X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

الرأسمالية ونظام التفاهة: آلة صناعة التافهين وتضخيم القطيع المستهلك

admin - 2025-12-25 08:45:18
facebook_link

اهلا- رباح العمري

الرأسمالية ونظام التفاهة: آلة صناعة التافهين وتضخيم القطيع المستهلك
في عصرنا الحالي، يبدو أن القيم التقليدية للجدية والجودة والإبداع قد أُزيحت عن عروشها لتحل محلها ثقافة جديدة تُوّجت بفضل آليات اقتصادية وسياسية محكمة. هذا النظام الجديد، الذي يصفه الفيلسوف الكندي آلان دونو بـ"**نظام التفاهة" أو "الميديوقراطية"، لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل تحول إلى آلة عملاقة تنتج التفاهة وتسوّقها، وتُكرّم كبار التافهين، لتحقيق هدف رأسمالي رئيسي: تكبير حجم المستهلكين المنفصلين عن واقعهم والمعتمدين على الإشباع الفوري والسطحية.
،،، ما هو "نظام التفاهة"؟
يقصد بـ"نظام التفاهة" أو "الميديوقراطية" (Mediocracy) ذلك النظام الاجتماعي الذي تسيطر فيه طبقة من التافهين على مفاصل الدولة والمجتمع الحديث. في هذا النظام، تتم مكافأة الرداءة والتفاهة والتطبيل عوضاً عن الجدية والجودة، تحت شعارات برّاقة مثل الديمقراطية والحرية الفردية. وهو ليس حكراً على مجال معين، بل يمتد ليشمل السياسة، الاقتصاد، الإعلام، الجامعات، وحتى الثقافة والفنون.
يدفع هذا النظام بأناس يقومون بأعمال **عبثية لا قيمة لها** إلى واجهة المشهد، ويحولهم إلى نجوم وقدوات، بهدف خلق واقع جديد يتطبّع فيه الناس مع العبث والبذالة، وتُضرب فيه القيم النبيلة.
،،،، آليات الرأسمالية في نشر التفاهة
- 1. تحويل الثقافة والإنسان إلى سلعة
تحت شعار "الحوكمة" واتباع منهج الأعمال التجارية، تعمل الرأسمالية على إفراغ السياسة والثقافة من مفاهيم الصالح العام والواجب، واستبدالها بمفاهيم الإدارة والخصخصة وتحقيق الربح، لتصبح الدولة أشبه بشركة تجارية. في هذا الإطار، يُختزل أي نشاط إلى مجرد حسابات مادية للمصلحة والربح والخسارة، ويُسلّع الإنسان نفسه ليصبح منتجاً لـ"محتوى" قابل للاستهلاك السريع، بغض النظر عن قيمته.
- 2. استغلال منصات التواصل الاجتماعي
وجدت التفاهة بيئتها المثالية في الشبكات الاجتماعية. هذه المنصات، التي تفتقد لمعايير الجودة وتعطي مساحة متساوية للجدي والتافه، تعمل وفق منطق السوق الرأسمالي: زيادة الأرباح مرتبطة بزيادة التفاهة. كلما كان المحتوى سطحيًا، سريعًا، وصادمًا، كلما حقق تفاعلات ومشاهدات أكثر، مما يدر إعلانات وأموالًا طائلة. وهكذا، يتم **تصنيع نجومية التافهين** من خلال عدد "الإعجابات" والمشاهدات، لتحل محل معايير النجاح التقليدية القائمة على العمل الجاد أو الإنجاز الحقيقي.
- 3. غزو التعليم والجامعات
لم تسلم المؤسسات الأكاديمية من هذا الغزو. يرى دونو أن طلب العلم تحول إلى أغراض المظهر الاجتماعي وليس الحكمة أو المعرفة النافعة. كما أن تمويل الشركات للجامعات جعلها تفرض إرادتها، ليتخرج "خبراء" يخدمون مطالب السوق بدلاً من علماء قادرين على حل مشكلات مجتمعاتهم. ونتيجة لذلك، يتم تخريج ما يُعرف بـ"الأمي الثانوي": الشخص المتمكن تقنيًا ولكنه فارغ فكريًا وعاجز عن التعامل مع القضايا العميقة.
،،، أمثلة على تمجيد التافهين
.... نجوم السوشيال ميديا: أشخاص يحققون ثراءً فاحشًا عبر نشر يوميات فارغة، أو كلام نابٍ، أو "تحديات" سخيفة، أو فضائح أخلاقية، دون أي كفاءة إبداعية أو تأهيل علمي. أصبح هؤلاء قدوة للمراهقين الذين يرون فيهم نموذجاً للنجاح السريع بلا جهد.
.... الإعلام والبرامج التلفزيونية: يتم إنفاق ملايين الدولارات لإنتاج برامج تلفزيونية واقعية (رياليتي شو) ومسابقات تافهة، هدفها الهروب من الواقع والتسليّة الرخيصة، بينما تُهمل البرامج الهادفة.
،،، الفنون والثقافة: سيطر ذوو الذوق الهابط على المشهد الفني، حيث أصبحت الأعمال الفنية الرزينة نادرة. على النقيض، يتم ..تسخير الطاقات الإنتاجية لصناعة فن يخدم السوق، ويسهل استهلاكه، ويروج لقيم استهلاكية سطحية، كما في حالة بعض منصات البثّ العالمية التي تحتكر الإنتاج الراقي وتغرق السوق بمنتجات أقل جودة.
...الصحافة الصفراء: انتشرت صحافة "التابلويد" المهتمة بتتبع فضائح المشاهير وحياتهم الشخصية، ونشر المواد التافهة، تحت هاجس الربح والتسويق.
،،، النتائج: المستهلك المغلوب عن الواقع
تؤدي هذه الآلية إلى خلق مجتمع من المستهلكين "المُغيّبين" الذين:
... يفقدون الإحساس بالمعنى والقيمة، ويصبحون غير قادرين على تمييز الجيد من الرديء.
... تتسطح ذائقتهم الفنية والفكرية، وتتراجع قدراتهم على التفكير النقدي والتأملي.
... ينشغلون بالتفاصيل التافهة والعابرة، مما يشتت انتباههم عن القضايا الجوهرية والهموم العامة. كما وصف نيتشه بعض ممارسي هذا النظام بأنهم "يكدرون مياههم كي تبدو عميقة".
... ينقادون كالقطيع وراء الموضة والمظهر، تحت وهم أنهم أحرار في خياراتهم، بينما هم في الحقيقة مُوجّهون بواسطة آلية السوق والإعلان.
،،، خاتمة: هل من مخرج؟
يحذر آلان دونو من أن الاستسلام لهذا النظام يعني خسارة السيطرة على بيئتنا اليومية وتلوثها باللامبالاة. المواجهة تتطلب جهداً جماعياً:
... وعي الفرد بخطورة انغماسه في هذا المستنقع، واختياره لمحتوى يثري عقله وروحه.
... دور المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية الجادة في .. إبراز المواهب الحقيقية وخلق منصات بديلة.
... مراجعة نقدية للبيئة السياسية والاقتصادية التي تنتج وتغذي هذا النظام، بدلاً من الاكتفاء بنقد أعراضه الظاهرة.
في النهاية، يبقى السؤال قائماً: هل سنستسلم لكوننا وقوداً لآلة التفاهة الرأسمالية، أم سنعيد تأكيد إنسانيتنا بالتمسك بالمعنى والجودة والعمق؟ الجواب ... يكمن في أن نقف عن الصمت والحياد يجب أن نتدخل



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو