X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

أبو عرب، شاعر الثورة الفلسطينية : فادي سلايمة

admin - 2024-02-14 13:26:29
facebook_link

اهلا

أبو عرب، شاعر الثورة الفلسطينية الذي تمتع بصوت جميل وشاعرية فياضة وحس وطني جعله في مصاف كبار الشعراء الشعبيين الفلسطينيين من أمثال: الحاج فرحان سلام، والأخوان توفيق الريناوي ومحمد الريناوي، والأخوان مصطفى البدوي «أبو سعيد الحطيني» ومحمد البدوي «أبو شكيب الحطيني»، ويوسف حسون «أبو العلاء»، وعبد الله نفاع وغيرهم.
جمعتني به ظروف كريمة وقرابة حميمة، فهو من أبناء قريتي الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة بالجليل الشمالي. تلك القرية التي أنجبت أعلاماً في الثقافة من أمثال: الشاعر علي الأحمد (بكارنة) والفنان الشهيد ناجي العلي (حياتلة) والأستاذ فؤاد ياسين (سلايمة) وغيرهم، واستشهد فيها الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود (من عنبتا).. ولما حلّت نكبة عام 1948 كان من قدر أسرته أن يرسو شراعها التائه في مخيم العائدين بحمص، ذلك المخيم الذي حمل ذكريات لجوء أهلي أيضاً كما أغلب أهل الشجرة وولدت فيه. منذ طفولتي عهدته دائماً بكوفيته الشامخة وعينيه المشبعتين بالحنين يتجول في أزقة المخيم الضيقة بين شعبه وناسه. عرفته إنساناً مكافحاً ومناضلاً من الذين زرعوا فينا روح الوطنية ونزعة التحدي، والقدرة على مواجهة الظروف القاسية والصمود، فقد ظل طيلة حياته متشبثاً بأمل العودة إلى فلسطين حتى كُتب له زيارتها في آخر أيام عمره بعد غربة دامت حوالي 64 عاماً وكان لهذا الحدث وقع مؤثر بين الناس. كما عرفته إنساناً شعبياً بسيطاً ومتواضعاً أبى أن يعيش في الفلل والقصور ليعيش بين شعبه في المخيم وأبى أن يموت في الإمارات ليموت بين شعبه في المخيم!
نشأت في هذا المخيم وأنا أستمع بشغف لصوت أبو عرب الفلسطيني الأصيل الشجي الثائر الذي كان يصدح في حارات المخيم وما يبثه المذياع من القصائد الوطنية والثورية وأغاني العتابا والمواويل، فيشعرني بالحنين إلى الشجرة وطبريا والناصرة وعكا وحيفا ويافا والقدس وكل فلسطين.. ووجدتني أستعيد من ذلك الصوت ذكريات من الماضي البعيد عن أيامٍ بل سنواتٍ خلت رأيتها قبل ولادتي! من صوته رأيت الجبال والسهول والأنهار والبحر والبيادر والحواكير والبيارات والطابون وشبابة الراعي وراء الأغنام وسحجات الأهل في الساحات.. ومن صوته تخيلت قريتي الحبيبة الشجرة الزاهرة بكل مناظرها وتضاريسها ودروبها وبيوتها وآثارها وجامعها وكنيستها ومدرستها ومقبرتها، والقرى العربية التي تحيط بها، ومن صوته سمعت حكاية أرض ومأساة شعب وأزيز الرصاص وزئير الشهداء وهم يتساقطون وهتافات الرجال «الله أكبر.. الله أكبر» و«الله أكبر نادى المنادي.. حي الصلاة حي الجهاد» و«هبت النار والبارود غنى.. حنا الثوار بدنا نحرر موطنا». صوت أبو عرب أثار الحنين في نفسي إلى وطني الذي ولدت بعيداً عنه دون أن ألمس ترابه أو أشم ثراه المجبول بدماء الشهداء والمعطر برائحة اللوز والزيتون والزعتر.. صوت أبو عرب شكل عندي الإحساس بأنه لا بدّ من أن أكتب فالتقطت الحزن من صدى صوته ومن ذاكرة الأهل المكلومين، وأخرجتها على شكل خطوط غاضبة رسمتها أناملي الصغيرة على أوراقي المدرسية، فبدأت محاولاتي الأولى في الكتابة عن قريتي «الشجرة الزاهرة» وكان عمري حينذاك لا يتجاوز الخامسة عشر.
فادي سلايمة



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو