
















اهلا مركز تقدم للسياسات
سيكون من الصعوبة بمكان ان يتهرب نتنياهو من استحقاقات الصفقة في اعقاب دلالات البيان الثلاثي الامريكي المصري القطري بصدد الصفقة، والتحول الى لهجة التحذير من عدم ابرامها. بينما لن يكون من المفاجيء ان يرفض نتنياهو الصفقة مرة اخرى وبذرائع شتى من ابتكاره.
قد يضطر واحد او اكثر من قادة الاذرع الامنية والمفاوضين الاسرائيليين الى الاستقالة والتصريح الى الجمهور الواسع بصدد تعويق نتنياهو شخصيا للصفقة، اذ بات في وضع سيطرة عسكرية تلائم كل الخيارات والضمانات لاسرائيل وفقا للجيش والشاباك والموساد.
في النظرة الاسرائيلية الامنية ووفقا للتقديرات " فإن السنوار اكثر ليونة من هنية في ادارة المفاوضات، كما انه بات شبه وحيد بعد تصفية معظم قادته السياسيين والعسكريين".
تشهد الايام الاخيرة وكلما اقتربت من لقاء اطراف التفاوض نحو نهاية الاسبوع، تصعيدا اسرائيليا فتاكا في قطاع غزة، في حين ان كل الانظار تتجه نحو الجبهة الشمالية والرد الايراني المحتمل وهي ما تجد فيه اسرائيل فرصة لتكثيف عملياتها الابادية على شاكل مجزرة مدرسة ومصلى "التابعين".
كما تقوم اسرائيل بتكثيف استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي الحربية الفتاكة، وتوسيع استخدام برمجة "لافندور" من تطوير الوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية المترافقة مع توجيه ما يطلق القنابل الغبية والتي احدثت مجزرة التابعين، بناء على تشخيص السكان واستهداف شمولي لهم. الا ان رد الفعل الدولي لم يردع اسرائيل بل انه كما لو اعتاد على هذه الابادة المستدامة بوتيرة ثابتة، وهو ما ترى به الحكومة والجيش "تصريحا بالقتل" وبأن هذه المجازر هي الطريقة المثلى للضغط على حماس.
المتغير الجديد في الحالة الراهنة هو المتغير اللبناني من جهة حزب الله واحتمالية رد ايراني. فمن ناحية تنتهج اسرائيل سياسة تدفيع الثمن الباهظ للبنان كدولة ومجتمع، وذلك كي يضغطوا بدورهم على حزب الله وفقا لاسرائيل، ثم تأتي الدعوات اللبنانية والعربية بالتروي والتريث بهدف اعطاء فرصة لجولة المفاوضات التي تبدو محاولة اخيرة لابرام الصفقة وعلى اساسها لتبريد الجبهات.
من مداولات الحكومة يبدو نتنياهو اكثر ترددا من غالنت والجيش في الدخول في حرب شاملة مع حزب الله، وهي الجبهة التي يوجد اجماع بأنها الأكثر خطورة في اسرائيل وعليها. هذه الحالة من القلق والترقب باتت مستنزفة جدا لاسرائيل، كما ان معادلة الردع المتبادل لا تزال على حالها جوهريا، الا اذا كانت فرصة اسرائيلية لتوريط الولايات المتحدة في حرب اقليمية ذات ابعاد دولية مباشرة عسكريا وأمنيا واقتصاديا، ستلقي بظلالها على الانتخابات الامريكية.
هذا الوقع وفي حال اصرار ادارة بايدن على عدم الدخول في حرب من شأنه ان يدفع حكومة نتنياهو الى التعقل الاضطراري والمضي في خيار تبريد الجبهات من خلال الصفقة ووقف اطلاق النار المستدام في غزة.
للخلاصة:
• الاضطراب الاقليمي واحتمالية الحرب تجعلان امكانية ابرام الصفقة ممكنة كتهدئة استباقية، وفي حال كانت وجهة اسرائيل نحو الحرب على الحدود الشمالية بكل تداعياتها، تكون الهدئة والصفقة بعيدتين عن اولويات اسرائيل.
• التقدير بأن احتمالية تهدئة الجبهات باتت اكبر مع المتغير اللبناني اعلاه، وهذا لا ينفي احتمالية حسم القرار اسرائيليا لصالح الحرب في ايام عصيبة