X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.527
جنيه استرليني
4.3780
ين ياباني 100
3.3008
اليورو
3.8554
دولار استرالي
2.2592
دولار كندي
2.5007
كرون دينيماركي
0.5167
كرون نرويجي
0.3390
راوند افريقي
0.1890
كرون سويدي
0.3559
فرنك سويسري
3.6550
دينار اردني
4.9742
ليرة لبناني 10
0.0233
جنيه مصري
0.2239
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء

وداعًا أيها الرفيق والصديق والأخ الصادق الأمين

admin - 2021-07-19 15:04:01
facebook_link

اهلا - توفيق كناعنه في رثاء الصديق المرحوم محمد نفاع

وداعًا أيها الرفيق والصديق والأخ الصادق الأمين

الرفيق محمد نفاع هو في الواقع أحد القامات الشيوعية البارزة في الحركة الشيوعية العالمية، وعندما أقول هذا الكلام لا أبالغ في ذلك خاصة وأنني قد عرفته قبل أكثر من نصف قرن من الزمن ورافقته في العمل الحزبي لسنوات طويلة، وخلال عقد من الزمن تقريبًا عملنا جنبًا إلى جنب يوميًا وعرفت فيه الشيوعي الأصيل الملم بمختلف المجالات السياسية والتنظيمية والأدبية والفكرية وفي العلاقات الرفاقية الأكثر إنسانية، ونتيجة لإلمامه الواسع هذا اكتسب مكانة خاصة في حزبه وفي العديد من الأحزاب الشيوعية في العالم، خاصة في الفترة التي انتخب فيها كسكرتير عام لحزبنا الشيوعي لعدة دورات، وكان في عدة دورات يُنتخب بإجماع أعضاء اللجنة المركزية وهذا عمليًا دليل على الثقة الواسعة التي اكتسبها من قبل رفاقه نتيجة لإخلاصه وصدقه وفي الوقت نفسه حزمه في المواقف المبدئية الفكرية والسياسية والتنظيمية، وهذا عمليًا ما ميز رفيقنا محمد نفاع حتّى وهو خارج الهيئات الحزبية أي في المرحلة التي تقاعد فيها ولكنه في الواقع لم يتقاعد عن العمل الحزبي بل بقي مستمرًا بالعطاء حتى آخر أيامه ومن المعروف أيضًا أنه كان أديبًا عالميًا حيث ترجمت أعماله الأدبية إلى عدة لغات عالمية.
لقد تعمقت علاقتي بالرفيق محمد نفاع لدرجة أنه لم يكن حواجز ولا حتى الحذر بالحديث بيننا عندما كنا (نزوطها) في المزح على بعضنا لأننا كنا نعتبر هذا من الناحية الواقعية تفريغًا من الهموم التي نحملها في مثل هذا الوضع الصعب الذي نعيشه وتعيشه جماهيرنا العربية في هذه البلاد وجماهير شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة وفي الشتات وليس هنا المجال للحديث عنها لأننا عرفناها أنا وهو جيدًا وكم من الإسهامات الهامة التي كانت للرفيق محمد في هذا المجال.
أرجو يا رفيق أبو هشام أن لا تزعل من أخوك أبو إبراهيم لأنه لا يستطيع الكتابة مثلك لأنك أنت الكاتب الكبير والضليع في اللغة العربية خاصة وانك كنت أكثر الكتاب المطلوبين في مدارسنا العربية لإعطاء محاضرات للطلاب في هذه المدارس عن اللغة العربية، ولا أقول هذا من باب التواضع بل أقول الحقيقة ولو قلت غير ذلك لا يمكن لأحد أن يصدقني وأنت تعرف جيدًا أنني أعرف حدودي وإمكانياتي المحدودة في الكتابة وفي اللغة.
رفيق أبو هشام أنت تعرف جيدًا أنني لم أكذب عليك ولا مرة في حياتي ولا حياتك التي عملنا فيها معا خلال عملنا المشترك في الحزب وهيئاته الحزبية المختلفة، ولكن أسمح لنفسي أن أقول أنك أنت كذبت علي مرة واحدة، وهذه الكذبة لن أغفرها لك، أتذكر عندما كنت تقول لي عندما تموت رايح تشوف شو بدي أحكي عنك وهياك رحلت عني وبدون ما تخليني ولا أشوف ولا أسمع شو بدك تحكي عني، طيب قلي في أكبر من هاي الكذبة اللي كذبتها علي بس روح الله يسامحك يا اخوي محمد الذي