اهلا انه الماضي القريب ,حياة الريف وحياة الحب والعطاء ,حياة الالفة والجيرة الطيبة فقد كانت الانفس تبنى قبل بناء البيوت وانني لاذكر "صبات الباطون" كيف كان الجيران والاقارب يجتمعون للمساعدة بصب السقف...
بيوت فلسطينية تكاد ان تنطق وقد بقي بقايا منها بقريتي كفركنا وقضاء الناصرة والقرى الزعبية... وقد بقيت كلها بالضفة الغربية والقدس وبعضها بحيفا وعكا ويافا ..
بيوت بسيطة متواضعه وبعضها سرايا كانت تبنى من كتل من الطين والتي كانت تصنع في قوالب خاصة، وحتى يزداد تماسك هذه الكتل كان يضاف إلى الخلطة الطينية كميات مناسبة من "التّبن" وهو بمثابة الحديد بوقتنا الحالي... ولو نظرنا للمناطق الساحلية من فلسطين لراينا بان الحجر كان اكثر تماسكا لقربها من البحر و في المناطق الجبلية حيث يسهل الحصول على مواد البناء فقد شيدت المنازل من حجارة تستخرج من محاجر في الجبال، ويقوم على قطعها، وتقطيعها وتشذيبها رجال مختصون.
كانت أسقف البيوت تصنع من الأخشاب وأغصان الأشجار وفوقها طبقة من الطين الممزوج بالقصب. وهذا النوع من الأسقف كان شائعاً في المساكن المصنوعة من الطين والتي كان يشترط صيانتها كل عام، وكانت أسقف بعض البيوت على شكل عقد من الحجارة الصغيرة على هيئة الأسواق القديمة ، لأن هذا النمط من البناء يرجع إلى العهود الرومانية أيام حكم القياصرة.
وكان البيت غالبا ما يتخذ شكل المستطيل ، وتتوسط الدار ساحة مكشوفة تسمى صحن الدار تستخدم في عدة أغراض، كأن تزرع ببعض الأزهار والشجيرات لتكون حديقة للدار والتي يجلس فيها أهل الدار ويستمتعون بشمس الشتاء الدافئة، وبنسمات الربيع المنعشة، ويقضون فيها كثيراً من ليالي الصيف حيث يسمرون وبخاصة في الليالي المقمرة.
وفي داخل بعض الغرف كانت توجد في إحدى الحيطان ما يشبه الخزانة دون أبواب وإنما تستخدم ستارة من القماش لحجبها تستخدم في حفظ اللُحف والمخدات إذ كان معظم الناس ينامون على الأرض دون استخدام للأسرة.
وفي بعض الأحيان يقوم بعض الناس ببناء غرفة فوق إحدى غرف الدار تسمى «علّية» نظراً لعلوها عن باقي الغرف وتستخدم في النوم في ليالي الصيف الحارة، أو تستعمل مثل صالة حيث ينفرد بها صاحب الدار بزواره من الرجال وكان أثاث البيت بسيطاً للغاية، ويتألف من البسط الصوفية في فصل الشتاء، والبسط القطنية في الصيف ,والاهم من ذلك كان هنالك بناء للقلوب والنفوس والارواح .....الا ليت الزمان يعود يوما