اهلا- اقتصاد عالمي واصل الذهب تألقه يوم الجمعة، متجاوزاً مستوى 4300 دولار للأوقية ليسجل أعلى سعر في تاريخه، ويتجه نحو أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من 17 عاماً. وجاء هذا الارتفاع القوي مدفوعاً بمزيج من القلق حيال سلامة البنوك الإقليمية الأميركية، وتصاعد التوترات التجارية العالمية، إلى جانب تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأميركية، ما عزز الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ استثماري آمن. وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8 في المائة ليصل إلى 4359.31 دولار للأوقية بحلول الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ مستوى قياسياً جديداً عند 4378.69 دولار في وقت سابق من الجلسة. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم كانون الأول بنسبة 1.6 في المائة إلى 4372.10 دولار. وخلال هذا الأسبوع، قفزت أسعار الذهب بنحو 8.6 في المائة، لتسجّل أفضل أداء أسبوعي منذ أيلول 2008، مع تحقيقها مستويات قياسية متتالية في كل جلسة تداول. أما الفضة الفورية فارتفعت بنسبة 0.1 في المائة إلى 54.26 دولار للأونصة، متجهة نحو مكاسب أسبوعية تبلغ 8 في المائة، بعدما لامست في وقت سابق أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 54.35 دولار، بدعم من صعود الذهب وعمليات تغطية مراكز البيع المكشوفة في السوق الفورية. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة “كيه سي إم ترايد”: “قد يشهد الذهب ارتفاعاً سريعاً نحو مستوى 4500 دولار للأوقية قريباً، لكن وتيرة الصعود ستعتمد إلى حد كبير على مدى استمرار المخاوف المرتبطة بالتجارة بين الولايات المتحدة والصين، وإمكانية إغلاق الحكومة الأميركية”. وفي سياق متصل، اتهمت الصين الولايات المتحدة بـ”إثارة الذعر” بشأن ضوابطها على صادرات المعادن النادرة، ورفضت مطالب واشنطن بالتراجع عن القيود المفروضة، في مؤشر على تفاقم التوتر التجاري بين الجانبين. من جهة أخرى، أعرب كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي “الاحتياطي الفيدرالي” الأميركي، عن دعمه لخفض إضافي في أسعار الفائدة، مشيراً إلى مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ سوق العمل. ويتوقع المستثمرون أن يخفض “الاحتياطي الفيدرالي” سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في 29 و30 تشرين الأول، على أن يتبعه خفض آخر في كانون الأول. وفي الأسواق الأميركية، أنهت “وول ستريت” جلسة الخميس على انخفاض، بعدما زادت مؤشرات ضعف البنوك الإقليمية من قلق المستثمرين الذين يواجهون أصلاً توترات متزايدة بين واشنطن وبكين. وأضاف ووترر: “تفاقم المخاوف الائتمانية في البنوك الإقليمية الأميركية منح المتداولين مبرراً إضافياً لزيادة مشتريات الذهب”. وسجّل الذهب، وهو أصل خالٍ من العائد، قفزة تتجاوز 65 في المائة منذ مطلع العام، مدفوعاً بعوامل عدة أبرزها: التوترات الجيوسياسية، وتوقعات خفض الفائدة الجريئة، وعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية، وسياسات إلغاء الدولرة، إلى جانب التدفقات القوية نحو صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب. وعلى الصعيد الجيوسياسي، اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس على عقد قمة جديدة بشأن الحرب في أوكرانيا، بينما واصلت الدول الغربية الضغط على موسكو عبر فرض عقوبات جديدة، إذ أعلنت بريطانيا عن إجراءات ضد شركات نفط روسية كبرى. وفي المعادن الأخرى، تراجع البلاتين بنسبة 0.7 في المائة إلى 1699.45 دولار، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.2 في المائة إلى 1611.24 دولار، غير أن المعدنين يتجهان أيضاً نحو تحقيق مكاسب أسبوعية.