ahlan أجساد الاطفال المرتجفة من البرد وسط دمار غزة!
مجرمو السياسة والأمن والاقتصاد الذين يتداولون «فكرة» (جريمة!) تهجير أهالي قطاع غزة، لن يلتفتوا إلى أن مليون ونصف المليون من البشر بلا مأوى لائق يواجهون في هذه الأيام أحوالا جوية قاسية من البرد القارس بينهم الأطفال والمسنون وسائر النساء والرجال.
ليس فقط أن الأخلاق تنعدم والضمائر تنطفئ، بل إن الحس الأساسي بالتضامن الإنساني يسقط بفعل التوحش الجشع ونهم السيطرة والهيمنة والتوسع دون التفات لأي معيار ومبدأ وقيمة. وهؤلاء، في الأنظمة التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول أوروبية وغيرها - يملكون كل الوقاحة ليتبجحوا عن الديمقراطية والحكم الرشيد. هؤلاء القتلة فعلا ومجازا يأخذون عنوة حق تفسير القوانين والشرائع والأنظمة.
إن هذا المشهد القاتل لقطاع غزة المدمر بآلة الحرب الإسرائيلية المدعومة تماما أمريكيا - وجزئيا أوروبيًا أيضًا من بعض الدول - الذي يتشرّد فيه دون أدنى ظروف للعيش الإنساني مليونا إنسان وأكثر، هو الصورة القبيحة المتوحشة للنظام العالمي السائد، ذاك الذي لا تحركه آلام البشر بل أموالهم وممتلكاتهم المرشحة للنهب.
أمام هذا البؤس الكارثي، لا مفر أمام جميع بنات وأبناء الشعب الفلسطيني من القيام بكل شيء لاستعادة بيت سياسي موحد بجميع خلافاته واختلافاته وأطيافه، من اجل تحقيق الحقوق الوطنية ككل شعب آخر في هذا العالم، وتجاوز جميع أشكال الانقسام والخلاف مهما بلغت أهميتها بنظر أصحابها.
إن أجساد الأطفال المرتجفة من البرد وسط دمار غزة هذه الأيام هي القضية رقم واحد لكل إنسان لا زال فيه ضمير ينبض. فكم بالحري بالنسبة لأبناء شعب هؤلاء الأطفال. لم يعد أي مبرر المواصلة ما كان من سقوط سياسي فلسطيني في الانقسام.