X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

شْوَيِّة حكي تحت النار! عفيفة مخول خميسة_ معليا

admin - 2024-12-05 22:02:37
facebook_link

اهلا


"كان الزمان وكان في دكّانه بالحيّ..." تبيع خرز وشمع وقناديل... قلام ومحّايات وخلاخيل... قلوب وحكايات ومناديل... صُرَر من سرار ملفوفه بحرير... وانهدّت الدكان وتعمّر سوق كبير!! قيل أنّه سوق للتجارة الحرة. على البسطات كلّ ما يخطر ولا يخطر على بال بشر! هنا تجد نقاقيف للصبيان، عبوات ناسفة للبنات، بنادق عابرة للقارات، بالونات متفجّرة، كواتم صوت، ضمّادات مفخّخة، وتشكيلة واسعة من الأحزمة والعصيّ والهراوات الناريّة لكلّ الأجيال، بما فيم الرضّع والكهول!
هذه المعروضات المثيرة تفقدني القدرة على للكلام... وتضيّع مني الطريق لمن سكّنتُه قلبي، ولم أدرِ أنّه سيستولي على زعامة أحلامي! على باب الدكان تعرّفتُ عليه أمس، وتتبّعته خارجًا والمساء، يحمل قلمًا ودفترًا، وشمعة انعكست في عينه لمعة... وفي قلبي ولعة... كيف ما كان أحببتًه "بدون شوشرة"... وكان حبي حكاية قسَم!
فقد أبصرتُ خلف بشاشته لونًا مختلفًا من الجمال... وبين بقع شطآن نظراته استراحات متاحة للعشّاق... في محيطه سأُمارس الإبحار غير عالمة أنّني سأُصاب بدُوار العشق والتحليق قبل أن أُرسم المسار... أو أنّني سأُفتن بالدوران في مجاهل تعجّ بأحياء متوحّشة! فما كان أسهل اصطيادي بطرف عين، فلم أُبصر من الليل غير غمزات الضوء، ومن النهار غير ظلال ورود متعانقة! فلقد فهمتُ المقروء على هامش صمته، أنّه عاشق كلمة يراها أُمًّا، لا تعتبر الانتصار عليها، أو لها انتصارًا للحياة، بل انتصارين... وعليه تنقّلتُ بين سطور هذا الحبّ وأطرافه متيّمة... حتى سكنتُ، استوطنت، سجدتُ وصلّيت. وانغرست أمام باب الكلمة الأُمّ ترنيمة شرقيّة لها السماء تنزل، ومنها الحياة تصعد، على مدى الدهور! صلاة كصلاته؛ كتابها ورقة، وقلم شرطيّ يعتقل كلّ فكرة تحاول الخروج من نافذة العقل بدون ترخيص!
في هذا اليوم الخريفيّ المستعر يغسل الحبّ دماغي غسيلًا جذريًّا، فيستجرّني لثرثرة مع ألسنة النار، فأنصهر! ولكن بحبّ يتحسّس نبض الحياة منتصرًا على صفقات الهوجاء! وأنحني سنبلة سعيتُ ذات يوم أن أكونها، فزحفتُ على التراب، ويدي مشبوكة بيد الحياة نبتة تلاطف أقدام الرياح الغضوب. وتعجبني مرآتي توشوش الزوبعة فتهدأ! وأطرب طرب شحرور يغازل غصنًا مع النسيم يلعب. عجبًا، كيف يبدو العمر لناظر مرآة الساعة طفلة تفكّ ظفيرتها وتجدلها دمية في حضن الدار، وسط الدمار تلهو!؟ لعلّها مثلي، ترى الحبيب كما كان أمس؛ سماء تتّسع لأذرع الآمال... وأرضًا تنتشي بخمرة الأحلام... وجنات حقول حنطة تفيض بنعمة الامتلاء... فهل أتجاهلها وأبقى رهينة بين حبيب سماويّ الهوى، وحبّ أرضيّ البشرة، بنيّ من قهوة أُمها، وخروب أبيها الظليل طيّب المشرب؟
مجرّد هبّة هوًى ساخنة، ارتدّت عليّ ضوْعة عطر ليمونيّة، سرعان ما انتشرت في خلايا اللحظة قصائد فتيّة ما التفّت بحرف علّة إلّا تمسّكًا بالرداء. زجليّة تعود بالحبيب مع المغيب، طرقَ ليلٍ حفيفه خشخشة تحكي قصة الأشواك والقشّ مع السماء. وهي مقطوعة سأقطفها عناقيد من حروف تتدلّى إغراءً يخطّيء الشعراء! لكنّني سأفعل مستلهمة برنين الأحجار الكريمة في بطن الأرض يهبّ هبوب حبّ ثائر تلاطفه دموع فرح وحزن يتخاطفان البكاء... فأهطل طربًا بحبّ خشبيّ العود يحرقني، وهو المنحوت من جذعٍ عجوزٍ رصد النجوم ساكنًا بين هدير وخرير يترجمان لغة الماء...! هذه أولى شتوات حلمي الجديد، معها سقطت الحياة على الأرض شاعرةً مقلَّدة مفاتيح طريق الفداء. والفداء عمل صوفيّ لا تعنيه حرارة الإطراء!
