X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.527
جنيه استرليني
4.3780
ين ياباني 100
3.3008
اليورو
3.8554
دولار استرالي
2.2592
دولار كندي
2.5007
كرون دينيماركي
0.5167
كرون نرويجي
0.3390
راوند افريقي
0.1890
كرون سويدي
0.3559
فرنك سويسري
3.6550
دينار اردني
4.9742
ليرة لبناني 10
0.0233
جنيه مصري
0.2239
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء

admin - 2021-04-30 23:48:13
facebook_link

اهلا

تستحق سكة الحجاز التي ما زالت بقاياها قائمة أن نقف على أطلالها لنبكي على فقدانها ، فقد كان في بلادنا قطارات قبل أن يزورها ( ثيودور هرتسل ) ويحلم بتحويل الصحراء إلى أرض تشقها قطارات كهربائية يقيمها اليهود ، تسير من فلسطين إلى لبنان فدمشق ، كما كتب في روايته " أرض قديمة - جديدة " 1902 ، ولقد كتب محمود درويش قصيدة عنوانها " على محطة قطار سقط عن الخريطة " ( 2008 ) واقفا على الأطلال ، ولكن جمال الحسيني في " على سكة الحجاز " ( 1932 ) تنبأ بما ستؤول إليه فلسطين بسبب هجرات اليهود إليها وشرائهم الأراضي لإقامة المستوطنات عليها .
في أثناء كتابتي عن " اليهود في الأدب الفلسطيني من 1913 إلى 1987 " توقفت أمام اسم نجيب نصار الذي قرأ في العام 1905 ، بالإنجليزية ، مقالا عن الحركة الصهيونية ، فكتب محذرا العرب الفلسطينيين من أخطارها ، وتوقفت أمام أول نص شعري ( 1913 ) يحذر صاحبه فيه العرب من بيع الأرض .
في 1913 كتب الشاعر الضرير سليمان التاجي الفاروقي قصيدة خاطب فيها خليفة المسلمين لكي يلتفت إلى خطر " اليهود " القادم مع الهجرات التي بدأت في 1878 ، علما بأن كتاب ( ماري اليزا روجرز ) " الحياة في بيوت فلسطيين " 1860 يقول إنها رأت اليهود السفارديم والاشكناز في القدس يتعلمون العبرية في 1856.
يقول الفاروقي في قصيدته :
" بني الأصفر الرنان خلوا خداعكم
فلسنا من الأوطان بالمال نخدع .
أقل شعوب الأرض أهون أمة
تساومنا في أرضنا ، كيف نهجع ؟ "
إن استشراف المستقبل والخوف من ضياع فلسطين كان أيضا هاجس الشاعر اللبناني/ الفلسطيني وديع البستاني الذي أقام في فلسطين حتى العام 1953 ، قادما من لبنان . لقد تنبه مبكرا إلى سياسة بريطانيا التي أصدرت وعد بلفور وعملت على تنفيذه ، و كتب - لما رأى في سراي يافا لوحة " الجمعية اليهودية - الرئيس الملازم مكروري " وقد رأى فيها نواة الدولة اليهودية - كتب قصيدة يقول فيها :
" تريدونها جدا وجدا أقولها
من اليوم سرا ، إن أردتم ، أو جهرا .
فتحنا لكم صدرا ، مددنا لكم يدا
وإني لأخشى أن تديروا لنا ظهرا
أرى الوطن القومي يعلو بناؤه
أرى غرفة في القصر تحجبه قصرا "
وسوف يتكرر خوف الفلسطينيين من الخطر الصهيوني في قصائد لاحقة كثيرة لدى ابراهيم طوقان ، وفي بعض قصائد عبدالرحيم محمود :
" أجلاء عن البلاد تريدون ، فنجلو
أم محونا والإزالة "
و
" المسجد الأقصى أجئت تزوره
أم جئت من قبل الضياع تودعه " .
تعد " على سكة الحجاز " 1932 من الأعمال النثرية المبكرة ، على قلتها قبل العام 1948 ، التي تنبأت بضياع فلسطين وتشرد أهلها . وهي تأتي على قرية " ستة " التي بيعت . كما لو أنها تمثل نفسها وتمثل فلسطين كلها .
قفا نبك :
المقطع الأول من الرواية يقع في صفحتين ونصف ونصغي فيه إلى سارد يستخدم ضمير الأنا يقص فيه عن قطار الحجاز وقرية فلسطينية في زمنين ؛ الأول ما قبل 1914 بقليل والثاني 1929 - 1931 .
في الزمن الأول كان القطار أنشيء ليربط بين بلدين مقدسين ليسهل حركة المسلمين في تأدية فريضة الحج ، و كان أهل القرية يفلحون أرضها ويأكلون من خيراتها ويعيشون في ثبات ونبات ويخلفون صبيانا وبنات ، وفي الزمن الثاني صار القطار يقل أناسا مختلفين هم اليهود ، وصارت القرية الوادعة البسيطة مستوطنة يهودية يقطنها سكان جدد هم اليهود الذين حلوا محل الفلاحين الفلسطينيين .
