
















اهلا يا "لعّيب يا خربيط"!
د. منعم حدّاد
أيام زمان، عندما كان الأولاد يلعبون، كانوا يلعبون حسب الدور، لكن البعض لم يكن يعجبه العجب، ولا الصيام في رجب كما يقولون، فكان يصرّ – وكأنّه أفضل من سواه – على مواصلة اللعب حتى بعد أن ينتهي دوره، ويهدد: يا لعّيب – أي إما أن تدعوني أشترك في اللعب – يا خربيط، أي أو أن أخربط اللعب وأفتعل المشاكل التي تعيق اللعب إلى حد إلغائه وإيقافه!
وحال نتنياهو وحزب الليكود وأحلافهم وذيولهم في هذه الأيام يذكّر بالقول السابق، فبعد أن سيطر هذا الحزب على الحكم وقاد الدولة خلال الثلاثة والأربعين عاماً الأخيرة وحتى إلى ما قبل أسابيع، وتربع رئيسه نتنياهو على سدة الحكم لمدة أطول من المدة التي قضاها أي رئيس حكومة سابق، فهم لا يعجبهم الوضع الحالي ويريدون حكومة يشكلونها هم، وطالما رددوا أن مليون شخص وربما أكثر منحوا ثقتهم لنتنياهو وحزبه!
لا ندري ما هي الإحصائيات الدقيقة، لكن نتنياهو حصل على ثلاثين عضواً في الكنيست، وهذا العدد يشكل ربع عدد أعضاء الكنيست المئة والعشرين تماماً...
وكان رئيس الدولة السابق قد كلفه بتشكيل الحكومة، لكنه فشل في ذلك بعد أن قضى الأسابيع يسعى لذلك دون أن يفلح في مسعاه!
وفقط بعد فشله في تشكيل الحكومة انتقل التكليف إلى يئير لابيد ونفتالي بنيت، وقد افلح هذان الاثنان في تشكيل حكومة استقطبت أحزاباً من اقصى اليمين وحتى أقصى اليسار، ولأول مرة في تاريخ البلاد شارك فيها حزب عربي!
وهذا لم يعجب لا نتنياهو ولا أبواقه ولا خلصاءه وأصفياءه الذين أرهقوا – وما زالوا – نفوسهم في الدفاع عنه والذود عن حياضه!
والسؤال لماذا لم يتنحى نتنياهو ويدع عضواً آخر – مثلاً – من حزبه أن يشكل الحكومة؟
أم انه الزعيم الأوحد ولا بد من ان يبقى كذلك إلى الأبد؟
وهل هو يعتمد المقولة إما أنا أو لا أحد غيري ولا أحد سواي؟
ويكاد الكثيرون – حتى من المعلقين والخبراء التلفزيونيين - يصابون بالجنون لأن حزباً عربياً يشارك في الحكومة!
فليقولوها وبملء أفواههم أنه لا يصح أن يشارك عربي في الحكومة بل ويبادرون إلى سن قانون كذلك يشرعن العنصرية ويستثني العرب من أي حق سياسي في هذه البلاد، فالدولة يهودية ويجب أن تكون يهودية فقط!!!
ولينافسوا جنوب أفريقيا السابقة في العنصرية!
وبالعربي الفصيح" يا لعيب يا خربيط: أي أن نتنياهو وصحبه لا يؤمنون إلا بالمقولة إياها:" يا لعّيب يا خربيط!"
نتنياهو والليكود يتبجحون بالديموقراطية؟ وبأنهم حزب ديموقراطي؟
إذن هكذا وبشكل ديموقراطي قررت الاكثرية الانضواء تحت راية بينيت ولابيد ومنحهما الثقة من قبل ستين / واحد وستين عضو كنيست وأفلحوا في تشكيل الحكومة!
لكن منذ ذلك الوقت ولا يفوت نتنياهو وأعوانه فرصة للنيل من الحكومة والتشكيك فيها وعرقلة عملها إلى حد إسقاطها!
فهل هذه هي الديموقراطية التي يتبجحون بها أم أن ما يسيرهم هو القول "يا لعيب يا خربيط؟
فما رأي بعض غلاة الليكود من أن يتوّجوا نتنياهو ملكاً وإلى آخر العمر ونهايته؟
وأن يتوّجوا أعوانه ومقرّبيه وزراء ومسؤولين إلى الأبد؟؟؟