بشائر الضوء تدغدغني، فأضحك من أتربة البحار، ومنّا، كيف نتجاهل أنّا أخوة هذا الانتشار! قمتُ لتوّي، زرعتُ الشوك في لساني صبرًا جميلًا! فلا أرجمنّ بالأكواز، إلّا مقشّرةً، كلّ مَن يفيّق طفل الحارة مذعورًا، ويفزِع الجدي والمهر وكلب الجار!
تكوّرتُ بين أطرافي متحرّرة من قيد العاطفة، نزلتُ إلى أعماق ذاتي، لأهمس بنصح لولد الولد/وطن: إن كنتَ حصانًا فلا تتنازل وتقبل بحمولة مهر! وإن كنتَ مهرًا فاجتهد لأن تكون حصانًا! ثمّ التفتُّ لابنتي محذّرة من الوقوع في شرك الخِدع البصريّة، فلا تكون تلك التي بين الزجاج والماس تبلبلت فهتفت: ماس! دفعت، ثمّ صرخت: يا لبؤسي؛ لقد تفتّت الماس... وتهشّم القرط والخاتم والسوار!! وهمستُ لها راجية: لا تخلعي ثوب الكتّان قبل أن تهيّئي جلدك، فيصبح قابلًا للتكيّف مع الحرير! فالحرير كعيد مستورد مقنّع يستدرج الطفل، فيحبو نحوه مسرعًا فرِحًا، وركبتاه لا تدركان ما ينتظرهما آخر المشوار... وأصمت صمت خطاب حبيب شهم الطويّة ما أفتى لشخصه دناءة، واختلق لنفسه الأعذار! هو الكتاب الذي قرأت فيه أجمل المرويات طيّ تراب الأبرار! وكم ردّدتُ على الملأ:
اشتدّي يا أرض اشتدّي! إنّه بلدي المولود من بطن وطني منذورًا مجلّلًا بالأشواك الأرضيّة... فلا تحزني يا نفس! بل افرحي بمن، منذ البدء كان كلمة كلّ حيّ فيها، وكلّ جماد حبيبا. هذا هو الوطن، الحبّ الذي ربّطني فرسي بين فجره وأصيله، حيث الصباح مبتدأ الأخبار، والمساء خبر تبدأ عنده حدود السماء!
هكذا هجّأتُه أدبًا... هكذا قرأتُه فكرًا... هكذا أحببتُه وهمًا... وهكذا فشلْتُ في حبّي، وخيّبتُ أحلامي، بإخفائي عنها أنّ وطنها قد باع حصّتها بثلاثين من الفضة لأبشع الأقدار!!
لا شيء يبدو غريبًا مع طوفان ابتكارات الثورة الصناعيّة الخاصة بتصميم جيل من السلع البشريّة، وهذه، بحدّ ذاتها، شهادات دامغة على عبقرية الإنسان، وعلى جموح خياله المتجوّل في فضاء مكّنه من كواكبه ونجومه، حتى عاد مؤهلًا لاختصال الكثير من عناقيده المتوهّجة... فاختصل واعتصر وشرب "قليلًا من الخمر فرّح قلبه"، وتفاخر بفرادته بين الوحوش. ورأى أن يعبّ عبّة جشع، فشرب وكثّر، حتى أفسد بالسكْر الحرام ما ارتشفه بالحلال، (لغاية النشوة المعرفيّة)!
