اهلا- حسناء حرفوش -بيروت لماذا وجهت إسرائيل ضربة “محدودة” لايران؟ بحسب تحليل لخوان كول، أستاذ التاريخ في جامعة ميشيغان، خضع حجم الضربة لقيود لوجيستية وضغوط دولية. هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع اهلا هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في اهلا .
ووفقاً للتحليل، “ترجمت الضربات الاسرائيلية المحدودة ضد إيران القيود الهائلة التي تواجه حكومة بنيامين نتنياهو بحيث اقتصر القصف على أهداف عسكرية، بما في ذلك منشآت تصنيع الصواريخ. وكان القيد الأول الذي واجهته إسرائيل لوجيستياً، بحيث لا يمكن لحكومته السماح للطائرات المقاتلة بالتحليق مباشرة إلى إيران، كما لم يسعها الحصول على أذونات التحليق من تركيا أو العراق أو أي من دول مجلس التعاون الخليجي.
ونتيجة لذلك، توجب على الاسرائيليين الطيران عبر البحر الأحمر والتوجه غرباً عبر خليج عدن، والاقتراب من إيران من بحر العرب، وهي مسافة طويلة. وهذا يعني ضرورة تأمين الطائرات المرافقة الضخمة للتزود بالوقود. ويحد هذا المسار الطويل في الأصل من قدرات إسرائيل، والعكس صحيح بالنسبة الى إيران.
ولم يستبعد نتنياهو في وقت سابق ضرب المنشآت النووية الايرانية أو حقولها النفطية، ولكن الرئيس الأميركي جو بايدن ضغط عليه كثيرا في هذا السياق. ويحاول نتنياهو توسيع نطاق الحرب لإجبار إدارة بايدن على دعمه، وذلك من خلال ضرب السفارة الايرانية في دمشق في الربيع الماضي واغتيال إسماعيل هنية، داخل طهران نفسها.
وإن كان رد إسرائيل محدوداً لدرجة لا تستدعي أي رد فعل من إيران، فذلك قد يعني وضع حد لهذه المرحلة من الصراع الاسرائيلي الايراني. ففي نهاية المطاف، حسب ما يلفت التحليل، أوضحت إسرائيل جيداً أن طائراتها قادرة على الوصول إلى إيران مع التزود بالوقود على نطاق واسع. وأوضحت إيران بدورها قدرتها على إرسال سرب من الصواريخ التي تخترق الدفاعات الاسرائيلية وصولاً إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية.
ويسعى كل جانب الى ترسيخ شكل من أشكال الردع ضد الجانب الآخر. وفي هذا الاطار، أشارت قراءة فرنسية (ouest-france) إلى أن إسرائيل تلعب بورقة الهجوم الرادعة حيث توخى الجيش الاسرائيلي تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية.
وتطالب إيران بحق وواجب الدفاع عن نفسها، بعد الضربات التي شهدتها صباح السبت. ووقعت الانفجارات الأولى في طهران حوالي الساعة 2:15 صباحاً بالتوقيت المحلي. وحدد الجيش الاسرائيلي أنه قصف مواقع تصنيع الصواريخ وبطاريات صواريخ أرض جو وأنظمة جوية أخرى. وسرعان ما أدانت طهران وحماس هذه التفجيرات وأشارت إلى حق وواجب إيران في الدفاع عن نفسها. وحذرت دول المنطقة من صراع إقليمي لكن إسرائيل أصرت على جهوزيتها لأي دورة جديدة من التصعيد”.
ودعت عدة دول غربية إيران إلى عدم الرد، ومنها فرنسا التي طلبت من الأطراف المعنية “الامتناع عن أي تصعيد أو عمل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم سياق التوتر الشديد”. ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. ووضعت الولايات المتحدة من جهتها الضربات الاسرائيلية ضمن مناورات الدفاع عن النفس، داعية طهران إلى “وقف هجماتها” ضد إسرائيل.
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: ahlanweb@gmail.com