
















اهلا تواصل مدرسة نوتردام ترسيخ نهج التعليم التطبيقي عبر مشروع الدفيئة الهيدروبونيكا (الزراعة المائية دون تربة)، في مبادرة تربوية تجمع بين العلوم والبيئة والابتكار، وتحوّل المساحة الزراعية إلى مختبر حيّ يُنتج معرفة قبل أن يُنتج نباتًا.
ويشرف على المشروع كلٌّ من الأستاذ وسيم صبّاغ (فرع البيولوجيا) والمعلمة جاكلين أيوب (فرع البيئة)، ضمن رؤية تربوية تسعى إلى ربط المفاهيم العلمية بالتجربة المباشرة، وتعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب.
أصناف المزروعات: من الصف إلى الجذور
وتضم الدفيئة أصنافًا متنوعة من المزروعات التي يتابعها الطلاب ضمن مراحل نموّها المختلفة، منها:
الخس، البصل، الشومر، الباذنجان، والكوسا، حيث تُزرع وفق نظام مائيّ قائم على محاليل غذائية مدروسة، مع مراقبة عوامل مثل الإضاءة والحرارة ودرجة الحموضة وجودة المياه.
من تخدم الدفيئة؟
تخدم الدفيئة الهيدروبونيكا طلاب المدرسة، خصوصًا طلاب البيولوجيا والبيئة، إضافةً إلى المجموعات الطلابية التي تعمل على مشاريع بحثية وتطبيقية مثل تخصص الميخاترونيكا، وتمنحهم فرصة التعلّم عبر:
• الملاحظة والتجربة بدل الاكتفاء بالنظرية.
• التوثيق العلمي وتسجيل النتائج وتحليل البيانات.
• العمل الجماعي وتحمل المسؤولية والمتابعة المستمرة.
دورها في التعليم: مختبر علميّ حيّ
لا يُنظر إلى الدفيئة كمشروع زراعي فحسب، بل كمساحة تعليمية متكاملة تُطوّر مهارات الطلاب في البحث العلمي وحلّ المشكلات، وتزرع فيهم قيم الاستدامة. وفي هذا السياق، يساهم المشروع في:
• فهم العلاقة بين النبات والبيئة والموارد الطبيعية.
• تدريب الطلاب على منهجية علمية دقيقة في القياس والمتابعة.
• ترسيخ مفهوم الزراعة المستدامة كحل واقعي لمستقبل أكثر أمانًا غذائيًا.
ما هو الحلم؟
الحلم الذي تقوده نوتردام من خلال هذه الدفيئة هو أن تتحول إلى منصة دائمة للتعلّم والابتكار، تُدمج في المنهاج بشكل أوسع، وتكون نموذجًا مدرسياً يُظهر كيف يمكن للعلم أن يخدم الحياة اليومية والبيئة في آنٍ واحد. كما تتطلع المدرسة إلى توسيع التجربة مستقبلًا لتشمل أصنافًا إضافية، وتعميق الشراكات التعليمية والمجتمعية، وصولًا إلى بناء ثقافة مدرسية ترى في الاستدامة مشروعًا تربويًا طويل الأمد.
وفي حديث مع الأستاذ إياد قسيس، مدير المدرسة والداعم الأول للمشروع، قال إن الدفيئة الهيدروبونيكا “ليست مشروعًا زراعيًا فحسب، بل رؤية تربوية كاملة”، مضيفًا: “نريد لطالب نوتردام أن يتعلّم بعينيه ويديه، أن يختبر العلم في الواقع لا على الورق فقط. هذه الدفيئة تُعلّم المسؤولية، وتفتح أمام طلابنا باب الابتكار، وتزرع فيهم وعيًا بيئيًا يحتاجه المستقبل.”
وأوضح قسيس أن المدرسة ترى في المشروع فرصة لتعزيز التعليم التطبيقي وربطه بقضايا الاستدامة والأمن الغذائي، مؤكّدًا: “حلمنا أن تتحول الدفيئة إلى مساحة تعليمية دائمة داخل المنهاج، ومركز صغير للأفكار والمشاريع العلمية التي يقودها الطلاب، ليصبح العلم أسلوب حياة وثقافة عمل.”


