
















اهلا تنوع من أقدم المصادر الخارجية المعروفة التي سجَّلت اسم «مصر»، كما هو متعارف عليه الآن في أكثر من صيغة؛ هي رسالة وجهها أمير كنعاني إلى ملك مصر خلال الربع الثاني للقرن الرابع عشر قبل الميلاد، وأشار فيها إلى أنَّه هناك تهديد من جيرانه له، وقد يضطر بأن يرسل أهله بسبب ذلك إلى «ماتو مِصري» أي أرض مصر (ولفظة ماتو لفظة أكدية الأصل تعني الأرض).
واضافت رسائل أخرى من العصر ذاته عِدَّة أسماء قريبة من لفظ «مصر» مثل أسماء: «مَشِري، ومِصِرّي» في لوحة ميتانية أرسلها صاحبها إلى ملك مصر، واسم «مِصَِّري» في لوحة أشورية بعث بها صاحبها إلى ملك مصر أيضاً، واسم «مصر» في نص من راس الشمرا في شمال سوريا، واسم «مصرم» في نص فينيقي من أوائل الألف الأول قبل الميلاد أو نحوها، وعادت النصوص الأشورية فرددت اسم مصر خلال القرن التاسع والثامن والسابع قبل الميلاد بأكثر من صورة واحدة، فكان منهما: «مُصُِري، ومُصُر، مُصْرُ، مِصِر».
وقال الفرس القدماء عنه «مُضَرايا، ومدرايا» ورُبَّما «مودراتو» أيضاً، وكتبه البابليون في اواخر القرن السادس قبل الميلاد «مُصرُو، ومِصِر»، وقال عنه المعينيون اليمنيون «مصر، ومُصِْري»، وكتبته نصوص التوراة «مَصُر، أو مصور، ومصرايم»، وقالت «يَؤورى مَصُر» بمعنى نيل مصر، وأيضاً «إيريس مصرايم» بمعنى أرض مصر، ثم قالت عنه النصوص الأرامية السوريانية «مصرين»، وعبر عنه شاعر بدوي من بداية العصور الإسلامية بنفس التسمية [لسان العرب، جـ ٧، صـ ٢٤]، وذلك فضلاً بطبيعة الحال عن تعبير لغة القرآن عنه بلفظه الفصيح «مِصْر»، وتعبير لغتنا الدارجة عنه بلفظ «مَصْر».