بالتزامن مع هذا التمادي، يستبيح حرمات الخلق الكونيّة، يهجّن ويدجّن ويروّض ويستنسخ... ويجري عمليّات جهنميّة بحقّ عذريّة الحياة، وعلى عينك يا تاجر! وينتهي به المشوار في إحدى مغاور علي بابا، المحطة المركزيّة لتوزيع المعلومات والمهمّات... حيث افتُتح أكبر خان في التاريخ لتجمّع الأرسان، وأضخم مختبر لتدوير الجينات.
انطلاقًا من هذه الوثبة، وصاعدًا، وبحقنة من البلسم النوويّ يتمّ تجفيف رحيق الأُمومة ونسغ الأُبوّة، وإنتاج عنصر جديد يثري البشريّة بأُمهات ظبيات أو فراشات، أو طيور يجسّدن السحر والرهافة والفتنة، وذلك بحسب حاجة السوق. ومقابلهنّ آباء يجسّدون الوسامة أولًا ومباريم العضل ثانيًا. وتُعفى الأُمومة والأُبوّة، بضربة معلم، من المهمات المقدّسة، ويدفن فرح الدنيا في حاويات المفاهيم البالية.
جموح علميّ متمرّد متحلّل أخلاقيًّا، يتلقّفه العصر مبارِكًا بندقتة الجينات، واستنباته بدائل لا تمتّ لروحيّة الحياة بصلة. وتُسمَع أصداء القهقهات انتشاءً بتحطيم القواعد الطبيعيّة والاجتماعيّة الرادعة التي حمت صروح المجتمعات من الانهيار. وإذا كلّ المعاصي مشروعة متاحة، والأرض مفروشة بساطًا أحمر يمرّ فوقه التاريخ في طريقه لارتكاب كبرى خطاياه؛ إقفال معامل السعد في البيوت والحارات... ويصير الغول حقيقة!!
تنوّعت فظائع هذا الخيال المعاق، وتعدّدت أشكالها، مآلاتها وقراءاتها، بينما إنتاجها واحد؛ لبؤات وأفراس حوريات يرضِعن أشبال المستقبل، وغده، لعاب ميوعة تسهّل استملاكهم، ودفعهم للرضاعة من محلبة آليّة تُشغَّل عن بعد. منها سيُنقلون إلى أولى معاهد المعرفة مستهلَكين قلبًا وقالَبًا! وتمرّ فصول الأعمار فيهم بلا حدود رادعة أو ضوابط مرعيّة... وتشرِّع الحريةُ لهم الإباحيّة والفلتان والتعرّي من أدنى المسؤوليات، إضافة للتندّر على العلامات الأخلاقيّة الفارقة، بما تحتويه من القيَم الاجتماعيّة! بهذه الجرعة كان مقتل حقوق الفطرة الذاتية، وانتزاع النزعة الروحيّة من جسد البشرية.
رعونة علميّة، وغباء حسابيّ لم يدقّق في المسألة المنطقيّة القائمة على المعادلة الأزليّة، وهي حقيقة وجود توازن عاطفيّ تكوينيّ بين الطبيعتين: الشعور بالحزن، والإحساس بالفرح. فلا يشعر بالحزن مَن لا يشعر بالفرح، والعكس صحيح. والدموع تشهد على الرابط المبارك بين هذين الملكين. فأصداء الفراغ والبلادة العاطفيّة تخترق جدران القوقعات وتُسمَع في كلّ الجهات... وهي العامل الأساس في تحطّم ميزان الحياة الحسّيّ... وإهمال النظر في ارتدادات هذه المسألة على الواقع، يترك الساحات مشاعًا لجيوش فتيان العنف. (هذا اجتهاد خاصّ، أعتقد أنّه يستحقّ التوقّف جديًّا عند طرح مسألة العنف).
