اهلا قد تكون لهجة "ميشال طراد" مغرقة في لبنانيتها، ثقيلة في جرسها، تُتعب أذن القاريء أحياناً لو لم يستطع مجاراة الشاعر في القصْر والمدّ عند نطقها. إلا أنك، من خلال بيت أو بيتين، سوف تعلم بأنك تقف في محراب شاعر استثنائي، يستطيع دائماً أن يفتنك وأن يدهشك.
ربما لم تسمع باسم "ميشال طراد" قبل اليوم، ولكنك - على الأرجح - قد ابتعت من بضاعته: إذ يكفي لذلك أن تكون قد طربت "لوديع الصافي" وهو يغنّي: "رح حلّفك بالغصن يا عصفور" أو أن تكون قد ابتدأت صباحك مع "فيروز" وهي تنشد: "يا صبح روّج طوّلت ليلك ... خليت قلبي نار" . أنت أيضاً تستطيع أن تتمعّن قليلاً في هذه الأبيات (أنظر الصورة المرفقة) التي نشرها الشاعر في مجلة "القيثارة" في سبتمبر ١٩٤٦ كي تخمّن أية موهبة تكمن في اردان هذا الكبير الذي يقول عنه الدكتور "ميشال جحا" بأنه "رفع الزجل الى مرتبة الشعر، وخافوا منه على الفصحى، وأحسوا كأن الضيعة والجبل قد نزلا الى المدينة" (أعلام الشعر العامي في لبنان، طبعة دار العودة ودار الثقافة، بيروت ٢٠٠٣، صفحة ٣٩٧).