
















اهلا- جمال زقوت سيحتاج المؤرخون إلى سنوات طويلة، ربما تزيد عن تلك التي يُمكن للفلسطينيين خلالها إعادة بناء القطاع، كي يوثقوا ما خلفته الحرب على حياة الناس الناجين من الإبادة المستمرة بلا قاع ترسو إليه. فسنوات الحصار التي سبقتها أنجبت جيلاً من المبدعين في الأدب والتكنولوجيا في محاولة لتغذية الروح والعقل. ربما كي يكونوا قادرين على القفز من فوق جدران ذلك الحصار الذي كان يلف تفاصيل حياة الناس، إلى فضاءات أوسع ليسوا أقل كفاءة من روّادها.
بعد أيام ستدخل حرب الإبادة على أهل غزة شهرها الخامس عشر، وقد تجاوز عدد الشهداء الأربعة وأربعين ألفاً وأربعمئة واثنين وأربعين شهيداً حتى الآن، فعداد القتل مستمرٌ ويعد بالدقيقة، ومعهم ما لا يقل عن عشرة آلاف مفقود، بالإضافة إلى ما يزيد عن مئة وخمسة آلاف جريح مسجلين رسمياً لدي وزارة الصحة، ناهيك عن الآلاف الذين ربما لم يتمكنوا من الوصول للمشافي التي دُمر معظمها، أو قطعت الطرق إليها.
هؤلاء جميعاً ليسوا مجرد أرقام، بل، إن جميعهم كانوا مملوئين بالأمل والشغف بحياة كباقي البشر في هذا العالم الذي بات قرية مفتوحة يتطلع فيها المحرومون من حياة كريمة كي يعيشوا مثل أقرانهم على هذا الكوكب.