحها. لذلك تحرص مصر على الحصول على دعم ترامب لها، في الوقت الذي توافق إسرائيل على مقترح الرئيس الأميركي، والذي يضر بمصر والأردن نظراً الى تهجير الفلسطينيين.
إذاً، الخطة المصرية تقوم على أن اعمار غزة ممكن من دون تهجير الفلسطينيين، وأنها “خير بديل” لخطة ترامب. لكن هل ستتمكن مصر من إقناع “حماس” بالابتعاد عن المشهد، كي لا تكون هناك أي ذريعة لمعارضة الخطة؟