اهلا خان باب الواد
..................
الوادي هو وادي علي، نسبة لمقام الشيخ علي ويسمّى بالعبريّة نحاشون، وهو أحد روافد المصراره (أيالون)، والباب هو نقطة انطلاق الوادي من حيّزه الضّيّق بين الجبال إلى حيّزه الواسع في السّهل الساحلي الداخلي، من هنا جاءت أهمّيّة الموقع الاستراتيجيّة، إذ مَن يسيطر عليه يسيطر على التواصل بين القدس ويافا.
لذا حدثت هنا معارك عدّة في حقب تاريخيّة مختلفة، ففي التاريخ الحديث شهد الموقع مقاومة شديدة لعبور جيش ابراهيم باشا المصري سنة 1834، كذلك في الثورة الفلسطينيّة الكبرى 9-1936، بين الثوّار العرب من جهة وبين القوات اليهوديّة والانتدابيّة من جهة أخرى، وكانت نتيجة ضرب الطائرات للثوّار أن اشتعل الحرش وقضى معظمهم.
وشهد الموقع أيضًا جولات من المعارك سنة 1948 بين العرب والإسرائيليّين، وحين كامت الجولة في صالح اليهود مرّت قافلات من السيارات باتجاه القدس، وكان أن مرّت نحو 300 سيّارة في يوم واحد، في السابع من نيسان حين استطاعت قوّة هرئيل من الپلماح بقيادة يتسحاك رابين شقّ الطّريق. ولضرورة التواصل مع القدس، الأمر الذي لا يمكن المماطلة به، شقّ اليهود طريقًا بديلة اسموها طريق بورما، إلى أن انتهت الحرب فتمّ توصيل الطريقين، ذلك لوجود عائق أمام فتح الطريق مباشرةً، وهو بقاء اللطرون بيد الأردنيّين، وظلّ الوضع كذلك حتى الاحتلال الإسرائيلي للضّفّة الغربيّة لينتهي أمر جيب اللطرون، فتمّ بناء الشارع السريع.
وجدير بالذّكر أن خطّ المياه الانتدابي من راس العين إلى القدس، مرّ من هنا فأقيمت محطّة للضّخّ، فجّرها العرب خلال معارك 1948.
وعودة إلى الخان، وهو مبنى عثماني من القرن التاسع عشر، أقيم في خربة محرس(حرسيس)، تم فتح طريق توصل بين يافا والقدس وتمهيدها استعدادًا لزيارة القيصر النّمساوي 1861، وأقيمت 17 نقطة حراسة على طول الطريق، كان هذا البناء واحدًا منها. وقد تمّت فيه جباية رسوم حراسة ورسوم جمركيّة، ولاحقًا استأجرته عائلة يهوديّة واستعمله فندقًا يحوي طابقًا للدّواب وآخر للنّاس، وفي الطابق الثاني المعدّ للناس، أضافوا تخشيبة لمن ليس بمقدوره استئجار غرفة، لكن بعد مدّ سكّة الحديد بين القدس ويافا سنة 1892، نزلت أهمّيّة هذا المكان فأهمل.
وظل المكان دون اهتمام خاص حتى السنوات الأخيرة حيث تمّ ترميمه وفتح متحف ومركز تعليمي للطّلّاب، يروي قصّة معارك 1948وفتح الطريق إلى القدس.
(الدّخول منوط برسوم، وللمجموعات بترتيب مسبق).
تقول بعض المصادر العربيّة أن ملكيّة المكان تعود لعائلة قطّينة العربيّة.