
















 اهلا- د. خالد الشريف الذكرى التاسعة والستون لمجزرة كفر قاسم العام 1956. 
 المجد والخلود لشهدائنا الابرار
اليوم الذكرى الـ 69 لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبها الحُكم الإسرائيلي وحصدت أرواح 49 
اﻷربعاء, 29 تشرين أول/أكتوبر, 2025
تحل اليوم الأربعاء، 29 تشرين الأول 2025، الذكرى الـ 69 لمجزرة كفر قاسم الإرهابية، التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بأوامر حكومته وقيادته، حينما تم فرض حصر تجول مفاجئ على القرية، في ساعات النهار بعد أن كانت الناس قد خرجت لكروم الزيتون، ولم تعرف به، ولتعمل ماكنة القتل ضد العائدين الى القرية في ساعات المساء، بإطلاق النار بشكل جميعا عليهم. 
وتحل الذكرى في هذا العام، وحرب الإبادة على شعبنا الفلسطيني مستمرة، رغم خفض وتيرتها، ومنذ أمس الثلاثاء وحتى فجر اليوم تجددت المجازر الوحشية، وراح ضحيتها في إحصائية أولية 65 شهيدا بينهم 24 طفلا.
كما تحل الذكرى، في وقت يرتكب فيه الاحتلال جرائمه اليومية في الضفة الغربية، ومعه عصابات المستوطنين، كما تشدد فيها حكومة الحرب الخناق على فلسطينيي الداخل، من قمع حريات واعتقالات ومحاكم، لتنضم اليها عصابات يمينية إرهابية.
ومجزرة كفر قاسم، هي واحدة من الجرائم الإرهابية التي كان لها هدف واضح، بعد ثماني سنوات من الإعلان عن قيام إسرائيل، واستيعاب الحركة الصهيونية والحُكم الإسرائيلي، حقيقة أن جريمة الاقتلاع لم تكتمل: "الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الصهيونية، هو بقاء 153 ألف فلسطيني في وطنهم"، مقولة قيلت على لسان دافيد بن غريون، وأمثاله. وكان القصد المناطق التي بسط الحُكم الإسرائيلي نفوذه عليها في عام النكبة 1948.
وكان الهدف استئناف جرائم الترحيل تحت الترهيب، بذات الأسلوب الذي استخدمته العصابات الصهيونية حتى العام 1948، ليواصل المهمة "الجيش الإسرائيلي"، الذي عناصره وقيادته من عناصر وقيادات تلك العصابات: مجزرة مروّعة في مكان ما، تخيف أهل البلدة وجوارها، ويبدأ الرحيل. لذا فإن محاصرة قرية كفر قاسم، لارتكاب المجزرة، كان من ثلاث جهات، وإبقاء الجهة الغربية مفتوحة، لإتاحة الفرصة لأهالي القرية ليهربوا نحو الضفة، ثم اغلاق الحدود عليهم، ولكن هذا لم يتم، رغم 49 شهيدا، وعددا من المصابين، الذين منهم من أظهر نفسه ميتا، كي لا يجهزوا عليها في ذلك اليوم الدموي. 
والجريمة لم تنته في ذلك اليوم، بل استمرت في محاصرة القرية لمنع شيوع النبأ، حتى تسلل الرفيقان ماير فلنر وتوفيق طوبي، عضوا الكنيست في حينه عن كتلة الحزب الشيوعي، إلى القرية، ويكشفا عن هول الجريمة.
ثم استخدم الحُكم العسكري سطوته على أهالي القرية الصغيرة، وفرض عليهم تمثيلية "مصالحة"، في مشهد استبدادي استعلائي عنصري بغيض. والمحطة الثالثة، هي المحاكمة الصورية التي جرت للمسؤولين الميدانيين، وأبرزهم الضابط شدمي، الذي حكمت عليه المحكمة غرامة بدفع قرش واحد. وهو حُكم رآه الصهاينة أنه "ظالم"، لأن حياة الفلسطيني وملايين الفلسطينيين، لا تساوي حتى قرشا إسرائيليا، ومن هنا جاء "قرش شدمي" كإحدى تسميات العقلية الصهيونية الاقتلاعية الإرهابية. 
قبل وبعد مجزرة كفر قاسم، وقعت وما تزال الجرائم الصهيونية الإسرائيلية، وقتل الشعب الفلسطيني، إما مباشرة، أو من خلال ممارسات القتل البطيء بالحصار والتجويع والحرمان من الحق بالعيش الكريم، ومحاصرة المهجّرين من وطنهم وفي وطنهم.
إن عقلية التهجير والاقتلاع قائمة في مخطط تضييق الحياة على كل فلسطيني في وطنه، أيا كان في فلسطين التاريخية، إن كان في المناطق المحتلة منذ العام 1967، بأدوات الحكم العسكري والحصار والجدار، وسلب الأراضي ومحاصرة البلدات في القطاع، والحصار التجويعي في قطاع غزة، وكل هذا لإبقاء الفلسطيني يغوص في دائرة الجوع، يركض وراء قوت يومه، بهدف شله عن مقاومة الاحتلال.