
















اهلا- الاعلام العربي-(توضيحية-فيسبوك) أصل الحكاية- ماذا يحدث مع فلسطينيي الداخل- 1948:
بعد حرب الخليج الاولى (1991) وحالة التفكك العربي كانت الفرصة مواتية من وجهة نظر امريكا واسرائيل لفرض حلول في الشرق الاوسط فتم عقد مؤتمر مدريد (1992) وبعدها بقليل قامت اسرائيل بابرام اتفاقية اوسلو مع منظمة التحرير (1993) لتبدأ مرحلة جديدة من التعامل مع أحد اعقد مشاكل اسرائيل- وهي فلسطينيي الداخل. توهمت حكومات اسرائيل بان تدجين الفلسطينيين بواسطة دمجهم بشكل اكبر في الجامعات والدوائر الحكومات وفتح فرص عمل وتعليم كبيرة لم تكن متاحة من قبل- اعتقدت بان هذا سيؤدي الى طمس هويتهم واشغالهم بهموم الحياة اليومية وملذاتها وسيمنعهم ذلك من التضحية باي من هذا ولذلك فانهم لن يشاركوا باي عمل نضالي له جانب قومي-وطني.
ثم أتت هبة الأقصى واندلاع الانتفاضة الثالثة (2000) لتنسف أوهام الاحتلال وتؤكد للمرة المليون أن الفلسطيني لا ينسى قضيته ولا يتنازل عن حقوقه الوطنية. صُدمت المؤسسة الإسرائيلية برمتها وقررت تصعيد حملة التطهير العرقي وذلك بتدمير المجتمع العربي الفلسطيني- داخليا. فقامت بتقوية عصابات الاجرام عن طريق مدهم بالسلاح ونشره بصورة مرعبة في المجتمع العربي وأبدت تساهل كبير مع جرائم العنف وعصابات الاجرام المنظم حتى أصبحت نسبة الاجرام في المجتمع العربي من أعلى النسب عالميا! فقد المواطن العربي شعوره بالأمن والأمان وصار عرضة للموت في كل مكان، في الشارع والأماكن العامة وحتى في بيته. رفضت الحكومة الإسرائيلية إقرار خطط لمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي بحجج بيروقراطية واهية وتزايدت اعداد الضحايا لتصل المئات- والحكومة الاسرائيلية استمرت بالتحريض على العرب في جميع المستويات- بداية من رئيس الحكومة والوزراء نزولا الى موظفي الحكومة والصحفيين.
أما بالنسبة للمدن المختلطة فقد انتهجت الحكومة نهجا خطيرا كان السبب الرئيس بتأجيج الصدام الحاصل اليوم، فقد تم توطين العديد من المتطرفين المتدينين-الصهاينة من اتباع نهج بن-چڤير العنصري المعروف بمساندته لقاتلي العرب، قاموا بتوطينهم في جميع المدن المختلطة لاستفزاز العرب واحباطهم والتنكيل بهم. ومن المعروف انها جماعات مسلحة ومتطرفة لا تحترم عرفا ولا قانونا فقد قام فردا منهم بقتل رئيس حكومة إسرائيل رابين (1995) لانه بدأ بعملية سلام مع الفلسطينيين بل وكان نتانياهو نفسه من أكبر المحرضين معهم. بدأت هذه المجموعات بالتوغل في المجتمع الإسرائيلي وازدادت اعمال "تدفيع الثمن" ضد ممتلكات العرب دون أي ردع من سلطات القانون الإسرائيلية وتُوِّجت جهودهم في الانتخابات الأخيرة بمساعدة نتانياهو نفسه فأصبحوا قوة مؤثرة في البرلمان.
وجاءت ساعة الصفر بتأجيج هذه العصابات للصراع في الشيخ جراح والقدس والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان (2021) وذلك باعتراف قائد الشرطة الإسرائيلية (المفكال) الذي حمل بن-چڤير مسؤولية اندلاع الازمة. وتفجر الوضع لتنهار النظرية الإسرائيلية مرة أخرى اما اقدام الفلسطينيين ففي كل مكان وعلى رأسهم فلسطينيي الداخل الذين هبوا لنصرة القدس والاقصى واندلعت المواجهات في كل مكان ومرة أخرى تصاب المؤسسة الإسرائيلية بصدمة كبيرة وتنهار خطتها لتدوس عليها اقدام الفتيان الفلسطينيين خلال ساعات. ولكنها أيضا كانت هذه الفرصة الذهبية لبن-چڤير واتباعه ليبدأوا حملتهم المسعورة ضد العرب الفلسطينيين العزل بممارساتهم المعروفة منذ عقود تجاه فلسطينيي الضفة وهاجموا المدن المختلطة وأطلقوا النار وقتلوا الأبرياء وحرقوا المنازل بغطاء من الشرطة وأذرعها.
وها نحن نقف مرة أخرى مع بداية حقبة جديدة من الصراع بين المؤسسة الإسرائيلية والأقلية الفلسطينية حقبة ستكون فيها المواجهة مع عصابات المستوطنين الفاشيين ومجرمي الحرب. فهل سنكون على قدر المسؤولية ونبتكر وسائل نظام أكثر نجاعة؟ هل سنتعالى عن خلافاتنا أم سنتمترس كل في مكانه ونترك الساحة لبن-چفير؟؟؟