اهلا- حسناء ابوحرفوش-لبنان ما الذي يحصل في سوريا وماذا عن التداعيات؟ مركز حاسم واستهدف هجوم المتمردين المناطق المحيطة بحلب وسجل تقدم نحو ضواحيها. وإذا نجح المتمردون في تحقيق اختراق، فقد يضع ذلك حداً لسيطرة الأسد على البلد الذي ضربته الأزمات وحرب حضرية مكثفة. علاقات معقدة ووصف القائد العسكري المتمرد، المقدم حسن عبد الغني في بيان مصور العملية بـ “الضرورة الدفاعية”. وقال وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” إن هذه العملية ليست خياراً، بل “التزام بالدفاع عن شعبنا وأراضيه”. وأضاف عبد الغني: “لقد بات واضحاً للجميع أن ميليشيات النظام وحلفائها، بما في ذلك المرتزقة الايرانية، أعلنوا حرباً مفتوحة على الشعب السوري”. وتشمل الأهداف الفورية للمتمردين إيقاف الغارات الجوية في المناطق المدنية واستعادة الأراضي وقطع طرق الإمداد الحرجة للقوات الحكومية. وسجل هؤلاء تقدماً سريعاً، بحيث تم الاستيلاء على العديد من القرى وتبادل الطرق السريعة الاستراتيجية والقواعد العسكرية في مقاطعة حلب. الديناميات الاقليمية ويأتي توقيت هذا الهجوم في وقت تشارك فيه إيران ووكلاؤها، بما في ذلك “حماس” و”حزب الله”، في حروب في غزة ولبنان. بالاضافة إلى ذلك، يحد تركيز روسيا على حربها في أوكرانيا من قدرتها على توفير تعزيزات كبيرة في سوريا. أما تركيا، فلاعب رئيسي في سوريا، وهي تدعم بعض الفصائل المتمردة المشاركة في الهجوم. كما تواصل إسرائيل غاراتها الجوية على أهدافها المرتبطة بإيران داخل سوريا. ويخلق ذلك مزيجاً متقلباً من الصراعات المتداخلة. ويهدد تجدد القتال بعواقب وخيمة على المدنيين السوريين، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وتقدر لجنة الإنقاذ الدولية تهجير نحو 7 آلاف أسرة مؤخراً. وتجدر الاشارة إلى أن شمال غرب سوريا موطن لحوالي 4 ملايين شخص، معظمهم تعرض للتهجير عدة مرات أثناء الحرب. ويعيش كثيرون في معسكرات مكتظة مع محدودية الوصول إلى الطعام والماء والرعاية الطبية. وتهدد عودة العنف بتفاقم هذه الظروف وبموجة جديدة من النزوح الجماعي. وفي حين أن نظام الأسد يسيطر على حوالي 70% من الأراضي السورية، تتوقف هذه السيطرة بنسبة كبيرة على دعم حلفاء خارجيين مثل روسيا وإيران. كما أن المخاطر الهجومية تهدد بإعادة إشعال صراعات أوسع داخل سوريا من خلال الخلايا النائمة للجماعات المتطرفة التي قد تستغل ضعف النظام لاعادة تجميع صفوفها وتوسيع أنشطتها.
في ظل التوترات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، عاد الملف السوري إلى صدارة العناوين مع تحرك “هيئة تحرير الشام”. ووفقاً لقراءة غربية، “في أول تحد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ سنوات، أطلق المتمردون السوريون هجوماً كبيراً على حلب. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يترك آثاراً إضافية على الاستقرار في الشرق الأوسط. فلماذا تهم حلب وما هي رمزيتها؟
تقع مدينة حلب، على بعد حوالي 350 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق، وشكلت ساحة معركة حاسمة في الحرب الأهلية السورية. كما كانت تعد قبل الحرب التي عصفت بسوريا، واحدة من أكبر المدن، وموطناً لـ 2.3 مليون شخص. وفي العام 2012، استولت قوات المتمردين على النصف الشرقي من حلب، ما حوّلها الى معقل للتمرد ضد الأسد. ومع ذلك، انقلبت الموازين في العام 2016 عندما استعادت القوات الحكومية السورية، مدعومة بحملة جوية روسية، المدينة بصورة عنيفة. وحمل حصار حلب رمزية كبيرة، بحيث تميز بتفجيرات عشوائية وتكتيكات التجويع وعمليات نزوح هائلة. وعزز الأسد من خلال استعادة حلب، قبضته على الأراضي الرئيسية، مستفيداً من الدعم الروسي والايراني.
وتقود “هيئة تحرير الشام” هذه التحركات ولكن انضمت إليها العديد من الفصائل المدعومة من تركيا، والتي تعمل تحت مظلة ما يعرف باسم “الجيش الوطني السوري”. ولطالما ربطت هذه المجموعات علاقات معقدة، وهي غالباً ما تقتتل في ما بينها على الرغم من معارضتها المشتركة للأسد.
وسائل الاعلام الحكومية السورية أبلغت عن “مقاومة شرسة”. وأطلق الجيش السوري، معززاً بالدعم الجوي الروسي، غارات جوية مكثفة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بما في ذلك إدلب، ما تسبب في الخسائر المدنية وعشرات الوفيات. وطال الهجوم أيضاً عنصراً من الحرس الثوري في إيران.