
















اهلا تتواصل الحالة السورية تعقيدًا بعد الهجوم المفاجئ لجماعات مسلحة في مركزها "القاعدة" الإرهابية التكفيرية ورديفاتها، وبشتى مسمياتها التي تُغيَّر على الدوام لغايات التضليل وخداع الوعي. فقد أعلن امس عن اقتحامات في مدينة حماة، بعد الهجوم المفاجئ على حلب ومحيطها واحتلالها، في تزامن يحمل حشدًا من علامات السؤال المشتبِهَة، مع اكتمال العدوان الوحشي التدميري الإسرائيلي على لبنان، ووسط استمراره على قطاع غزة.
ولا حاجة لكثير من الذكاء والفطنة والتجربة المديدة في التحليل ليكتشف المرء أن المستفيد رقم (1) من هذا الهجوم هو السياسة الإسرائيلية، فهو أولا يبعد قسمًا من الاهتمام الشعبي العربي والعالمي بالفظائع التي تقترفها المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية في القطاع المحتل المحاصر، وثانيًا يؤدي خدمة ضخمة في معادلات التوازنات العسكرية لصالح سياسة إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة وأنظمة دول المنطقة التي لا تبرح حظيرة واشنطن وتستكين فيها.
سوريا تتعرّض الآن لحلقة إضافية من مسلسل قديم/جديد لتقويض الدول التي لا تذعن للسياسات الغربية، وتختار إقامة تحالفات مع دول كبرى عظمى أخرى، أولها روسيا والصين. ومن هنا، فمن الكذب والزيف والدجل، أو السذاجة في أقل تعديل، وضع الحاصل في إطار ثورة مدنية ومعاداة لاستبداد نظام، لأن الأدوات المستخدمة في الهجمة الحالية هي فلول من عصابات وجماعات الإرهاب المشبوهة بل المدانة، التي لا علاقة بينها وبين أي رشد سياسي ووعي مدني، ولم تتحرّك في أية لحظة سياسية أبدًا إلا وخدَمت مباشرةً المشاريع الإمبريالية المعادية للشعوب ومصالحها الحقيقية.
إن الخروج من سنوات المآسي في هذه الدولة العربية المركزية سبيله الوحيد لمّ شمل الشعب بمختلف مركباته وأطيافه، والعزل التام، بل الطرد النهائي، لجميع الجماعات والعصابات الغريبة كل الغرابة والبعيدة كل البعد عن مصالح وحاضر ومستقبل الشعب السوري، وكل الشعوب العربية.