اهلا
رغم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الإسرائيلية على لبنان، والردّ عليها، فهي لم تتوقف تماما فعليا، إذ تواصل إطلاق الرصاص واحيانا القذائف على بلدات لبنانية وعلى مواطنين لبنانيين، بحجة خرق بنود الاتفاق او الاقتراب من مواقع ما زالت قوات لجيش الاحتلال متواجدة فيها.
ومن الملاحظ ان هذا السلوك الإسرائيلي لا يفاجئ كثيرين، ولا يحتل عناوين، أولا بسبب الثقة المحدودة في الاتفاق نفسه، وثانيًا والأهم، التشكيك في النوايا الإسرائيلية (والأمريكية!) بشأن الالتزام به، لا بل ما قد يُخطّط خلفه. فمثلا، يستصعب المجرّبون المتمرّسون عدم رؤية التزامن بين تهديدات بنيامين نتنياهو للرئيس السوري، وبين عمليات الاجتياح التي تقوم بها عصابات مرتزقة إرهابية في محيط حلب السورية.
أصلا، ففور إعلان الاتفاق صرّح العديد من الوزراء بأنه ليس اتفاق وقف إطلاق نار حقيقيًا، لا بل هو بمثابة الترتيب المؤقت ريثما تستعاد الظروف الملائمة لاستكمال العدوان. فالنهج الحربي التوسعي الذي ينظر إلى شعوب المنطقة من فوهات البنادق، هو الطاغي. عقلية البطش والعنف والغطرسة الحقيرة هي عصب سياسة هذه الحكومة، وحتى بعض المعارضة.
في جميع الأحوال هذا اتفاق مهم لوقف الاعتداءات الوحشية على اللبنانيين وكذلك لوقف الردود الصاروخية عليها التي طالت وهددت مواطنين في شتى القرى والبلدات والمدن، في الشمال خصوصًا، لكنه ليس اتفاقًا يضمن الأمن ولا يمنع خطر إعادة اشتعال ألسنة لهيب الحرب مجددًا، وربما حتى قريبًا للأسف. فما يمكن أن يضمن هذا هو التخلي الإسرائيلي التام عن نهج الحرب والنهب والذهاب في المسار المعاكس تماما، سعيا لتحقيق سلم حقيقي وأمنٍ مستقرّ وعدلٍ سيظلّ نسبيًا مهما صار!