خيال صار حقيقة كرّسها، ثبّتها واقعًا وألصقها بالحضارة علي بابا الجدّ ساحق شعوب بأُمها وأبيها، بلغاتها وتراثها خزائن ثقافاتها... وقد نجح هذا الحرامي بتسييج الأرض مزرعة محميّة متطوّرة، تحت مسمّى تنقية الزمان من شائباته، وخلق أجيال تحسن إدارة جنة الدنيا الجديدة!!
ويتجاهل هذا المأفون حكمة السماء "إن لم تكونوا كالأطفال فلن تدخلوا الجنة"! تُرى، هل يُسمح للأطفال بدخول الجنة المستحدثة؟ وهل يمكن لطلّاب المحبّة والسلام هؤلاء، أن يتذوّقوا بهجة تؤسّس لفرح الحياة!؟ هل يمكنهم، بتأشيرة خاصة من الحمار؟ أيّ حمار؟! ذاك الذي طلّعناه على أعلى المنابر وهو يحلف الأيْمان بالتأذين للخير والتبشير بفرح عظيم! لكنه، كما يبدو، زعيم! وما أسهل على الزعيم أن ينكث بالوعود، يخون العهود، يبهدل اليمين ويشتري بأبخس الأثمان نفوس الفهود! أمّا هذا، وبحسب الوثائق الرسميّة، فقد وعد وفعل، وأذّن لخير يتغذّى بالحرام، وفرح يسترزق بتسوّل لقيمات من العابرين قطّاعَ طرق عصريّين! وهذا ما لم يُدرج ضمن الاتفاق المعمول به، شرعًا وضمنًا! عليه، فقد بات من واجبنا تجاه ورثائنا... وتجاه شهامتنا، أن ننزّله عن المنبر اليوم وليس غدًا. صار بدها ثورة! لكن، مَن يتبنّاها، يقودها ويواكبها والوالدون بأرسان أباطرة المال مقيّدون!؟
وحين "تبكي الأرض لا حزنًا ولا فرحا"، قلْ: إنّ خللًا كونيًّا يطوّق الحياة من كلّ الجهات!
هي الحياة، وإذا ما احترقت بحمولتها من بذور الرجاء بالبقاء في جغرافية زمنية ملتهبة، تكون شبكة من البراكين الباطنيّة حاضرة للانفجار، مزوّدة ببدائل من احتياطيّ وسائل الدفاع، ومنها: القرار، الإرادة والإدارة الحكيمة، والمجهّزة لحالات الطوارئ، خاصّة إذا تعرّضت البراعم الواعدة والموعودة بالحياة لخطر وجوديّ!
فهذه بومبي الحديثة تكبر جنبًا لجنب مع مخاوف تثور تارة وتخمد تارة. تتعايش مع قدَرها، وعينها على الراصد... ونحن بومبي الرافضة ترمّد طيب العيش، فأرحامنا ولّادة آمال. وعقولنا معامل وسائل نجاة. وقلوبنا دفيئات أطفال يحلمون ببهجة التحليق الحرّ في فضاء الخيال... ومثلنا يمكنه استباق الثوران بثورات مضادّة، يكون ميدانها البيت الحاضن الدافئ والفناء الطلق... وهما أكبر وأعرق مفاعلات السلام. ولكن، دون تحقيق المراد، تأسيس مسبق لمقاومة ناعمة تنطلق من عصيان الحكم المركزيّ، وإقامة حكم ذاتيّ يؤمّن الحماية من الهزّات النفسيّة الباطنية.
فلا للاستسلام للدهشة بفضاء يزداد بريقًا وإغراءً يومًا بعد يوم! نعم للتحكّم بتنشئة الوعي بعيدًا عن عيادات التجهيل وألسنة نار الإعلام، وعلى قاعدة تحريم الشغل بالسخرة، أو الانصياع لرغبات تجّار العصرنة المتوحّشة عاطفيًّا...! نعم للدفاع الجماهيريّ عن حقّ أكبادنا المقدّس بالحرية والفرح. ولا للحكم على الطفل بتجريب المجرّب... هذا الشاطر ما عاد يصغي للثرثرة المنمّقة، مدركًا أنّ نهايتها صمت بهيم! كما ندرك أنّه وأقرانه أسرى فرح مصطنع لا روح فيه! كما وندّعي مصرّين أنّهم مش رزق سايب، ولا أموال متروكه!



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو