X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

معليا : كلمة قدس الاب نديم شقور في يوم انهاء خدمته في رعية معليا

admin - 2023-11-20 14:51:49
facebook_link

اهلا


سيادةُ المطران يوسف متى الكليُّ الوقار
اخوتي الكهنة الأجلاء
الراهباتُ الفاضلاتُ
السيد وديع أبو نصار قنصل اسبانيا الفخري ومستشار مجلس الكنائس الكاثوليكية المحترم
سعادةْ رئيسِ المجلسِ المحلي السيد حاتم عراف وأعضاءُ المجلس المحترمون
الأستاذ اياد قسيس مديرُ مدرسةِ نوتردام المحترم وأعضاءُ الهيئةِ التدريسيةِ المحترمون
أبناءُ رعيتي المحبوبون على قلبي جميعاً
أعضاءُ المجلسِ الرعوي المحترمون
أيُّها الاخوةُ والأخَواتُ مع حفظِ الألقابِ للجميع

معَ كلِّ الحبِ والاحترامِ ، أخاطِبُكُم اليومَ وقلبي مفعمٌ بمشاعرَ متضاربةٍ منَ الشكرِ والأملِ والحنينْ. لقد حانَ الوقتُ الذي قدّرَهُ الربُّ لي لأنهيَ خدمتي بينَكم كخادمٍ للإنجيلِ وراعٍ لهذهِ الرعيةِ المباركةِ التي شُرّفْتُ بخدمتِها.
خلالَ السنواتِ التي قضيتُها بينَكم، شاركنا معًا لحظاتٍ من الفرحِ والحزنِ، الاحتفالِ والتأمّلِ، النموِ الروحيِ والتحدياتْ. كلُّ لحظةٍ كانتْ كنزًا ثمينًا أضافَ إلينا علاقةً تتمثلُ بالمحبةِ والايمانِ مفعمةً بالصلاةِ والرجاءِ بأٌمِّنا العذراءِ مريمْ شفيعةِ هذهِ الكنيسةِ المقدسةِ وحاميةِ معليا وأهلِها جميعاً.
أودُّ أن أُعرِبَ عن عميقِ امتناني لدعمِكُم وحبِّكُم وثقتِكُم التي أَغْنَتْ رسالتي. فالذكرياتُ التي خلقناها معًا ستظلُّ محفورةً في قلبي إلى الأبد. وأنا أشكرُ اللهَ على النعمةِ التي منحَني إياها لأكونَ جزءًا من حياتِكم وتكونوا جزءاً من حياتي . الذكرياتُ التي خلقناها معًا نُقِشَتْ بسفرِ تاريخِ معليا الذي تمنّتْهُ كلُّ بلدةٍ أن تحظى بهذهِ النعمِ المباركة .

لقدْ بدأتُ خدمتي يا صاحبَ السيادةِ هنا في رعيةِ سيّدةِ البشارةِ في معليا ، البلدةِ الجليليةِ المحبوبةِ منَ اللهِ في تاريخ 5.8.2006 غروب عيد تجلي الرب . ذكَّرتني امرأةٌ فاضلةٌ أني أتيتُ بلدةَ معليا والحربُ مشتعلةٌ ، واليومَ أتركٌها في زمنِ هذه الحربِ المشتعلة . فقلتُ لها إِنَّ الكاهنَ يعيشُ في حربٍ دائمةٍ ومستمرةٍ ضدَ الشيطانِ وقوةِ الشرِّ. وفيِ هذهِ الحربِ انتصرتُ. انتصرتُ بالمحبةِ والتعاونِ وثباتِ الايمان.

يومَ سيامتي الكهنوتيةِ التي نِلتُها من يدِ المثلثِ الرحمةِ المطرانْ مكسيموس سلوم ، قال لي "خُذْ هذهِ الوديعةَ وحافظْ عليها الى يومِ مجيءِ الربِ لأنه سيسألُكَ عنها".

وهذهِ هي الوديعةُ التي إئتُمِنْتُ عليها ، همْ أبنائي وبناتي الذين أحببتُهم وخدمتُهم طوالَ سبعَ عشرةِ سنةً بكلِ عزيمةٍ ونشاطٍ ، بمحبةٍ واخلاصٍ وايمانٍ وتفانٍ لأجمعَ أبناءَ الرعيةِ في حضنِ أمِّنا الكنيسة. فبدأتُ عملي الكهنوتي والرعوي والاجتماعي في الرعيةِ ، أقمْنا القداديسَ اليوميةَ وقداسَ مساءِ أيامِ الآحادِ فكانوا يُشاركونَنا ليسَ فقط من أبناءِ رعيتي في معليا إنّما أيضاً من الرعايا المجاورةِ اذ لم يتسنَّ لهم المشاركةُ في قداديسِ الصباحِ في رعاياهُم وليسَ هناك قداديسُ في المساءِ . والسهراتِ الانجيليةَ في البيوتِ والسجودَ للقربانِ المقدسِ .

لقد شاركتُ الليجيو دي ماري (الجيشَ المريمي) في صلواتِهِم وتلاوةِ المسبحةِ الورديةِ ونشاطاتٍ أخرى عديدةٍ ، لقد اختبرتُ غَيرَتَهُم ومحبتَهم لأمِّنا العذراءِ شفيعَتِهم. وقد أُنتدِبتُ لأكونَ المرشدَ الروحيَ لجميعِ فرقِ الليجيو دي ماري في الجليل.

بعدَ أنْ أنهتْ راهبات مار يوسفَ خدمتَهن في الرعيةِ ، وهنا لا بدَّ لي أنْ أذكرَ خاصةً الراهبةَ ايلن جونز رحِمَها الله التي تركتْ بصمةً في هذهِ الرعيةِ وذكرياتٍ جميلةً مع أهلِها . استقبلتُ مع المجلسِ الرعوي آنذاك سنة 2007 الراهباتِ الفاضلاتِ الأخوات نيقول وماري أنخلس ومونيكا ليقمْنَ معي في خدمةِ الرعيةِ ، وبعدَها أتتِ الراهبةُ باولا واليومَ معنا أيضا الراهبةُ آنيا الفاضلة. ورغمَ صعوبةِ اللغةِ عَمِلْنا معاً في الخدمةِ الروحيةِ والاجتماعيةِ ، فأَسّسْنا مجموعةَ "كنْ معنا" للصلاةِ والسجودِ للقربانِ المقدسِ . وأيضاً مدرسةَ الأحدِ وتحضيرَ طلابِ صفوفِ الروابعِ للمناولةِ الاحتفاليةِ.

لقد قمتُ بتأسيسِ "طريقِ الموعوظينَ الجديد" في معليا ، الذين يواظبونَ على الصلواتِ واللقاءاتِ وشرحِ القِيَمِ المسيحيةِ التي تُنَمّي فيهم روحَ المحبةِ للهِ والقريبِ ، والعيشِ معاً على مثالِ الرسلِ الأولينَ بشركةٍ روحيةٍ . ورغمَ التحدياتِ وعدمِ قبولِ الطريقِ استمرَرْنا معاً ، والانجيلُ أحياهم من جديدٍ فكان وما زال نوراً لحياتِهِم. وقد اختبرتُ ما عَمِلَتِ الطريقُ في معليا مع الشبيبةِ الذينَ أفتخرُ بهم وهم يُبحرونَ ويُجيدونَ معرفةَ الانجيلِ ويعيشونَهُ، ومع عائلاتٍ كانتْ مفككةً بعيدةً عن الايمانِ ، والأزواِج الذينَ كانوا على أبوابِ الانفصالِ ، اهتدَوا من خلالِ الطريقِ الى المسيحِ الذي أحيا فيهم روحَ المحبةِ والتسامحِ والغفرانِ . وازدادَ تعلّقُهم بكنيستِهم الأمِ والانتماءِ لها.

وجوقةُ الكنيسةِ التي قمْنا بتدريبِها وسهرْنا معاً جاهدينَ على أن تَزيدَنا في احتفالاتِنا الطقسيةِ رونقاً وبهجةً وفرحاً روحياً . وقمْنا في السنةِ الأخيرةِ باستدعاءِ المرنمِ الأولِ السيد أدوار سعد لتدريبِ جوقتِنا الغاليةِ فلَهُ وللجوقةِ جزيلُ الشكرِ والامتنانِ.

في 21.8.2013 زارتْنا الرائية فيتسكا مع كردينال بلجيكا في معليا للقاءِ صلاةٍ وشهادةٍ وإقامةِ الذبيحةِ الإلهيةِ ، وقد حضرَ هذا اللقاءَ جمهورٌ غفيرٌ ما يقاربُ أربعةَ عشرَ ألفا ًمن المؤمنين . ومن إخوتِنا المسلمينَ والدروزِ واليهودِ .

في 13.9.2015 ليلةَ عيدِ رفعِ الصليبِ الكريمِ المقدّسِ شارَكَنا في الاحتفالِ والمسيرةِ أكثرَ من خمسينَ كاردينالاً وأسقفاً منْ أوروبا وكردينالُ كندا نائبُ الحبرِ الأعظمِ آنذاك .

لقد مرّتْ علينا جائحةُ الكورونا وكانتْ صعبةً وخطيرةً للغايةِ . وفي كلِّ هذهِ الفترةِ كنيسةُ السيدةِ في معليا لم تُغلِقْ أبوابَها الا يومَ أحدٍ واحدٍ . فقمْنا أيامَ الأحادِ بتكثيفِ القداديسِ ليتسنّى لأكبرِ عددٍ ممكنٍ للحضور . متمثّلينَ بما قالَه القديسُ بولسُ الرسولُ برسالتِه الى أهلِ روما "مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟" (رو 8: 35. ، وفي الأسبوعِ العظيم من تلكَ السنةِ 2020 كانوا قد حددّوا لنا عددَ الحضورِ في الكنيسةِ ، فقمْنا بالتجوالِ في شوارعِ البلدةِ بنعشِ السيدِ المسيحِ . فقد كانَ المشهدُ عظيماً ورَهيباً جداً ، عندما شاهدتُ كلَّ أبناءِ الرعيةِ على أطرافِ الشوارعِ وتحتَ المطرِ والبردِ القارسِ والزوابعِ واقفينَ صامدينَ ليتباركوا من النعشِ المقدسِ ، وكانوا يحملونَ الشموعَ ويشعلونَ البخورَ ويسجدون . كذلك في عيدِ ارتفاعِ الصليبِ المقدسِ وزيّاحِ القربانِ المقدسِ في شوارعِ البلدةِ. هذه هي معليا يا صاحبَ السيادة ويا أيها الذين أرادوا لمعليا غير ذلك.

لم تكنْ سنواتُ خدمتي في هذهِ الرعيةِ المباركةِ دونَ صعودٍ وهبوطْ. كانت فتراتُ الأملِ وفتراتُ الخيبةِ من داخلِ الكنيسةِ وخارجِها ، وحتى في السنواتِ الأخيرةِ تحمّلتُ الكثيرَ من الصعوباتِ والافتراءاتِ وعدمِ الاستقرار ، ليسَ من أبناءِ رعيتي الذين أحبوني وأحببتُهم ، ولكنْ من جهاتٍ أنتم تعرفونَها جيدا يا صاحبَ السيادة. كانَ نُصبَ عَينَيَّ مصلحةُ رعيةِ معليا وانتعاشُها والمحافظةُ على وَحْدَتِها حتى وإِنْ تطلّبَ ذلك تحمُّلَ الكثيرِ منَ المشقاتِ ، واليومَ أنسى كلَّ ما مضى من مشقات وصعوبات وغيرِها ولا أذكرُ سوى محبتي لأبناءِ الرعيةِ وأشكُرُهم على محبتِهم. وإن انتقلتُ من معليا الحبيبةِ والغاليةِ على قلبي سأبقى أحبُّهم وأصلّي لأهلِها جميعاً.

وأنتم يا صاحبَ السيادةِ بدأتُم تعملونَ على تنظيمِ الأبرشيةِ حيثُ بدأتم بنقلِ الكهنةِ الكرامِ لإنعاشِها ، لربّما هذه الخطوةُ ستعودُ بالفائدةِ على جميعِ المؤمنينَ والكهنةِ الأفاضل وعلى أمل.

