
















اهلا-تقرير د.جوني منصور تخليد اسم الاديب والشاعر والمربي حنّا أبو حنّا في حيفا
بالرغم من العاصفة الموعودة"بايرون" التقينا بالأمس في قاعة الكلية الارثوذكسية العربية بحيفا للمشاركة في إطلاق اسم حنا ابو حنا على الدوار الذي يربط بين شارعي اللنبي واسحاق سادي حيث مباني الكلية. وحضر هذا الاحتفال رئيس بلدية حيفا ومساعديه واعضاء من مجلسها البلدي، وجمع غفير من العائلة وزملائه السابقين ومعلمين من الكلية وخريجين منها بالإضافة الى ضيوف قدموا من قرية الرينة (بالقرب من مدينة الناصرة)مسقط رأسه.
تولت عرافة وتسيير الاحتفال الاديبة رنا ابو حنا ذاكرة دور الأديب أبو حنا الادبي والثقافي والتربوي والسياسي والنضالي من اجل بقاء شعبه على أرضه بعد اجتياح الظلاميين قبل ثمانية عقود تقريبا، وتأثير دوره هذا على الاجيال التي تربت وتثقفت على يده.
لم يكن هذا الاحتفال لمجرد اطلاق اسمه على الدوار المذكور، بل هو اعتراف بمكانة ودور الثقافة الفلسطينية التي جعلت رايتها حب الحياة واحترام الانسان، وهي القيم التي تمسك ونادى بها الكاتب. والقيت كلمات من الطبيب البروفسور ذياب مطلق رئيس لجنة المعارف الارثوذكسية ووليد كركبي رئيس لجنة الحفاظ على المباني السابق وعضو لجنة تسميات الشوارع حاليا، وجميل برانسي نائب رئيس مجلس محلي الرينة باسم رئيس المجلس الذي تغيب لوعكة صحية المت به، وهشام عبدو عن العائلة والاستاذة بادرة مرشي باسم الكلية الارثوذكسية العربية التي علّم فيها المرحوم وادارها لفترة طويلة، ثم رئيس البلدية ياهف.
وانا اعتبر أن اطلاق اسم حنا ابو حنا على هذا الموقع الهام للتذكير بشخصه ودوره ومكانته، وثانيا لتأكيد اصرارنا على حقنا في التسميات في حيزات مختلفة من مدينتنا التي نعمل جاهدين على ابقاء علاقتها بتاريخها وأعلامها وعروبتها.
حظيت بأن تتلمذت على يد الاستاذ حنا في المرحلة الثانوية، وحظيت بأنه غرس فيّ، كما كثيرين، حب اللغة العربية ليس لجمالها فقط بل لمكانتها في وجودنا وحياتنا الفكرية. وأيضا تمسكه بتربية الطلاب على حب الوطن والنضال من اجلب حقنا هذا الذي اعتبره قيمة اخلاقية وانسانية راقية. وبقيت علاقتنا مستمرة إلى وقت قصير قبل مغادرته هذه الفانية مخلّفا إرثا فكريا باق إلى الاجيال الحالية واللاحقة. ولن انسى توجيهاته لي في امور ذات صلة بالكتابة وكيفية اختيار العبارات الملتزمة لغويا وفكريا ووطنيا.
وكنت قد شاركت استاذي المرحوم البروفيسور بطرس ابو منّة بإصدار كتاب تكريمي عن حنا أبو حنا صدر في عام 2005 عن مكتبة كل شيء لمديرها الاستاذ صالح العباسي احتوى على مجموعة مقالات وبحوث في الادب العربي والتاريخ والتراث الفكري الذي احبه المرحوم حنا ابو حنا، واطلقنا على الكتاب اسم"زيتونة الجليل؛ أبحاث ومقالات مقدمة للأديب والشاعر الاستاذ حنا ابو حنا".
مبارك للعائلة هذه الخطوة، ومبارك للكلية الارثوذكسية تسمية الميدان على اسم مديرها الاسبق، وهذه دعوة لإدارة الكلية الارثوذكسية لتخصيص يوم دراسي للتعريف به أمام طلاب ومعلمي الكلية الحاليين وتخليدا لذكره ودوره في ميادين الحياة المختلفة. كما اناشد لجنة المعارف وادارة الكلية بإطلاق اسمه على مكتبة المدرسة أو قاعتها التي احتفلنا فيها بالأمس، وهذا شرف اثيل لنا جميعا.






