















اهلا رسالتي من روما إلى أبنائي وبناتي المسيحيّين والمسلمين واليهود في الأرض المقدسة
أحبّتي في هذه الأرض التي اختارها الله مسكنًا لكلمته،
أتوجه إليكم اليوم، ليس ككاهن فقط، بل كأخٍ وابن لكم، أشعر بكم، بأوجاعكم، بقلقكم، وأُصلّي معكم ومن أجلكم.
إنّ وطننا يعيش أيّامًا حرجة بسبب ما آلت إليها هذه الحرب الشرسة التي لا تُفرق بين البشر والحجر، ويكاد الخوف يسرق منّا نعمة الرجاء، أصوات القصف تهزّ الجدران؛ لكن الأهم أن لا تهزّ إيماننا، ولنتذكّر أنّ الربّ ما زال يهمس لكلٍّ منا: “تشجّع، لا تخف، أنا معك”
نعم، هو معنا جميعًا، دون تمييز بين دين وآخر أو طائفة وأخرى.
أكتب إليكم، لأذكّر نفسي وإيّاكم بما قد ننساه حين تشتدّ بنا العواصف: أنّ الإنسان أعظم من الحرب، وأن المحبّة أقوى من الكراهيّة، وأننا خُلقنا لنكون نورًا في الظلمة، لا وقودًا لها.
دعونا ألّا نسمح للحرب أن تُشوّه إنسانيّتنا، دعونا أن نُحبّ أكثر، أن نرحم أكثر، وأن نصبر أكثر. لأنّنا نؤمن بأنّ كل دعوة إلى الخير صغيرة كانت أم كبيرة، فهي انتصار على الحرب.
لنُصلِّ معًا من أجل شفاء القلوب، وعودة السلام، وولادة فجر جديد فيه يعش الإنسان بالكرامة التي أرادها له الله، متضرّعين إلى الرب الإله أن يفيض نوره في قلوب حكّام هذا العالم، فيقودهم إلى بناء المجتمعات لا هدمها، وإلى مدّ الجسور لا إلى تشييد الأسوار.
ليكن سلام الله معكم أجمعين
الخوري مكاريوس جريس