اهلا-د. سهيل دياب

التيار الشيوعي في الجامعات كان الحاسم بجعل حراك كامبوس، أكثر يسارا، وشراكة عربية- يهودية !
سعدت بمشاركتي في اللقاء الكبير والهام لناشطي حراك " كمبوس" في الجامعات الاسرائيلية، وذلك يوم السبت الموافق 13.12.2025 باستضافة المبادر سهيل كرام صاحب راديو الشمس وبالشراكة مع المبادرة سمادار كمينر.
البداية لحراك كامبوس كان في الجامعة العبرية في القدس مع بداية العام ١٩٧٤، وذلك بمشاركة ثلاثة أطراف سياسية يسارية اساسية، الخلية الشيوعية في الجامعة العبرية والتي اقيمت بتموز ١٩٧٣، حركة موكيد اليسارية، وحركة سيبح ( يسار جديد)، ولاقى الحراك كمبوس تأييدا ودعما من لجنة الطلاب العرب في الجامعة بذلك الوقت.
البيئة التي اولدت " كامبوس"
بمداخلتي بهذا المؤتمر، ابرزت أهم العوامل التي دفعت باقامة هذا الحراك وأهمها:
1. ارتدادات الثورة الطلابية المشهورة في باريس في العام ١٩٦٨، حيث لعب اليسار الفرنسي دورا كبيرا بالتشكيك بالنظام الاستعماري وادواته القمعية ودعا الى قلب الطاوله بتغييره.
2. انتصار حركة " يش" الطلابية اليسارية في انتخابات منظمة الطلاب في جامعة حيفا عام ١٩٧٤( مارس) وحصولها على ٣٢ عضوا من اصل ٤٠ عدد اعضاء المجلس، واحدثت هذه النتيجة انقلابا ضد المنظومه السياسية المسيطرة في الجامعة وخارجها. حيث انتخب جدعون سبيرو رئيسا للنقابه.
3. الاجواء السياسية بعد عدوان ١٩٦٧ والاحتلال القمعي للضفة الغربية وغزة والقدس العربية، هذه الممارسات القمعية للاحتلال ايقظت الكثير من الاسئله بكيفية مواجهة هذا الاحتلال.
4. ارتفاع متصاعد لاعداد الطلاب العرب في الجامعات الاسرائيلية ، خاصة بعد الغاء الحكم العسكري ١٩٦٦، وازدياد الخريجين الثانويين العرب.
5. بدء تشكيل تنظيمات طلابية يسارية ، اقيمت اول خلية شيوعية في الجامعة العبرية بشهر تموز ١٩٧٣، وضمت عربا ويهودا، ووصل عدد اعضائها عام ١٩٧٤ الى ٢١ عضو. اقيم تنظيم يهود شرقيين يطالبون بمساواة الاشكناز مع الشرقيين، وتأثروا كثيرا من حركة الفهود السود في القدس مع بداية السبعينات، اقيم تنظيم للطلاب من امريكا اللاتينية وحملوا افكارا يسارية، اضافة الى موكيد وسييح اليساريتين.
كل ذلك شكل قاعدة بشرية واسعة التقت ببيثة مؤاتية خاصة بعد أخفاق حكومة المعراخ بقيادة غولدا مئير في حرب اكتوبر ١٩٧٣ ، وتوجهها العنصري نحو العرب والشرقيين اليهود. والتقت هذه المجموعات في العام الدراسي ١٩٧٤-٧٥ باقامة حراك كامبوس كتحالف بين اطراف سياسية يسارية وطلابية.
من اهم النقاط التي توافق عليها الاطراف كانت:
1.القاعدة السياسية - ضرورة انهاء الاحتلال وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بدولة مستقله.
2. القضايا الطلابية- حرية التعبير، تعليم جامعي مجاني، فتح كليات الجامعة لكل الطلاب العرب دون اغلاق جزء منها ودون تخصيص عدد معين يتم قبوله من العرب، وجعل الانتخابات نسبية وليس حسب الكليات.
3. الحراك يعنى بكل المجتمع وليس فقط الطلاب الجامعيين- بمعنى اقامة نشاطات تهم مجمل المجتمع، مثل " ميزانيات للاحياء وليس للمستوطنات"!
انتخابات النقابة العامة ١٩٧٥
جرت في ايار ١٩٧٥، وتنافست كامبوس لاول مرة، ونجحت بالحصول على اكبر كتلة ( ٣٧) مقعدا من اصل ٩٩، الليكود(٣٧) ، المفدال ( ١٩)، حزب المعراخ الحاكم ( ٦) . وكانت النتيجة بمثابة قنبله سياسية بالحرم الجامعي. ( انظر صورة زنغوغرافية مرفقة لمقالي في ذلك الوقت حول نتائج الاننتخابات) وتم انتخاب لاول مرة ااربعة طلاب عرب للنقابة ، كنت واحدا منهم ، اضافة الى اسعد شيبان، احمد مصالحة، ويعقوب خياط.
دور الشيوعيبن كان حاسما
لقد برز دور الشيوعيبن باقامة ونشاطات كامبوس للاسباب التالية:
١. لان التنظيم الشيوعي كان يضم عربا ويهودا، يعمل بين شرائح المجتمع الطلابي، بين العرب واليهود.
2. كان للنيار الشيوعي التأثير الاكبر في بلورة الحركة الطلابية العربية ومأسستها، في الجامعات والثانويات، وخاصة باقامة لجان الطلاب العرب واتحادات الطلاب الجامعيين والثانويين.
لقد لعب الرفيق القائد الدكتور اميل نوما دورا مميزا في توجيه االعمل الطلابي وبلورة استراتيجيته ، وكانت لمساهمته الشخصية اثرا عظيما.
لذلك، فان للشيوعيين التأثير الكبير باقامة حراك كامبوس، وكان لهم الدور الحاسم بجعله عربيا- يهوديا.