X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

خالي… يا خالي أمل مرقس

admin - 2025-12-02 17:09:53
facebook_link

اهلا


الراحل د. بطرس دلة
كلما نادت فيروز خالها المختار في مسرحية "بياع الخواتم"، تذكرت خالي بطرس. كنت كلما التقينا، أناديه "خالي يا خالي" بلحن الأغنية الفيروزية. كيف لا وهو الذي أسس "نادي مُحبي فيروز" في نهاية الخمسينيات، أثناء دراسته الجامعية في القدس مع زملائه. كانوا يجتمعون في أمسيات فنية حول أغاني فيروز، حيث تدور الأسطوانات على الباتيفون، وتغمرهم أجواء الشِعر والموسيقى.
خالي الذي اقتنى آلة كمان رغم ظروف الفقر، تعلم العزف عليها بشغف كبير وحب للموسيقى والفن والحياة. انتصر على الحزن والصعوبات من خلال الفن والعلم! عزف وغنت أمي، ابنة الخامسة عشر، في زوايا بيت سيدي نجيب أغاني العزة والكرامة:
"”أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد
أمانة عليك أمانة لتبوس لي كل إيد...
لتبوس لي كل إيد حاربت في بورسعيد...
الأرض الغالية بوسها... دي الدنيا بتحكي عنها...
جاء الغريب يدوسها... الكل قام يصونها...
بقت أرض البطولة... والعزة والرجولة...
أمانة عليك أمانة... لتبوس لي كل إيد
لتبوس لي كل إيد... حاربت في بورسعيد...
سلم على كل شارع... دافع عنه شبابه...
وهات لي وأنت راجع... شوية من ترابه...
تراب أرض الجدود... وفيه دم الشهيد."
تدندن أمي الآن الأغنية وأنا أكتب عنك. نحكي ونتذكر ونتحسّر، نحاول استيعاب حجم الفراغ الذي ستتركه بعد الرحيل الذي لا بد منه. أغمرك في الأغاني والنغمات، في الشعر والروايات، في الدبكة والعتابا والميجانا والحكايات. أغمرك بحب وتقدير وشكر وامتنان.
كم أحببت يا خالي الحياة! عرفت كيف تعيشها بأدق تفاصيلها، بتسامح وحب. خالي الذي عاش الفقر وفقدان الأم الشابة سارة، تزامناً مع فقدان الوطن في النكبة، عرف كيف يبدل اليأس بالرجاء. آمن بمقدراته، نهل العلم والثقافة طوال حياته، وأثرى معلوماتنا بأسلوب مميز ونادر.
خالي... كم أحببت أن أناديك خالي. أتذكرك الآن كيف دخلت واثقاً بجسمك "الجهام"، كما أحبت أمي أن تصفه بحب وإعجاب. دخلت أول مرة صفنا في مدرسة يني الثانوية، حصة التاريخ الأولى. انفعلت أنا ابنة أخته نبيهة، أجلس بالصف طالبة، أحاول أن أفصل بين الخال الذي سهِر عندنا بالأمس أو زارنا صباحاً ليتشاور مع والدي ووالدتي في قضايا البلدة أو العائلة، وبين الأستاذ معلم التاريخ.
الموضوع الذي أحببته كثيراً! لم أنسَ تلك الحصة التي بدأها الخال الأستاذ بطرس: "يا طلابي الأعزاء، إذا نظرتم وتأملتم وجوه بعضكم البعض، تجدون أن وجوهكم تجمع سمات كل الشعوب التي تُكوّن العالم. مثلاً: زميلكم فريد يبدو أنه قادم من السويد، فهو أشقر وعيناه زرقاوان، وزميلتكم عفاف تبدو كأنها مكسيكية، وزميلكم فادي يبدو من إسبانيا وذاك يبدو من السودان وتلك من فلسطين." نحن جميعاً نشكل الكون الذي نحيا به ونشبه بعضنا البعض.
وهكذا بدأنا معه مشواراً مثيراً نتعلم منه تاريخ العالم، الحضارات والصراعات، وترسخت في الذهن المعلومات بفضل أسلوبه الشائق المبني على تحفيز أفكارنا وفضولنا. خالي بطرس الذي كان يعلمني بشكل رسمي كطالبة، إلا أنه يتذكر أنني ابنة أخته عندما يُصلح لي خطي ويكتب ملاحظات تشبه التوبيخ، ملاحظات لغوية شخصية على أوراق وظيفة بحثية طلبها مني عن ظاهرة كهانا الفاشية في مطلع الثمانينات (لا زلت احتفظ بها بخط خالي). يعطيني علامة عالية على البحث والكتابة، ويخفضها بسبب خطي غير الجميل كابنة أخته. يداعبني بالصف بهمسة ساخرة عندما أقدم له يوميات الحضور والغياب كعريفة الصف، "خالي عندكم شجرة تين ورا الدار؟"، أجيبه "نعم خالي"، يقترح عليّ أن أتمرجح على الشجرة كي أكسب بعض السنتيمترات إلى طولي القصير، "لأني بالطول مش مِخِولة لكن بالفن برأيه طالعة لأخوالي من دار دلة."
خالي، أوراق كثيرة بقيت لدينا منك. تنهي حقبة الأوراق بعد أن أصبحنا نكتب رسائل واتساب وفيسبوك. أنت الذي غمرت كل واحد منا بهدية خاصة بخطك، أبيات من الشعر عني وعن يارا وفراس، أهديتنا إياها بقصاصات ورق رقيقة صغيرة جميلة بحبر أسود حقيقي وبخط الرقعة باذخ الجمال.
خالي الثمانيني، أول المتصلين يهنئني بأغنية جديدة أصدرتها بأسلوب الجاز الغربي بعنوان "ناس" من ألحان وكلمات فراس. يثني على اللحن والكلمة والأداء، ويفاجئني بانفتاحه وذائقته الموسيقية العالية.
"أنا من هنا وهنا أنا."
غنِّ لي يا خالي أغنيتك الجديدة في حفل تكريمي في كفرياسيف.
خالي، أغني لك الآن مز قصيدة محمود درويش، ونحن في ليلة الوداع: "ودنا الصدى، كسر المدى قامت قيامته، صدى وجد الصدى دوى الصدى، أبداً هنا.. هنا أبداً."



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو