
















اهلا
أيها العرب، لا شك أنكم تعلمون أن الله سبحانه وتعالى قد اختار الشعب اليهودي ليكون نورًا للبشرية، ما دمتم تدركون ذلك، فما معنى اعتراضكم على إجراءات هذه الحكومة؟ إن من حقها أن تفعل ما تشاء، الاعتراض على أفعالها هو قمة الإفراط والتطرف، من حقها أن تقتل يمينًا وشمالًا، أن تقتل الشيوخ والشباب، وأن تقتل الأطفال قبل أن يكبروا ويصبحوا معرقلين، من حقها قتل النساء، وتسهيلًا لذلك، من حقها استخراج الأجنة من أرحام أمهاتهم للمساهمة في حل المعضلة الديمغرافية. من حقها نسف الأبراج السكنية على من بداخلها، وملاحقة السكان الذين هربوا إلى الخيام التي نصبوها وحرقهم مع خيامهم، من حقها قتل من لم تتمكن من قتله مباشرة، وذلك بمنع الغذاء عنهم حتى يموتوا جوعًا. من حقها تدمير آبار المياه، ومن حقها منع دخول الأدوية وكل المواد اللازمة لاستمرار الحياة، من حقها اعتقال الأطباء الذين يعالجون المصابين، ومن حقها نسف المستشفيات وقتل كل من فيها دون استثناء، من حقها نسف سيارات الإسعاف، من حقها إدخال النساء والرجال إلى سجن "سدي تيمان" وسجون أخرى واغتصابهم بمختلف الأساليب، من حقها إدخال عبوات المشروبات الفارغة وعصي المكانس، وحتى الهواتف النقالة، إلى أدبار المعتقلين، كما من حق جنودها المتعبين الترفيه عن أنفسهم باغتصاب السجينات الفلسطينيات، حيث يتناوب أربعة جنود على اغتصاب سجينة فلسطينية واحدة، حسب بعض المصادر المسربة.
يجب إرغام النساء على السير عاريات لإذلال كل عربي وجعله خاضعًا لا يجرؤ على رفع رأسه، من حقها الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين باعتبارها احتياطًا لأجيالها القادمة، وليس ذلك فحسب، بل يجب أن تمتد حدود إسرائيل من النيل إلى الفرات، بل يجب أن تتجاوز ذلك، فالحدود الحالية تكفي الجيل الحالي، والأجيال القادمة بحاجة إلى حدود أخرى كما قال يتسحاق شمير، يحق لها اقتلاع أشجار الزيتون، وحرق محاصيل الفلسطينيين ومركباتهم، وحتى بيوتهم. يحق لها قتل المصلين كما حدث في المسجد الإبراهيمي بالخليل، وحرق كافة المواطنين وهم نيام كما حدث مع عائلة دوابشة، يحق لها سكب النفط في أفواه الفتية الفلسطينيين بواسطة المحقان وإشعال النار فيهم من الداخل أولاً، كما حدث مع الطفل المقدسي محمد أبو خضير.. يا لهذا الإبداع الخارق الذي لم يشهد التاريخ مثله منذ عهد آدم! ومن يعترض على ذلك فهو متطرف، لأن هذه الحكومة تدافع عن العناية الإلهية، وتنوب عن الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض. لقد خلق الله البشرية لتلعب بها هذه الحكومة، لترفه عن نفسها، إن لون الدم الأحمر القاني يثير النشوة والبِشر في نفوسها، آه كم هي لذيذة نكهة الدم! كما أن من هواياتها المفضلة جدًا جدًا نخر البطون وفقأ العيون، فحرام الاعتراض على ذلك ويجب عدم قطع حبالها (حبورها)، إن قطع حبورها عمل خطير ومتطرف.
أما هنا في الـ 48، فستغض الطرف عن السلاح غير المرخص الذي تحصل عليه العصابات من معسكرات الجيش، الهدف من ذلك هو تقليل عدد المواطنين العرب قدر الإمكان وإشغالهم عن قضاياهم الأساسية من خلال زرع الخلاف بينهم، ليدب الشقاق فيما بينهم، و"بطيخ يكسر بعضه" و"بقر الدير في زرع الدير" ويا لسعادة الوزير بن غفير الذي يرقص ويغني طربًا عندما يعلم بمقتل مواطن عربي آخر! إن من يحاول الوقوف في طريق هذا البرنامج يجب قتله فورًا، سرًا وجهرًا. من حق هذه الحكومة، كما كان من حق الحكومات السابقة، البناء على الأراضي المنهوبة دون ترخيص من أي جهة، لأنها فوق القانون، بل فوق كل القوانين الدولية، ومن حقها أن تمهد طرقًا للوصول إلى تلك المستوطنات غير القانونية، حتى وفقًا لاعتبارات السلطات الإسرائيلية نفسها، ومن حقها أن توصلها بالماء والكهرباء كما هو الحال في كافة المستوطنات، ومن حق هذه السلطات أن تلاحق حتى جنودها "الغوييم" الذين قدموا لها كل غالٍ وثمين، وبذلوا أرواحهم في سبيل تحقيق أهداف الحكومات وأقاموا بنيانهم على الأرض التي ورثوها أباً عن جد، من حقها أن تحرمهم من الكهرباء وتفرض عليهم الغرامات الباهظة لشلّهم تماماً، مما يدفعهم إلى الطلاق والانتحار بكثافة، وهو ما يحدث على أرض الواقع اليوم. وصحيح أن عائلة من عسفيا قُتلت بسبب انقطاع الكهرباء عن منزلها، فليحترق كل "الغوييم" وليحترق أولاً من يسير في فلكها.