لم تلده امي، وهل تذكر أيضًا يا أخي ورفيقي عندما كنت أتصل لك وخلال حديثنا أسأل عن صحة أم هشام وأنت تقول لي مازحًا شو بدك فيها وأجاوبك هي أحسن منك لأنها تحملتك (على عطلك على بطلك) فتجيبني فشرت أنت واياها أنا أحسن منك ومنها. والله يا أعز الرفاق والأصدقاء يا أبو هشام أقول مثل هذه النهفات حتى أخفف من ألمي وحزني على فراقك. لأن نبأ رحيلك كان صدمة كبيرة لي خاصة أنني قبل ثلاثة أيام من رحيلك اتصلت بك من أجل زيارتك وقلت لي لا يا رفيق أنا غدًا ذاهب إلى المستشفى وبعد عودتي سوف نلتقي، صحيح أننا التقينا بعد عودتك من المستشفى ولكنك حرمتني من تبادل الحديث معك وهل يوجد أصعب من هذا؟
إن رحيلك يا أبو هشام لم يكن صدمة كبيرة لي فقط بل صدمة لجميع الرفاق والأصدقاء وكل الناس الذين عرفوك وأحبوك بكل ما لهذه الكلمة من معنى صادق.
إن الشيء الأكثر أهمية في عملنا المشترك هي المرحلة الصعبة التي قدت السفينة فيها وهي مرحلة الرياح والأمواج العاتية التي مرت على حزبنا بعد الانهيار الذي حدث في العالم الاشتراكي، وفي تلك المرحلة كان قد انهار عدد من الرفاق الذين كانوا يعتبرون منظرين في الحزب بينما أنت وعدد غير قليل من الرفاق الذين ما زالوا أحياء وآخرين من الذين رحلوا عنا باكرًا من أمثال طيب الذكر الرفيق توفيق زياد، تصديتم لمثل هؤلاء من أجل المحافظة على الحزب ودوره التاريخي ومن أجل نقائه الفكري والتنظيمي والسياسي.
كلنا يذكر الملحمة الشعرية للرفيق توفيق زياد بعنوان (الندابة) التي تصدى بها للمرتدين حيث يقول في مقدمتها عن الزمن الصعب:
في الزمن الصعب ينمو الشك
والريبة تزداد
وتستشري الظنون
وعلى أعقابه ينكس مرتدا
ضعيف العزم والإيمان
نحو اللا يقين
ويصير الصيد في الماء العكر
مهنة مربحة
للصائدين.
هذه الملحمة موجودة في ديوان الرفيق توفيق زياد بعنوان (أنا من هذه المدينة).
في تلك المرحلة يا أبو هشام قدت السفينة عندما انتخبت أول مرة سكرتيرًا عامًا للحزب في الجلسة الأولى للجنة المركزية التي عقدت في تل أبيب بتاريخ 13/02/1993 بعد المؤتمر الثاني والعشرين للحزب، في مثل تلك المرحلة الصعبة كان دورك مميزًا في العمل الهادئ والهادف والمسؤول من أجل المحافظة على وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية والسياسية، الواقع أن مثل هذا الدور لم يكن دورًا سهلاً ولكنك أتقنته بشكل جيد جدًّا كشيوعي أصيل وموحد للحزب ورفاقه ولذلك لم يكن صدفة أن تنتخب لمرة ثانية سكرتيرًا عامًا للحزب بعد المؤتمر الثالث والعشرين الذي عقد في حزيران سنة 1997 وهذه الثقة التي اكتسبتها من رفاقك في الحزب هي نتيجة لصلابة موقفك المبدئية في مثل تلك المرحلة، والشيوعي المبدئي دائما يبرز في المراحل الصعبة، وهكذا كان الرفيق أبو هشام أحبه جميع الرفاق والأصدقاء وكل من عرفه نتيجة لأمانته وصدقه ومثابرته.
يا رفيقي العزيز ويا أخي الذي لم تلده أمي مهما اكتب ومهما أقول لا أستطيع أن أوفيك حقك، لأنك كنت مميزًا في كل شيء، وكنت وما زلت البوصلة السياسية والتنظيمية والفكرية وان تراثك الفكري سوف يستعين به رفاق دربك جميعًا، الكبار والشباب من مكملي طريقك طريق حزبنا الشيوعي أفضل الطرق لمصلحة الإنسانية جمعاء، وفي النهاية أقول كما قال سكرتير عام حزبنا الحالي الرفيق عادل عامر (وداعًا أيها الرفيق الرفيق) وأنا أضيف أيضًا وداعًا أيها الرفيق والصديق والأخ الصادق الأمين.
(عرابة البطوف)



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو