X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

عقيدة الثالوث القدوس هي العقيدة الأساسية للإيمان المسيحي

admin - 2023-06-15 13:40:40
facebook_link

اهلا-جورج مناريوس

إن عقيدة الثالوث القدوس هي العقيدة الأساسية للإيمان المسيحي، و لشرحها بشكل مبسط نستطيع ان نقول ان الله الاب جوهر (كائن) واحد غير منقسم في ثلاثة أقانيم. وكلمة اقنوم كلمة سريانية تعني: الكائن الذي يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به و مميزاته، ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة والإرادة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال او تغيير، ولا يقوم الاقنوم في الطبيعة بشكل منفرد، اي ان الاقنوم الواحد هو احد في الطبيعة والجوهر مع الاقنومين الاخرين و وجودهما حتمي لوجوده.اي ان (الله الآب) وكلمته او حكمته (الله الإبن)، وروحه القدوس (الله الروح القدس) هم الثلاث واحد في الجوهر و الطبيعة من غير انفصال او امتزاج او تغيير في كل من الاقانيم رغم انهم واحد في الطبيعة. اذا بحسب العقيدة المسيحية فان الله كائن بذاته، عاقل ناطق بحكمته او كلمته، وحي بروحه.
عن هذا يقول القديس مار ديونيسيوس ابن الصليبي في تفسيره لانجيل معلمنا متى :
"إن الله واحد لا أكثر . وهذا يعرف من أن الواحد لا ينقسم أما الاثنان وما فوقهما فتنقسم . أما الله فلا ينقسم . فإذا واحد هو الله لأن الواحد لا ينقسم، وأيضا الواحد لا يقع تحت العدد أما الاثنان وما فوقهما فتقع تحت العدد . والله لا يقع تحت العدد . فإذا واحد هو الله .
ثم ان الله تام وكامل بالقوّة والصلاح والعدل . لأنه حيث لا يوجد تغيير ولا نقص لا يوجد التعدد في الذات . وبالعكس حيث يوجد التغيير يوجد التعدد . ثم ان هذا الواحد هو أقانيم ثلاثة والدليل على ذلك معلولاته فهي :
أولا ممكنة الوجود لذا يجب ان يكون علتها واجب الوجود . ثانيا أن منها ما هو ذو حيوة فيجب ان يكون هذا معلولا لعلة ذات حيوة . وثالثا ان منها ما هو ذو نطق فيجب ان يكون هذا معلولا لعلة ذات نطق . فينتج من ذلك ان الله واجب الوجود وبالتالي ذو حيوة ونطق ولذا يتميز هذا الواجب الوجود بأنه علة وبأن الحيوة والنطق معلولان له والعلة إمّا تتقدم معلولها كتقدم الصانع على صنعته والوالد على مولوده أو تلازم معلولها كملازمة النار للحرارة والنور للشعاع.
وهكذا فان الولادة نوعان : أزلية وزمنية . فولادة الابن من الآب أزلية وأنه لا يطلق على الله ولادة إنسانية . بل نقول انه وَلَدَ الابن وبَثَقَ الروح منذ الأزل . وذلك كولادة الشعاع من النور والكلمة من العقل . وقد تضمن الكتاب هذا المبدأ القويم بقوله : " بكلمة الرب خُلقت السماوات وبروح فيهِ جميع قواتها " ( مز 33 : 6 )، وزمنية فالكلمة اخذ الجسد المتانس من العذراء القديسة مريم" [1]
وايضا قال القديس أثيناغوراس الأثيني الذي يُعد من ابرز الاباء المدافعين عن الايمان ضد الاباطرة الرومان و بطشهم في القرن الثاني الميلادي، في رسالته الى الامبراطور ماركوس اوراليس Marcus Aurelius في العام 176م :
" نؤكد أنه يوجد إله واحد ، وابن هو كلمته، وروحه القدس، جميعهم متحدين ومتساوين في الجوهر في قوة لا يدركها العقل البشري. فالآب والابن والروح القدس هم واحد ، الابن لكونه عقل وكلمة وحكمة الآب، والروح يتدفق مثل النور من النار والآب هو الينبوع وهكذا خُلق الكون ووُضع له تدبير بواسطة كلمته، إذ نؤمن به كابن الله اي كلمته وصانع مشيئته،فنحن لنا إله واحد ناطق وخالق بكلمته وعامل بالروح القدس ونحن نعي أن الابن غير منفصل عن الآب وهم الثلاث واحد مع الروح القدس.
ابن الله هو كلمة الآب، في الرأي، وفي الصورة والفعل، لأن جميع الأشياء قد صُنعت به وعلى مثاله، فالآب والابن هما واحد، ولما كان الابن في الآب والآب في الابن، في وحدة الروح وقوته فإن الفهم والعقل، العقل والكلمة، في الآب هو ابن الله.
قلت كلمته او ابنه لأننا نعترف بابن الله، ولن أسمح لإنسانا ما أن يظن من السخرية أن يكون لله ابن، ولو أن الشعراء في روايتهم وخرافتهم لا يصفون الآلهة بصفات تسمو عن البشر، إلا أن أسلوب تفكيرنا يختلف عن أسلوب تفكيرهم فيما يختص بالله الآب أو الابن او الروح القدس.
وكما نحن نؤكد أن الروح القدس أيضا العامل في الأنبياء في العهد القديم ازلي ونؤكد أنه ينبثق من الله اي يصدر عنه ويرجع ثانية إليه مثل شعاع الشمس.
ولكن إذا لاح لكم نظرا لذكائكم المفرط أن تبحثوا عن المقصود بالابن، فإنني أقرر في إيجاز أن الابن هو أول نتاج الآب لا من حيث أنه أخرجه إلى الوجود، إذ أن الله كائن منذ البدء وهو الأزلي، ويوجد فيه الكلمة والروح، وهو منذ الأزل كائن مع الكلمة والروح من حيث أنه قد برز ليكون الصورة والقوة الفاعلة لجميع الأشياء الهيولية من خلال كلمته.
لا يسخر أحد من القول بأن الله له ابن، لأنه ليست لنا مثل تلك الأفكار التي لدى شعرائكم، في الميثولوجيات، التي لا تجعل الآلهة أفضل من البشر في شيء، ولكن "ابن الله" هو "كلمة الآب"، وهو كخالق إنما يجمع بين الفكر والقوة. فالآب والابن واحد، فالابن كائن في الآب والآب كائن في الابن، في الوحدانية والقوة بالروح. فابن الله هو فكر وكلمة الآب.
وكما نؤكد أنه يوجد إله واحد ، وابن هو كلمته، وروحه القدس، جميعهم متحدين ومتساوين في الجوهر في قوة لا يدركها العقل البشري. فالآب والابن والروح القدس هم واحد ، الابن لكونه عقل وكلمة وحكمة الآب، والروح يتدفق مثل النور من النار والآب هو الينبوع وهكذا خُلق الكون ووُضع له تدبير بواسطة كلمته، إذ نؤمن به كابن الله اي كلمته وصانع مشيئته،فنحن لنا إله واحد ناطق وخالق بكلمته وعامل بالروح القدس ونحن نعي أن الابن غير منفصل عن الآب وهم الثلاث واحد مع الروح القدس.
ابن الله هو كلمة الآب بالفكر والحقيقة الذي فيه وبه كل شيء خُلق، لكون الآب والابن واحد. ولأن الابن في الآب والآب في الابن بوحدة وقوة الروح القدس، فابن الله هو عقل وكلمة الآب والروح القدس هو روح الله المحي.
فماذا نعني بالابن؟ سأقول لك باختصار: أنه بكر الآب، ليس كصانعه، لأنه منذ البدء كان لله كلمته في ذاته، فالله عقل أبدي وعاقل وحي بروحه القدس أبدا . والروح القدس هو الروح النبوي في العهد القديم أيضا يؤكد هذا المنطق عندما يقول ” لأن الرب قناني أول طريقه “ في سفر امثال النبي الحكيم سليمان. فالروح القدس أيضا الذي يعمل في الذين يتكلمون بالنبوة والذي نؤمن به كتأثير الله ينسكب ويعود مثل أشعة الشمس هو الله نفسه . اذا فالله الآب والله الابن والله الروح القدس متحدين بقوة لا يمكن اداركها وهم الثلاث واحد ومتميزين في الخصائص و الاقانيم. " [2]
اذا وبحسب الكتاب المقدس و تفسير الاباء اعمدة الايمان في القرون الاولى المسيحية، الثالوث القدوس أزلي أبدي سرمدي اي انه موجود قبل خلق الكون و ليس له بداية وليس له نهاية.و لم يحدث على الأطلاق في أي زمن أن الله الآب وجد بدون كلمته ،حكمته (إبنه) أو بدون روحه القدوس (حياته). لذلك كلمات، الآب، الابن، الروح القدس، والولادة والانبثاق، تستخدم بطريقة رمزية مجازية للتعبير عن حقائق لاهوتية أزلية أبدية بواسطة اللغات البشرية القاصرة حتى يستوعب عقل الأنسان المحدود الكيان الغير محدود. وذلك لان الإنسان يعجز عن وصف حقيقة الله باللغات البشرية بدون استخدام التشبيه والمجاز.
فكما قال القديس يوحنا فم الذهب في عظة تدبير الخلاص الإلهي للقديس يوحنا فم الذهب التي القاها في انطاكية عام 386م :
" ويُتهم بالحماقة من يدعى أنه يمتلك العلم كله، أن الإصرار على معرفة الله في جوهره هو قمة الجنون (إش8:53). فحتى الملائكة لا يمكنها إدراك جوهر الله و لذلك أننا لا نملك في الحديث عن الله سوى تعابير بشرية." [3]
و من اجمل ما كتب عن شرح الثالوث القدوس، ما كتب القديس القديس إيريناؤس أسقف ليون في اوائل القرن الثاني الميلادي في رسالته شرح الكرازة الرسولية والذي يعد ابو اللاهوت في الكنيسة :
" في الحقيقة، إن كل المخلوقات تستمد بالضرورة بداية وجودها من علة أولى عظيمة، وعلة كل الأشياء هو الله. الكل يأتي منه، أما هو فلم يُوجِده أحد. لذا فإنه من الاستقامة والحق أن نؤمن بأنه يوجد إله واحد، الآب، الذي خلق الكل، وصنع كل ما لم يكن موجودًا من قبل، وهو يحوى ” الكل “، هذا الذي هو نفسه غير المحوى من أي شئ. كما أن العالم يدخل في نطاق ذلك ” الكل ” الذي يحويه الله ومن بين هذا ” العالم ” الإنسان أيضا، وبالتالي فإن الله خلق هذا العالم كله.
واحد فقط هو الله، الآب، غير مولود، غير منظور، خالق الجميع، فوقه لا يوجد إله آخر. ولأن الله هو ناطق فقد خلق كل الأشياء " بكلمته" . ولأن الله روح ولذلك فقد زيّن كل الأشياء بروحه، كما يقول النبي ” بكلمة الرب صُنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها ” (مز33:6). وبينما الكلمة يؤسس أي يعطى الكائن جوهره ويمنحه الوجود، فإن الروح يمنح الشكل والجمال لهذه القوات المختلفة، لذا فإنه من الصواب أن يُدعى الابن كلمة الله، بينما يُدعى الروح حكمة الله. لذلك بالصواب أيضًا يقول بولس: ” إله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم “.(أف 4: 6).
فالآب هو ” فوق الجميع “، والكلمة ” بالكل، طالما أن كل الأشياء بواسطته خُلقت من الله. والروح هو فينا جميعًا ” في كلنا ” وهو يصرخ ” يا أبا الآب ” (غل4:6).
وأن المسيح " الكلمة" بتجسده اتخذ الطبيعة الإنسانية الكاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما أنه لم يتخذ جسدا من طبيعة أخرى غير طبيعة الإنسان، من لحم ودم وروح إنسانية، و كما أننا نتكون من جسد مأخوذ من التراب ومن نفس تقبل روح من الله.
فهذا ما صار إليه " كلمة الله" متخذا لنفسه صنعة يديه وعلى هذا الأساس أعترف بنفسه كابن الإنسان.
لذلك أيُّ مَنْ يسألنا عن كيفية ولادة الابن من الآب، نجيبه أنه لا يدرك أحد هذا الخروج أو هذه الولادة أو هذه الدعوة أو هذه الرؤيا أو أي تسمية أخري يمكن أن نصف بها هذه الولادة. لأنها في الحقيقة بالإجمال غير قابلة للوصف. " [4]
و بسبب وحدة الجوهر الأقدس الغير منقسم، توجد إرادة واحدة فقط في الثالوث القدوس لاقانيم اللاهوت الثلاثة. هذا يعني أن لا أحد من أقانيم اللاهوت الثلاثة يعمل بشكل مستقل من الاقنومين الآخرين لان هناك إلتقاء والتصاق متبادل دائما (يوحنا 5: 19؛ 10: 30).
إن أقانيم الثالوث القدوس الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت بدون وساطة أو مسافة او تغير او امتزاج لكل اقنوم. كل اقنوم إلهي يقيم في الآخرين بدون إمتزاج وبدون إختلاط. ولكل اقنوم إلهي في الثالوث القدوس يحتوي الآخرين ويمتلك ليس ثلث الألوهية بل كلها. رغم ذلك، كل اقنوم في الثالوث القدوس متميز شخصيا عن الاقنوم الاخر وهذا يعرف بتمايز الاقانيم.
ولتوضيح ذلك لنأخذ قول القديس يوحنا في انجيله : "الله محبة" ( 1 يو 4: 😎 ، هنا يخبرنا القديس أنه لا يمكن ابدا ان تخلوا طبيعة الله من المحبة. بل إن طبيعة الله هي المحبة في حد ذاتها ، تماما كما إنها حق، وصلاح، ورحمة، وقوة، وحكمة وعدل.
اذا المحبة هي من صميم جوهر وطبيعة الله منذ الأزل وإلى الابد، وبما انها من طبيعية الله اذا فهي محبة سرمدية اي أزلية وابدية، غير مستحدثة ولا بداية او نهاية لها لانها من طبيعة الله وكل طبيعة لله تحمل نفس خواصه.
اذا ماذا احب الله قبل ان يخلق العالم؟
هل احب نفسه؟ حاشا لله على هذا الفكر العقيم، طبعا لا، لان إذا أحب الله الآب نفسه، يكون أنانيا ego-centric، لأن الحب نحو الانا هو أنانية وليس حبا. والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه اي المنحصر في آخر وحيد هو حب متخصص رافض للاحتواء exclusive love بمعنى إنه حب ناقص. ولكن الحب المثالي هو الذي يتجه نحو الآخر وإلى كل من هو آخر inclusive love. وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة و فهم طبيعة الله الغير محدودة.
طبعا محبة الله للخليقة بدأت بعد خلقها، ولهذا لا يمكن أن تكون المحبة في طبيعة الله قاصرة على محبته للخليقة او مستحدثة حيث بدات من بداية الخليفة. لأنه في هذه الحالة تكون المحبة مستحدثة في الله مع بداية وجود الخليقة، وهذا يتنافى مع طبيعة الله.
ولأن المحبة السرمدية تمارس بين الأقانيم الإلهية منذ الأزل وإلى الابد ، لهذا فوجود الكلمة والروح القدس مع الآب في وحدانية مطلقة هو امر طبيعي جدا، به تتحقق المحبة كصفة أساسية للجوهر الإلهي غير المنقسم الواحد. وبذلك أمكن للقديس يوحنا مرشدا بالروح القدس ان يكتب ان الله محبة.
فيسوع المسيح في مناجاته للآب في صلاته الكهنوتية الاخيرة في بستان الجثسماني قال: "لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24)، اي ان المحبة كائنة قبل انشاء العالم والخليقة وهي من جوهر وطبيعة الله ، ولذلك الحب الإلهي لا يصير كاملا إلا بحتمية وجود الأقنوم الثالث.
المراجع
--------------
[1] من تفسير انجيل معلمنا متى الإصحاح السادس للقديس مار ديونيسيوس ابن الصليبي 1149م
[2] الاباء المدافعين عن الايمان The Apologetics/ القديس أثيناغوراس الأثيني /
William A. Jurgens, The Faith of the Early Fathers vol. 1 ; p. 70
[3] عظة تدبير الخلاص الإلهي للقديس يوحنا فم الذهب التي القاها في انطاكية عام 386م
[4] من كتاب الكرازة الرسولية للقديس إيريناؤس أسقف ليون (120-202م)



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو