اهلا بسم الله الرحمن الرحيم ها هو قد ترجل فارس العدل وميزان العدالة
عائلة المرحوم فضيلة القاضي العم الفاضل والجليل ابو زايد فارس فلاح
عائلة فلاح الكريمة ،وأهالي كفر سميع الأعزاء والمعزين الكرام من كل البلاد.
يعز علي اليوم ان اقف لارثي عما وفيا كان نعم الأخ المخلص والوفي لوالدي المرحوم أبو مالك حسين صلالحه، الذي ربطته به علاقة اخوة حقيقية كذلك مع كل عائلة فلاح المحترمة، وانني واخوتي وعائلتي سنبقى على نفس الطريق.
لذا كنت ولا زلت وسابقى اعتبره بمثابة الاب الروحي والعم الوفي، اذ تربطني به وبالعائلة الكريمة أواصر اخوة وصداقة لا تنفك عروتها ، فعمي أبو زايد كان وسيبقى المرشد والبوصلة الموجهة لي في مسيرة حياتي والمثال الأعلى والقدوة في التواضع والتعامل مع الناس على مبدأ الإحترام المتبادل .
لطالما كنت ازوره بين الحين والأخر برفقة اخي أبو صقر رايق فلاح في بيته، ولا انسى البسمة والوجه البشوش والاستقبال الحاتمي الذي كان يغمرني به بكل الصدق والحنان والاحترام، فيذهلني بشخصيته الفذة والمتواضعة المشوبة بالهيبة والاحترام، وكم كانت مثرية هذه الزيارات في كافة المجالات.
كما كنت ازوره في فترات غير متباعدة في مكتبه كقاضي في عكا، بتنسيق مسبق واحيانا بدعوة منه، لأتعلم من حكمته وخبرته في الحياة، واستشيره فيما اكتبه واسمع نصائحه وملاحظاته عن كل كتاب كنت اهديه اليه، واسمع رايه فيما كنت اكتبه من استعراض لكتاب اهداني إياه، فكان بمثابة البوصلة الموجهة لي الى بر الأمان،ونعم الصادق في نصائحه.
إن عمي أبو زايد واهل بيته هم بمثابة اهل لي اعتز بهم وافتخر كيف لا وتربطنا علاقة مصاهرة فيما مضى.
لقد عاش العم الوفي حياته بالطول والعرض وترك في كل مكان وحفل ذكرى طيبة لا تنتسى، ان كان ذلك في مجال التربية او في مجال القضاء، فربى فاحسن التربية وحكم فاحسن العدل، وصادق فكان نعم الصديق وارشد فكان افضل مرشد ونصح فاصدق النصيحة وعد فوفى بالوعد، احب الناس فاحبوه، واحترمهم واحترموه وقدروه.
ان الكلمات تعجز ان تفي هذا الرجل العملاق القاضي العادل والرحوم والمتفهم لاوضاع وحال الناس ومظالمهم ، والعامل بما امرت به الحكمة وكل الديانات السماوية: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، لقد كان المرحوم أبو زايد ،رجل الإصلاح والوفاق ورجل السلام وصاحب الواجب الذي حرص على مشاركة الناس اتراحهم وافراحم اذا دعي اليها.فكان نجم الحضور في كل مجتمع تواجد فيه ، وفرض احترامه على سائر أبناء المجتمع بكل طوائفه وقدم خدمات جليلة بكل اخلاص وتفاني من خلال كل منصب اشغله.
عمي ووالدي أبو زايد ان كنت قد رحلت عنا جسدا فانك ستبقى بيننا روحا وذكرى عطرة لا تنسى، وكأني بك سرت على هدي سيدنا فيثاغورس عليه السلام حين قال :
ينبغي على الانسان ان يكون كريما وحرا في تعامله مع الاخرين ، ويَلزمه ان يحتفظ بكفاية من العدل كي يزود به ضرورياته على الدوام، وان يجعل الخير في كل عهوده الصادقة وعليه ان يكون الانسان العادل ويَصدُق ويُخلص لكل ائتمان، وان يكون كريما وشفوقا في تعامله مع الناس والا ينسى أن يكون حكيما.
هكذا كان العم أبو زايد رحمه الله ، فعزاؤنا بانجاله واهل بيته ان يحذو حذوه ،وكلي ثقة بانهم كانوا وسيكونوا خير خلف لخير سلف، لكي تبق ذكراه منارة علم ومعرفة وحكمة وعدل تنير دربهم في تعاملهم مع المجتمع.
واخيرا انني ابتهل للعلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وان يجعل مثواه الجنة وان لله وان اليه راجعون .
رحمه الله وابقاكم.
