اهلا

لكي نحدد أهم السيناريوهات الاستشرافية بعد هدنة غزة، علينا تحديد اللاعبين المركزيين في التأثير على المسارات، وما هي قدرة كل طرف في المحصله العامه.
لا شك ان اللاعب الامريكي هو الاقوى ، وازداد وزنه النوعي بعد حرب غزة، اما اللاعب الاسرائيلي فقد ضعف أمام الامريكي لكنه يحاول استعادة تموضوعه أمام اللاعبين العرب والمسلمين، أما اللاعب الثالث الاساسي فهو الاقليمي والمتمثل في الوسطاء، مصر، قطر وتركيا، حيث ارتفع دوره كثيرا أمام الامريكي خاصة.
السيناريو الاسرائيلي:
1. الانتخابات الاسرائيليه المقبله، سواء كانت بموعدها أو قبل ذلك ستكون الهاجس الاكبر لنتنياهو واليمين الخشن.
2. اجندة نتنياهو الانتخابية ستعتمد على منع قيام دوله فلسطينية وعلى التوحش الاستيطاني والمسلكي في الضفة الغربية المحتله.
3. التلاعب باكمال المفاوضات وعدم الرغبة بمفاوضات سريعه ومكثفة للمراحل القادمة-
السيناريو الامريكي:
1. الانتخابات النصفية الامريكية ستكون الهاجس الاكبر لترامب.
2. مشروع امريكا في ملف غزة هو ضمان وصاية على قطاع غزة استثمارا عقاريا، ومنع التقدم لحل سياسي للقضية الفلسطينية.
3. الاحتفاظ بمصالحها الاقليمية والدولية مع قطر وتركيا وعدم تجاهل مصر والسعودية.
سيتاريو الوسطاء:
مصر: تسعى لاعادة فتح قناة السويس والبحر الاحمر. منع التهجير فتح معبر رفح وحل الدولتين من خلال اعادة دور للسلطة الفلسطينية بالتعاون الكامل مع العربية السعودية والخليج والاردن.
قطر: تسعى لتعميق التعاون الاستراتيجي والامني مع امريكا، تريد دورا باعادة اعمار غزة، لا تريد حماس منتهية ولا تريدها ايضا قوية.
تركيا: تسعى لتعزيز دورها في ملف غزة بمجالين، اعاده الاعمار ونشر وتدريب قوات الامن الداخلية، ومن خلال ذلك ربط ملف غزة بالملف السوري لاحراز مكاسب هناك .
اذا كان هذا التشخيص صحيحا( دون اغفال لاعبين ثانويين او دوليين)، فان المنطقة ذاهبة لترسم مزيجا من المسارات التالية:
1. لا عودة لحرب الابادة الخشنه كما شهدناها بالعامين الماضيين خلال العام 2026, خاصة وان مراكز القرار للعودة للحرب بيد الولايات المتحدة، اسرائيل منشغله بالانتخابات واستطلاعات الرأي، وامريكا لاسباب عديدة ، داخلية وخارجية، غير معنية بالعودة للحرب الواسعة، خاصة مع قرب الانتخابات النصفية.
2. بالمقابل، لن تشهد المنطقة تقدما جديا لحلول او تسويات سياسية لحل الدولتين، على الاقل ليس قبل الانتخابات الاسرائيلية. لذا لن نشهد تسريعا في الذهاب قدما نحو تسوية سياسية في الشأن الفلسطيني.
3. ستشهد المنطقةحالة من المناكفة المتوتره بين مصالح اطراف اللاعبين حتى نهاية ٢٠٢٦. الأمر الذي سيجعل المنطقة على صفيح ساخن.
4. ستحاول اسرائيل استنساخ السيناريو اللبناني في قطاع غزه، بشن الاعتداءات والاغتيالات، وبطرح ذريعة " سلاح حماس".
5. الخطر الاكبر سيكون في 2026, استهداف الضفه الغربية، جغرافيا وديموغرافيا، وستكون الجبهة الاكثر سخونة حتى انتهاء الانتخابات الاسرائيلية.
السؤال الكبير، هل من مسارات دولية او اقليمية من شأنها التأثير سلبا أم ايجابا على هذه المسارات؟؟
برأيي، أنه ثمة ٣ تطورات علينا مراقبتها في الاشهر القادمة: الاول، متعلق في الملفات الدوليه مثل اكرانيا ، تايوان ، ايران وفنزويلا. والثاني، كيف تتطور الامور في الملفين السوري واللبناني وكيف يؤثر ذلك على دور اللاعب التركي. أما الثالث والاهم، كيف سيرسم المشهد الفلسطيني الداخلي ، سياسيا وحوكمة ووحدة، لانه سيشكل العامل الاكبر لاجهاض استراتيجيتين، استراتيجية الوصايه الامريكيه، وللإستراتيجية الاسرائيلية بضم الضفة الغربية.