اهلا- بقلم فوز فرنسيس زمن استثناء.. ولكن آن لصمتي أن يحلّ قيده قليلا.. فالحدث دمعت له العين وإن كان دمعها سيّالا غزيرا مؤخرا.. خبر رحيل الأرشمندريت الأب إميل شوفاني أحزن قلبي وتدافعت بعض الذكريات تدق ناقوس الذكرى تقول أطلقي سراحي..
لا تزال تلك اللحظات مطبوعة في ذاكرتي رغم ما مرّ عليها من الزمن، تموز 1971 إن لم تخنّي الذاكرة.. واحتفال مهيب في كنيسة فسّوطه برسامة كاهنين شابين في مقتبل العمر؛ الأب فوزي خوري ابن القرية أطال الله عمره والأب إميل شوفاني قريب العائلة من عيلبون. وبدأ مشوار عطاء كلّ منهما وخدمته في حقل الربّ، ليرتبط اسم أبونا إميل بالمدرسة الإكليريكية في الناصرة ارتباطا وثيقا،فكنّا اذا سمعنا باسم المدرسة نذكر أبونا إميل والعكس أيضا، وأظنّ ما من أحد ينكر دور أبونا إميل وما قام به لأجل رفع اسم هذه المدرسة عاليا لتصبح في المرتبة الأولى من المدارس المعروفة في كل المنطقة.
كان صاحب شخصية قوية بقامة شامخة وذات هيبة وعنفوان ويدرك ذلك أكثر من عرفوه من طلاب الاكليريكية،
ونحن عرفناه أكثر في المناسبات العائلية، كنّا نهلّل وندهش ونترقّب حضوره متى جاء ليشارك الأسرة والأقارب في الأفراح والأتراح ونكنّ له كل الاحترام.
للأسف تحول مشاغل الحياة أحيانا دون زيارات دائمة وحتى السؤال حينا، وآخر مناسبة التقيناه بها كانت يوم جناز الثالث راحة لنفس الوالد، أواخر نيسان 2019، حيث حضر وأقام الذبيحة الإلهية وتحدّث عن الوالد ودوره في خدمة الكنيسة والوقف، وبعد القداس قدّم واجب العزاء وجلس معنا بعض الوقت.
وها نحن اليوم نفاجَأ ككثيرين من أبناء الجليل برحيل هذه القامة الدينية والتربوية التي كان لها أثرها وبصمتها في مجتمعنا وأبنائه.
لا يسعني هنا سوى أن نعزّي أنفسنا بهذا الرحيل ونعزّي الأسرة جميعا الإخوة والأخوات والأقارب جميعا أينما تواجدوا ومعارفه وكذلك تعازينا لأبرشية الجليل كافة؛ لسيادة المطران يوسف متّى الموقّر وسائر الكهنة الأفاضل، سائلين الرب أن يتغمد برحمته الواسعة أبانا إميل المنتقل عنّا وأن يريح نفسه ويلهمنا التعزية والصبر.
الراحة الأبدية أعطه يا ربّ ونورك الدائم فليضئ له