واليومَ يا صاحبَ السيادةِ أُلبّي طلبَكم طائعاً على مثالِ أبينا ابراهيمَ الذي لبّى دعوةَ الربِ له أنْ ينتقِلَ من أرضِه وعشيرتِه وبيتِ أبيهِ الى الأرضِ التي يُريها لَهُ. وكم هو مؤلمٌ أن يتركَ الكاهنُ وعائلتُهُ في هذه الظروفِ رعيتَه التي أحببناها وعشنا فيها ولم نشعرْ يوماً أننا غرباءُ ولسْنا من هذهِ البلدةِ ، لقد شعرْنا نحنُ المهجّرينَ كأننا عائشونَ في بلدتنا كفر برعم.

وها أنذا واقفٌ اليومَ على مذبحِ الربِ المقدسِ الذي خَدَمْتُهُ سنينَ طوالْ، وأرى أمامي الوديعةَ التي تسلمتُها قبلاً من سيادة المطران الياس شقور أطال الله بعمره ، أرُدُها اليكمْ يا صاحبَ السيادةِ بكلِ أمانةٍ ومحبةٍ لكي تُسَلِّموها لمنْ يَخلِفُني ويكمّلُ ما نقصَ فيّ ، فليسَ الكاملُ إلا اللهَ وحدَه. وفي الختامِ أشكركم جميعاً وأتمنى لكم حياةً سعيدةً مِلؤُها المحبةُ والصحةُ آملاً أن يحفظَكم اللهُ بعنايتِه لتبقَوْا الحجارةَ الحيّةَ لهذه الكنيسةِ العامرةِ.

أشكرُ اللهَ أولاً على كلِّ ما منَحَني من نعمٍ لأقومَ بخدمةِ الكهنوتِ المقدسِ.

وأُمّيَ العذراءَ التي رافَقتْني في كلِ أيامِ حياتي وعلّمتني كيفَ أحفظُ أمورَ كثيرةً في داخِلي.

أشكرُ الراهباتِ الفاضلاتِ على كلِّ ما قدّموهُ وعلى مساعَدتي في خدمةِ الرعيةِ.

أشكرُ جميعَ أعضاءِ المجالسِ الرعويةِ منذُ أن تسلّمتُ الرعيةَ الذين رافقوني في خدمةِ هذهِ الرعيةِ.

أشكرُ كشافةَ معليا والتي لبّتِ النداءَ في كلِّ مناسبةٍ دينيةٍ واجتماعيةٍ .

أشكر اخوتي وعائلاتِهم وزوجَتي وأبنائي وابنتي وزوجَها على محبتِهم وتضحياتِهم ومساعداتهِم لي في خِدمتي الكهنوتيةِ .

أشكرُ كلَّ من رافقني شخصياً من أبناءِ الرعيةِ للتشاورِ في ما هو لمصلحةِ الرعيةِ .
ولا بد لي من أذكر السيدة جولييت صباغ (أم لطيف) والسيدة نظلة عراف (أم شادي) والسيدة حبية شوفاني عل خدمتهن للكنيسة.

أشكرُ المواقعَ الالكترونيةَ الذين سعَوا من أجلِ توصيلِ الصلواتِ والاحتفالاتِ لبيوتِ المؤمنينَ والمرضى والمقعدينَ منهم ولجميعِ البلدان. (موقع أهلا وراديو مريم الناصرة)

أصلّي أن تستمرَ رعيةُ معليا في النمّو والازدهارِ تحتَ رعايةِ الربّ وأن يقودَ الروحُ القدسُ الخادمَ الجديدَ قدسَ الأبِ مكاريوس هادي قسيس الذي سيتولّى المسؤوليةَ بعدي . أطلبُ منكم الصلاةَ من أجلي كما سأواصلُ الصلاةَ من أجلِكم جميعًا. أتمنى لكم كلَّ البركاتِ والسلامِ في مسيرتِكم الروحيةِ . بنعمةِ الآبِ والابنِ والروحِ القدس . آمين
مع محبتي
الأب نديم (استفانوس) سعد شقور
معليا - 19.11.2023



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو