اهلا-البقيعة معالم من بلدتي - البقيعه
في هذه الحلقه كما وعدتكم ساكتب عن المطحنه ، التي كان لها دور هام ومصدر من مصادر العيش لاهل البلد . اذ كانوا اهالينا يعتمدون اولا واخيرا على الخبز ، والخبز من طحين القمح ، اذ لم يكن هناك طحين ذره او اي نوع اخر سوى طحين القمح .
كانت زراعة القمح في بلدتنا هي الزراعه الرئيسيه . وبما ان معظم اراضي القريه جبليه ، فزرعوا القمح في منطقة الجبل الذي يقع شمالي القريه ،وكانت الفلاحه على الدواب او حتى بالمناكيش، يعني يدويا
بعد موسم الحصاد في الصيف ، ودراس القمح على البيادر ، "وتصويل"
يعني تنظيفه بواسطة الماء على عين البلد ، كان يحفظ في " الخليه " وهي عباره عن خزانه عاليه من المعدن ولها فوهه من الاعلى، من هذه الفوهه يملؤون الخليه بالقمح النظيف وفتحه صغيره من الاسفل ليأخذو منها ما يحتاجون من القمح على مدار السنه .
مع وجود عين البلد اقام الاهالي مطحنة القمح التي تعمل بطاقة المياه. بنو اجدادنا قديما مطحنه للقمح ،وليس لدي معلومات باي سنه ، ولكن اثار المطحنه القديمه ما زال يظهر منها بئران موجودان في الارض فوق المطحنه الجديده ." مرفق صوره للبئران" .قطعة الارض هذه تعود ملكيتها الى عائلتنا وكانت تسمى لصغرها " دوارة المطحنه " واذكر عندما كنا نزرع الخضروات في دوارة المطحنه كنت ارى فتحات الابار في الحاكوره . ولكن لم اعرف شيئا عن الموضوع .
عندما قررت ان اكتب توجهت الى اختي رمزيه التي تبلغ من العمر ٨٣ عاما
وافادت ان غير المطحنه الموجوده اثارها اليوم ،كانت هناك مطحنه قديمه بنيت على انقاضها المطحنه "الجديده".
في سنوات الاربعين بادر مجموعة من اهالي القريه وهم : والدي المرحوم جبرائيل الحاج ، المرحوم فارس علي ،المرحوم ابو نايف علي ، المرحوم ابو هوله نمر الهردل والمرحوم سليم متري ، وجميعهم كانو يملكون حواكير محاذيه للمطحنه . بادروا هؤلاء الى بناء مطحنه جديده على انقاض المطحنه القديمه . وذكرت اختي ايضا ان المعلم اللي بنى المطحنه وقناطرها هو المرحوم عمي مخايل الحاج. واتموا البناء كما يجب وحسب ما ورد على لسان اختي رمزيه ان حجارة المطحنه جلبت على الدواب من اماكن بعيده .
كان يدير المطحنه من الناحيه الفنيه والدي المرحوم جبرائيل الحاج كونه كان يعمل في مهنة النجاره وهو الذي صنع الدولاب بقطر اربعة امتار من خشب شجر الميس الموجود بكثره في البقيعه والذي يصل ارتفاعه الى ما يقارب العشرين مترا ، كذلك قوي الدولاب بالمعدن
هذا الدولاب كانت تديره قوة الماء المندفعه اليه من فتحه ضيقه في اسفل " مرشاق " البئر الموجود اعلى المطحنه .
كانت المياه تأتي الى البئر من قناة تأتي من الوادي "مرفق صوره للقناة والبئر".
كما جاء على لسان اختي رمزيه ،كان تنظيف البئر يتم بربط احد الاولاد بحبل ويدلون به في البئر ليقوم بتنظيف البئر ، ومن هؤلاء الاطفال كانت اختي المرحومه قطف ، وجميله بنت ابو نايف علي .
كانت المطحنه تعمل فقط في موسم الشتاء عندما تكون كمية المياه المتدفقه من عين البلد قويه ،اما باقي ايام السنه فلم تعمل المطحنه . وكانو الاهالي يأخذون القمح الى بابور قريه سحماتا الذي كان يعمل على الديزل
عملت المطحنه حتى ان اقام المرحوم الشيخ ابو يوسف صالح بابور طحين يعمل على الديزل .
كانو الاهالي يأتون باكياس القمح الى المطحنه عن طريق زقاق المطحنه الذي اذكره جيدا . طريق ضيقه ومنحدره جدا وخطره .
قبل عدة سنوات كانت محاوله من المجلس المحلي ودائره السياحه لترميم المطحنة لتكون معلم سياحي وقد بنوا ادراج ودرابزينات من الخشب للوصول الى المطحنه وتوقف المشروع لهذا الحد ، واليوم فهو مهمل ولم يستكمل المشروع .