اهلا-زياد عيتاني-بيروت اليوم التالي لحرب الاسناد في لبنان على وقع مراسم التسليم والتسلم لمصباح “ديوجين” في البيت الأبيض بين جو بايدن ودونالد ترامب، وقد سار به الأول في عز نهار مجازر غزة والضاحية الجنوبية لبيروت، فيما الثاني يعد بالمزيد من المفاجاَت منها ضرورة تمدد جغرافيا الاحتلال وقد ضاقت بقطعان المستوطنين. تباين الموقف السياسي اللبناني المنقسم عمودياً بين سقف وقف إطلاق النار حيث باتت الخسائر في المشادة العنيفة تقتصر على معادلة التجريب في الساحة اللبنانية بين التدمير والمطاردة ومتابعة سيناريوهات “أدرعي” على منصة “إكس” وتحذيراته الخبيثة في تحديد الأهداف وتسيير حركة التهجير والنزوح، وآخر تتزعمه “القوات اللبنانية” يدفع بالمزيد من الضغوط لارغام “حزب الله” على التطبيق الشامل للقرارات الدولية وأبرزها 1701 _ 1559، والتي ضربت بها تل أبيب أولاً وأساساً عرض الحائط جملة وتفصيلاً. هذا التباين الحاد تبني عليه إسرائيل في اليوم التالي للحرب في تحويل ما تبقى من قدرات ل “حزب الله” من اشتباك مع اسرائيل إلى اشتباك لبناني لبناني بسيناريوهات متعددة. الثنائي الشيعي كعادته سيحتفل بالنصر والصمود الأسطوري فيما الخصوم سيكررون اتهاماتهم ل “حزب الله” بتدمير لبنان. سيحاول “حزب الله” التلاعب ببنود اتفاق وقف إطلاق النار تماماً كما فعل عقب اتخاذ القرار الأممي 1701. بما يمكن سرديته المقاومة من الاستمرار فهل تحول ضوابط الاتفاق الجديد وشروطه بضمانة المراقبة الأميركية الصارمة دون ذلك وهل سيتملص الرئيس نبيه بري من تعبيد طريق انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي يعود الجدل القديم حول تطبيق مندرجات اتفاق الطائف أكثر تعقيداَ أم سيعيد “حزب الله” قراءته النقدية وفقاً لدروس حرب الاسناد ويتحول فعلاً إلى حزب سياسي ليس إلا، بما يفضي إلى إعادة الاعتبار لإتفاق بعبدا المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية بغض النظر عن استمرار الإعلان عن التمسك بثلاثية “الجيش الشعب المقاومة” كجملة اعتراضية تفاوضية مستقبلية عندما يحين توزيع الأدوار والأحجام السياسية الداخلية، حيث يعتقد البعض بانتهاء دور “حزب الله” الإقليمي بمجرد موافقته على فصل حرب الاسناد مع غزة؟ تبدو الأسئلة كثيرة وداهمة في المرحلة المقبلة على مستوى الداخل اللبناني ليس أقلها حول إعادة الأعمار من ومتى وكيف، والنقاش حول كيفية رسم السياستين الدفاعية والخارجية ربما التحول الأكثر تأثيراً في غياب السيد نصر الله وترسانة التأسيس السياسية والأمنية وتراخي قبضة “حزب الله” ستكون على مساحة المشهد الشيعي اللبناني، فماذا هو فاعل الأسد الجريح؟
يتواتر الحديث عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار “هدنة” لمدة 60 يوماً أختبار أولي للنوايا والتطبيقات بين لبنان والعدو الاسرائيلي ما لم تحدث مفاجأة بنيامين نتنياهو التقليدية في تعطيل الاتفاقات في اللحظات الأخيرة ما ينذر بتوسيع مروحة الاستهدافات لتطال أصول الدولة اللبنانية نفسها.