اهلا-كريستين مهاشه

كيف تدفع الضبابية الاقتصادية ارباب الصناعة لتسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي؟

- عيريت سلمون مديرة التأهيل والتدريب في اتحاد أرباب الصناعة لواء الشمال:"الدورات التأهيلية في التقنيات الحديثة تتيح تبسيط عمليات الإنتاج، وتحسين سلاسل التزويد وتوفير التكاليف، وتحديد الفرص التجارية والحفاظ على الميزة التنافسية"

في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي نشهدها، الى جانب زخم المتغيرات الاقتصادية والسياسية الحادة التي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد الإسرائيلي، نحن نشهد واقعًا جديدًا يكاد لا يخلو من تحديات مستمرة ومتواصلة على جميع المستويات، مما يتطلب معالجة عميقة ودائمة.

هذا الواقع الجديد، الذي تسوده حالة من عدم اليقين وضبابية اقتصادية، دفع الصناعيين إلى تبنّي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) بوتيرة غير مسبوقة.

هذا ويسعى اتحاد ارباب الصناعة إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي أداة حاسمة للتغلب على التحديات الملموسة في خطوط الإنتاج، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع ارتفاع تكاليف الموارد والمواد الخام، محدودية توفرها أو صعوبة استيرادها بالكميات المطلوبة وغيرها.

وتحدثت في هذا السياق عيريت سلمون مديرة التأهيل والتدريب في اتحاد أرباب الصناعة لواء الشمال مشيرة الى دور التقنيات الحديثة بما في ذلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) التي تتيح تبسيط عمليات الإنتاج، وتحسين سلاسل التزويد، وتوفير التكاليف، وتحديد الفرص التجارية الجديدة في الوقت الفعلي.
هذا وتماشيًا مع الاحتياجات المتغيّرة، يقود اتحاد ارباب الصناعة – فرع الشمال برنامجًا مبتكرًا للتأهيل المهني بهدف تزويد المشاركين بأدوات عملية في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تحويل الصناعة التقليدية إلى صناعة حديثة بمساعدة تقنيات الـAI.

ويشارك في هذا البرنامج صناعيين وأعضاء اتحاد الصناعة من مختلف المستويات لاكتساب معرفة مهنية تجمع بين الجانب النظري والتطبيق العملي في الصناعة. ومن بين المواضيع التي يتم طرحها وإتاحتها للصناعيين: الأتمتة وتحسين عمليات الإنتاج، التنبؤ والمراقبة الذكية لإدارة المخزون، الصيانة الوقائية، التحليلات المتقدمة لاتخاذ قرارات مبنية على البيانات، التسويق، الإدارة المالية، إدارة المشاريع والتشغيل. كما ويحصل المشاركون على أدوات تطبيقية تتيح لهم تنفيذ الحلول في مصانعهم ابتداءً من اليوم التالي مباشرة.

وتطرقت سالمون الى انخراط ارباب الصناعة من المجتمع العربي في هذه التأهيلات حيث قالت:"نحن نرى بداية اقبال لافت من قبل الصناعيين العرب للمشاركة في دورات التأهيل لاكتساب مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) واكتساب الخبرات منه، وهو ما يدل على انفتاح ورغبة حقيقية في أن يكونوا جزءًا من ثورة الابتكار. هم يدركون أن التكنولوجيا هي لغة مشتركة يمكنها أن تربط بين المجتمعات، وتفتح الأبواب أمام التعاونات التجارية، وترفع من مستواهم المهني والوظيفي، وتعزز مكانة المصانع التي يعملون بها في السوق المحلي والدولي".

وشددت سالمون مشيرة الى ان الذكاء الاصطناعي ليس المستقبل – بل هو الحاضر، وكل من لا يعتمد هذه الأدوات والمعرفة الآن قد يجد نفسه خارج اللعبة في وقت قصير. هذه الدورات التدريبية تمنح معرفة عملية، وإذا كان هناك وقت مناسب للانضمام – فهو الآن".

بدوره قال نائب مدير التشغيل وضمان الجودة في مصنع بوليميرطل اسعد غانم، هذا المصنع المتخصص في تصنيع قطع هجينة خفيفة الوزن تجمع بين المعادن والبوليمرات (البلاستيك) ان الفضول والرغبة في فهم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين العمليات داخل المصنع كان الدافع من وراء انضمامه لدورة اتحاد ارباب الصناعة التأهيلية في استخدام الذكاء الاصطناعي. أردت أن أتعرف على الأدوات والتقنيات الحديثة التي يمكن أن تساعد في تحليل البيانات، التنبؤ بالأعطال، وتحسين جودة الإنتاج بشكل ذكي ومبني على معطيات واقعية

وعن اهم المهارات التي قدمتها الدورة التأهيلية قال غانم في هذا السياق:" تعلمت أساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الصناعية، مثل تحليل البيانات. هذه المهارات تساعدني على رصد الاتجاهات، تقليل الأخطاء، وتحسين كفاءة خطوط الإنتاج وجودة المنتج النهائي، مع العلم انني بدأت فعلياُ بتطبيق بعض المفاهيم في تحليل بيانات الجودة داخل الشركة، مثل تحديد أسباب التكرار في العيوب باستخدام التحليل الإحصائي الذكي، وتجميع البيانات من الأقسام المختلفة بشكل آلي. كما استخدمت بعض أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد تقارير تساعد الإدارة على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات حقيقية".

ولخص غانم حديثه متوجها الى كافة العاملين في المجال الصناعي سواء تقنيين كانوا ام مهندسين مناشدا إياهم بالانضمام إلى مثل هذه الدورات، لأن الذكاء الاصطناعي لم يعد تكنولوجيا بعيدة عن الواقع الصناعي، بل أصبح أداة أساسية لتحسين الأداء وتطوير الذات. هذه المعرفة تفتح آفاقًا جديدة وتساعد على بناء مستقبل مهني أكثر تطورًا.

وتحدثت مدققة الحسابات في مصنع باسكال للتقنيات التكنولوجية أصالة إبراهيم، هذا المصنع الذي يعمل على انتاج مستلزمات دعم النمو الزراعي في الدفيئات، حيث قالت ان تعاملها اليومي مع كميات كبيرة من البيانات المالية والتقارير التي تحتاج إلى تحليل دقيق هو الذي دفعها الى الالتحاق بدورة الذكاء الاصطناعي التي نظمها اتحاد ارباب الصناعة لواء الشمال.

وقالت إبراهيم عن هذه الدورة ايضا:" سمعت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تسريع عمليات التحليل والكشف عن الأخطاء أو الأنماط غير المعتادة. لذلك، انضممت إلى الدورة بدافع تطوير مهاراتي وتعلم أدوات حديثة تسهل عملي وتزيد من دقته. تعلمت أساسيات تحليل البيانات بالإضافة الى معرفة الكثير من البرامج المخصصة لذلك وكيفية استعمالها. مؤخراً بدأت باستخدام التحليل التنبؤي لمراجعة بعض البيانات المالية، وتمكنت من إنشاء تقارير بوقت اقل وبصورة أفضل. رسالتي هي أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط للمبرمجين أو المتخصصين في التقنية. حتى في مجالات مثل المحاسبة والتدقيق، هناك فوائد حقيقية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا. الدورة كانت عبارة عن تجربة غنية، وأنصح أي شخص لديه رغبة في التعلم والتطور ألا يتردد. هذه المهارات أصبحت مطلوبة جدًا، وهي تفتح لك فرصًا أوسع داخل عملك وفي المستقبل أيضًا"