
















 اهلا
مِن أجمل وأسمى التراتيل الفصحية العربية المسيحية كلاما ولحنا تلك التي نسمعها في اسبوع قيامة كلمة الله الفادي العظيم.. انها ترتيلة: إستنيري. 
"استنيري يا اورشليم الجديدة لأن مجد الرب قد أشرق عليكِ". 
كي يفرح الناس ويتهللون تكون روح المحبة ورحيل الخطايا قد أنارت البشر فاستنارت بها المدن وتضاريس الوطن، يؤمن المسيحيون ومعهم الكثيرون بان يسوع مات وقام في اليوم الثالث كما أعلن قبل موته على الصليب. لقد قبِل الاذلال وعذاب الرحيل ليفتدي البشر وليمسح بموته شرور الأنام فكان الشهيد الفلسطيني الأول.. استشهد لينقذنا من براثن الضلال. 
عندما يحتل الحقد افكارنا تتراجع الفضائل امام الرذائل فيصبح الحاقدون الاشرار ناهين آمرين!! 
في هذه الايام العصيبة المعمّدة بالنزيف والجراح تفقد اورشليم بريق التقوى وبهاء الاديان!! في التعاليم السماوية لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين تفرز زهرة المدائن شهدا روحيا ليكون هذا قانون ايمان حياتي لطوائف عباد الله الاتقياء الانقياء. 
إن المدينة المقدسة التي بأنوارها بددت ظلام وظلم الحياة نجدها اليوم تتوشح بالسواد والقبائح، فجراح الشيخ جراح تدمي الابدان والاذهان وقنابل الغاز والرصاص الحي وغير الحي في رحاب الاقصى تقصينا عن السلام والسكينة!! لا ننسى في هذا السياق المناوشات المتكررة بين المستوطنين والمقدسيين في باب العامود اضافة الى الانتهاكات الحاقدة التي يزاولها المتشددون العنصريون ضد بيَع المسيحيين!! هذه مجتمعة تُفقد مدينة السلام مجدها السماوي. 
كيف لمدينة القدس ان تستنير وتنير اهلها بالانوار والسلام المفقود تبكيه منازلها واهلها من كل مذهب ودين؟! 
القدس بيت لكل الطوائف والاديان.. ليست عاصمة لواحد بمفرده.. ليست عاصمة لطائفة معينة.. انها عاصمة لكل الطوائف المنصهرة في طائفة واحدة متناغمة متحابة فمجد الرب مشرق على كل ساكنيها وذلك في جعلها وقفا لكل الطوائف حيث تدق في احيائها طبول السلام والوئام وتغيب من ربوعها فظائع العنف والاقتتال.. في غياب قبائح الحياة تستنير اورشليم بأنوار السماء وتنير اهلها وساكنيها لأن مجد الرب مشرق بصفائه وبهائه على اهلها عربا ويهودا أجمعين. 
يا حكام اسرائيل الجدد.. بجلوسكم مع الفلسطينيين بعيدا عن حوار الرصاص يتطاير العنف من ربوع الوطن المشترك ونرتل سويا ترتيلة "استنيري".. "استنيري.. يا اورشليم".