
















اهلا
العمال لا وطن لهم، مقولة، في البيان الشيوعي أوضحت الحقيقة المرة في أن الرأسمالية تتطور كنظام عالمي وتتوسع لخلق سوق توحشها العالمي.
مع تنامي كوارث الهيمنة الرأسمالية الاستعمارية على الاسواق العالمية، نعود الى هذا الكتيب الذي يختصر الكثير من حقيقة أزمة الرأسمالية وسوقها وفائض إنتاجها وحًدة الإستغلال الاجتماعي الممارس بحق شعوب العالم.
الازمة الاقتصادية الراهنة تعكس الطابع الرجعي للرأسمالية، وتضع إعادة إحياء البديل الثوري على رأس جدول الأعمال لدى قوى التحرر والاشتراكية. لقد جسدت الأزمة الاقتصادية العالمية منذ عام 2008 إنعطافة خطيرة في الوضعية العالمية، ومنظرو الرأسمالية يبشرون بنصف قرن قادم من التقشف بعد سنوات عجاف مضت على أبطأ "انتعاش"عرفه الاقتصاد الرأسمالي العالمي في التاريخ.
في النظام الرأسمالي العالمي توحد السوق، لكن العمال تفرقوا، فلا أممية تجمعهم ، ولا هدف اشتراكي يوحدهم.غرباء في أوطانهم، وعبيد في أوطان الغربة. والاستغلال واحد يشتد على رقابهم مع اشتداد الأزمة وتوحش السوق وتكاثر الحروب .
أممية "ماركس" اليوم أكثر راهنية وضرورة مما كانت عليه في أي وقت مضى. وبعد سنوات من الأزمة العميقة، يشهد العالم فائضا في انتاج البطالة والفقر، وفي سرقة المكتسبات الإنسانية والحقوق الديمقراطية. ويشهد العالم فائضا في افتعال الحروب على أنواعها، وفلتانا غير مسبوق من حالات الفساد والفضائح لمصلحة قلة من الطغمة المصرفية والمالية والعقارية الذين دمروا كل شيئ بسبب ضروب الاحتيال وبيع احلام المستقبل للشعوب، وهم ينجون دائما بافعالهم وجرائمهم بسبب القوة المفرطة وغياب القوة العمالية البديلة .
لقد فشلت الرأسمالية في إيجاد حل للأزمة، وعاجزة عن ذلك. ومنظروها يكررون الكلام نفسه حول أزمة " فائض في القدرة الانتاجية " وهي مصطلحات مموهة للهروب من تسمية الاشياء بأسمائها . إن ما يقصدونه هو فائض الانتاج الذي سبق لماركس أن شرحه في البيان الشيوعي. هذا هو التناقض الأساسي للرأسمالية، وهو التناقض الذي لم يكن موجودا في المجتمعات السابقة. أما السبيل الوحيد للقضاء على هذا التناقض فيكمن في تحرير القوى المنتجة من توحش الرأسمالية وإقامة البديل الاشتراكي.
لا تحتاج الطبقة العاملة، اليوم، إلى من يقول لها ان هناك أزمة اقتصادية لإنها الطبقة التي تعيشها وتخضع للشروط الرأسمالية. بل، أن الطبقة العاملة وكافة الكادحين والفقراء تحتاج لمشروع وخطة وبرنامج وتنظيم للخروج من المأساة اليومية. في هذا الطرح يكمن تمايز اليسار الثوري في النظرية والممارسة.
قد يجتهد بعض اليسار في بلورة طرق لحلول الأزمة، منها التعايش المؤقت معها حتى تسقط لوحدها، أو وفق مبدأ الاعتراض أو الاحتجاج البياني على الأزمة وأسبابها وأنظمتها. أما الطريقة الوحيدة لإنهاء جنون الرأسمالية هي القضاء على الرأسمالية واقامة البديل الاشتراكي. ولهذا ناضلت الشعوب وقاومت من أجل التحرر الوطني والاجتماعي وضمان استخدام الموارد المادية والبشرية في خدمة بناء المجتمع الإنساني.
لم ينته الصراع مع الامبريالية والصهيونية والرجعية،وشعوبنا العربية قامت في السابق وتقوم في كل محطة بواجبها النضالي الوطني والاجتماعي. لكن، يبقى على قوى التحرر الثورية أن تقوم بواجبها النضالي وتمتين علاقاتها مع الطبقة العاملة والجماهير الشعبية الفقيرة، فالمعركة في مواجهة الامبريالية الاستعمارية والصهيونية وكافة مشاريع التفتيت والوصاية والتطبيع والتبعية والافقار طويلة . وبالتالي، لا يمكن مقاومة كل ذلك بالتفسير أو الاكتفاء بتحليل ظواهر أدوات الرأسماليةز بل، بالتحضير الفعال لأدوات عمل قادرة على التصدي له، وهذا هو التحدي أمام هذه القوى اليسارية الثورية لإثبات حضورها وفعاليتها ووزنها وصدقها النضالي لتغيير هذا الواقع.
تحية للثورة العمالية الاشتراكية الروسية 1917.
سمير دياب