اهلا في مثل هذا اليوم (٧ تشرين الأوّل)، غادرنا الأخ الأكبر والشاعر الكبير حسين مهنّا (١٩٤٥ - ٢٠٢٣). طيّب الله ثراه الجليل وأبقى إرثه الأدبي الأصيل إلى أمد طويل. 🙏
♡
بِحَضْرَةِ شاعِرٍ فَقَدَتْهُ عَيْنُ،
لِسانِي لَيْسَ يُسْعِفُ يا حُسَيْنُ.
بِدَمْعِ العَيْنِ أَكْتُبُ ما بِقَلْبِي،
بُطَيْنُ القَلْبِ يَسْمَعَهُ الأُذَيْنُ:
حُسَيْنٌ أَنْتَ شاعِرُنا المُهَنَّا،
مُعَلِّمُنا وَمُرْشِدُنا الأَمِينُ.
وَفِعْلُ الخَيْرِ يَعْرِفُكُمْ وَأَنْتُمْ،
لِهٰذا الفِعْلِ يا أَبَتاهُ عَيْنُ.
لَجِذْعٌ أَنْتَ تَعْرِفُكَ القَوافِي،
وَدُونَكَ فِي القَرِيضِ أَنا غُصَيْنُ.
يُلَعْثِمُني الكَلامُ. يَقُولُ صَمْتِي:
كَلامِي فِي غِيابِكَ لا يُعِينُ.
مَضَى عامٌ وَأَعْوامٌ سَتَمْضِي،
إِلَى ما كُنْتَ يَأْخُذُنِي الحَنِينُ.
لَكُمْ فِي الشِّعْرِ مِنْ ذَهَبٍ بُيُوتٌ،
يُزَيِّنُها الزُّمُرُّدُ وَاللُّجَيْنُ.
وَفِي نَثْرِ الحَياةِ لَكُمْ طَرِيقٌ،
لَعَمْرِي باتَ يَعْرِفُهُ حُنَيْنُ.
رَحِيلُكَ مُؤْلِمٌ وَأَراكَ حَيًّا،
بِذاكِرَتِي الكَلِيمَةِ أَسْتَعِينُ.
قُبَيْلَ المَوْتِ عَلَّمَنا حُسَيْنٌ،
بِأَنَّ حَياتَنا سَلَفٌ وَدَيْنُ.
كَرِيمًا كانَ سَلَّفَنا كَثِيرًا،
بِأَفْضالٍ لَهُ أَبْدًا نُدِينُ.
عَنِ الأَحْبابِ قَدْ رَحَلَ المُرَبِّي،
وَعَنْ عَيْنِ البُقَيْعَةِ غابَ عَيْنُ.
مِنَ الأَعْيانِ خالٌ فَوْقَ خَدٍّ،
عَلَى خُلُقٍ وَفِي الأَخْلاقِ زَيْنُ.
وَبَعْدَ المَوْتِ حاجِبُنا يُغَنِّي:
حُسَيْنُ العَيْنُ لا تَعْلُوهُ عَيْنُ.
♡
تركي عامر، تشرين الأوّل ٢٠٢٤