اهلا-جورج مناريوس الفرق بين المحتفلين بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر ( كانون الاول) و المحتفلين بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير ( كانون الثاني) ؟!
في الحقيقة لا يخبرنا الكتاب المقدس في اي فصل من السنة ولد المسيح، لقد تم تحدد يوم عيد ميلاد المسيح بيوم 25 ديسمبر اليولياني نسبة ليوليوس قيصر و التقويم الروماني الذي اعتمدته الكنيسة بعد اعلان ميلانو من قبل قسطنطين الكبير في 313م وتحويله في نيقية. و بحسب التقويم القبطي يواقف يوم 29 كيهك، كانوا يستعملون التقويم الروماني في ذلك الوقت قبل ان يحولوه الى التقويم الميلادي وذلك في مجمع نيقية عام 325 م.
واستعان الاباء المجتمعين في نيقية بقول القديس يوحنا السابق والصابغ ( المعمدان ) كما جاء في انجيل معلمنا يوحنا الاصحاح الثالث عن يسوع المسيح: "انه ينبغي أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وأني أنا أنقص" في تحديد موعد ميلاد يسوع المسيح. حيث يكون 25 ديسمبر اليولياني يوم 29 كيهك القبطي الموافق عيد ميلاد المسيح في أطول ليلة وأقصر نهار (فلكيا) والتي يبدأ بعدها الليل القصير و النهار في الزيادة، المعروف بلاعتدال الشمسي الشتوي. إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل في النقصان والنهار (النور) في الزيادة وبهذا اعتمدوا الاباء المجتمعين في نيقية هذا التاريخ، وبقي العالم المسيحي جميعه يحتفل بعيد الميلاد في هذا التاريخ مدة 1200 عام.
لكن في عام 1582 م. أيام البابا جريجوري بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس في موضعه أي أنه لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام. أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار، وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس)
إذ كانت السنة في التقويم اليولياني تحسب على أنها 365 يوما و6 ساعات. ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أي أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليولياني) بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالي عشرة أيام.
فأمر البابا جريجوري بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغوري, إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا. ووضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) في موقعه الفلكي (أطول ليلة و أقصر نهار) وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة (لأن تجميع فرق الـ11 دقيقة و 14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل حوالي 400 سنة), ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذي وصل إلى حوالي 13 يوما الان.
وبذلك فاذا اضفنا ليوم 25 ديسمبر ( كانون الاول ) الغريغوري 13 يوم سيكون يوم الميلاد المجيد بحسب التقويم اليولياني هو 7 يناير ( كانون الثاني ).
اضف الى ذلك ان الكنيسة الارمنية الارثوذكسية في الاراضي المقدسة فقط تحتفل بعيد الميلاد المجيد يوم 18 يناير وذلك بحسب تقليد قديم جدا يعود الى اباء ما قبل نيقية.
في النهاية براي لا يوجد اي فرق بين التاريخين لانه من الاساس يوم عيد الميلاد المجيد تم تحديده باستحسان بشري ولا يوجد نص كتابي واضح يقول لنا في اي وقت من السنة ولد المسيح، لاننا ببساطة لا نعلم في اي وقت من السنة تمت بشارة القديسة مريم العذراء من قبل الملاك في الناصرة.
و لهذه الحسابات الكنسية في الكنيسة القبطية يوجد علم التقويم الابقطي، والذي تحسب من خلاله جميع الاعياد بناء على فهمنا للكتاب المقدس و ما تسلمناه من اباء الكنيسة الاوائل وامور كثيرة اخرى مثل علم الفلك و التقويم.