ويصف لنا السارد مشاعره إزاء المكان في زمنه الأول ، ومشاعره في الزمن الثاني ، حاله بذلك حال الشاعر العربي الجاهلي الذي قال :
" قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول وحومل "
يبكي الشاعر الجاهلي من ذكرى الحبيب والمنزل ويبكي المتكلم في الرواية القطار وقرية " ستة " وأهلها الذين تشتتوا في البلاد بعد أن باع إميل بك ابن ابراهيم بك أرض القرية لليهود .
يعقد أنا المتكلم مقارنة بين حالي المكان في زمنين ويصف لنا مشاعره الحزينة وهو ما يتضح في الأسطر الآتية :
" وها انذا أقعد اليوم تلك القعدة لأمتع النفس بما عودتها عليه في تلك الأيام ، وأراقب القطار الحجازي ينطلق من حيفا ، فإذا بدتا (؟) لي ارتد طرفي بدمع سخين ، وانكمشت مكاني بقلب حزين ، ذلك أن هذا القطار ينطلق من حيفا ولكن لا إلى مدينة الرسول ! ويضم الألوف في أحشائه ، ولكن ممن لم تدفعهم إلى ركوبه عاطفة سامية أو بقصد جليل ! ذلك أن هذا القطار حجازي بالاسم ! ذلك أنه أنشيء من قبل المسلمين ولمصالحهم فأصبح لليهود ومصالحهم " ( ص 5 و 6 ) .
و
" ما أكثر ما يشعر به المرء من هذه الفروق في فلسطين بين الأمس والبارحة ! وأنه ليتساءل : ماذا حل بتلك القرى العربية ؟ وماذا حل بأهلها " ( ص7 ).
وتأتي الرواية التي تقع في 168 صفحة لتفصل الأسطر السابقة ، وهو ما كتبته في مقالة الأحد الماضي .
وتعد الرواية مهمة جدا - بل مؤسسة لمن يدرس ظاهرة الوقوف على الأطلال في الأدب الفلسطيني . صحيح أنها من الناحية الجمالية عادية ولكن ما علينا تذكره هو زمن كتابتها ، وقد كانت الرواية العربية والفلسطينية في بداياتها . وتبقى القيمة الاجتماعية التاريخية لها ، وهذا ما لا ينبغي أن يغفل عنه إطلاقا .
سوف يستشرف كتاب فلسطينيون آخرون ، في فترة لاحقة ، وتحديدا في 40 القرن العشرين ، المستقبل الذي سيلم بفلسطين وأهلها : اسحق موسى الحسيني 1943 وبرهان الدين العبوشي ونجاتي صدقي 1947.
تنتهي رواية الحسيني " مذكرات دجاجة " بانتصار صوت الدجاجة الداعي إلى التخلي عن المأوى / فلسطين والانتشار في الأرض لإصلاح الكون حتى إذا ما صلح صلح أعداؤنا وحلت قضيتنا ، وترفض الدجاجة اللجوء إلى المقاومة : " فكونوا أنتم تلك النفوس . سيحوا في الأرض ، وتوزعوا بين الخلق ، وانشروا بينهم المثل العليا ، والمباديء السامية ، وإني لواثقة بأنا سنلتقي في مأوانا هذا بعد أن نطهر العالم أجمع - لا وطننا الصغير فحسب - من هذه السلالات . " ( ص 157 ) و " إذن هيا وانتشروا في الأرض " وأما هي " ثم جمعت نشاطي ويممت شطر المأوى ، وفي نفسي نغمة ما فتئت تتردد حتى بلغته ، تلك التي هي : إلى اللقاء...إلى اللقاء... " ( ص158 ) .
أما مسرحية العبوشي " شبح الأندلس " فإن عنوانها يقول لنا كل ما كان يخطر في نفس كاتبها : فلسطين في طريقها ، مثل الأندلس ، إلى الضياع وسوف تغدو ذكرى .
وتنتهي قصة نجاتي صدقي " الأخوات الحزينات " 1947 بسؤال الأخت الصغيرة التي تقص عن حالهن بعد 1917 ، أخواتها : " أحقا أنكن لا تعرفن شيئا عن ذكرياتي؟ وهل تدرين لماذا نحن متشحات بالسواد؟ ولماذا ينعتنا الناس بالأخوات الحزينات ؟ " وحين يصحو سارد القصة من غفوته تحت الجميزات الخمسة اللاتي حلم بأنهن تحولن إلى أخوات خمس يروين تاريخ فلسطين يرى رياحا شديدة تعصف بالشجرات تريد اقتلاعها من مكانها . ولننظر إلى تاريخ كتابة القصة وهو 1947 لنرى استشراف الكاتب نكبة 1948.



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو