اهلا- زياد عيتاني-بيروت هل يلقى مطار رفيق الحريري الدولي مصير مرفأ بيروت؟ ووفقاً للتقرير فان المخزون في المطار يشمل: قذائف مدفعية غير موجهة من انتاج إيراني، صواريخ فتح-110 قصيرة المدى، صواريخ باليستية متنقلة وصواريخ M-600 مع مدى يزيد عن 150 حتى 200 كيلومتر، صواريخ كورنيت AT-14 Kornet، صواريخ موجهة ضد المدرعات الموجهة بالليزر (ATGM)، كميات ضخمة من الصواريخ الباليستية “بركان” قصيرة المدى ومواد متفجرة RDX، غبار أبيض سام يُعرف أيضاً باسم Cyclone أو Hexagon. وكانت معلومات كشفت في تشرين الثاني الماضي عن وصول صناديق كبيرة بصورة غير معتادة على رحلة مباشرة من إيران. وقال مصدر أمني في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) لصحيفة “ديلي تليغراف”: “كنا على علم بهذا لسنوات، لكننا غير قادرين على فعل أي شيء من دون اتخاذ إجراءات قانونية دولية. نحن مقيدو اليدين في فعل ما نرغب فيه حقاً، وهو إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات”. وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عبر تسريبات إعلامية عن إستخدام “حزب الله” مطار رفيق الحريري الدولي لنقل السلاح وتخزينه. فسبق أن توعدت لبنان بإعادته الى “العصر الحجري”، وفي جعبتها لائحة لسلسلة أهداف تتمنّى أن تقصفها لتنفّذ غايتها المنشودة وقد يكون أبرزها المطار، وهو الوحيد في الجمهوريّة اللبنانيّة، والذي إن تعطّل، قد يعزل شعباً بأكمله عن العالم أجمع ويعطّل حركة النقل والتجارة، وهو ما تعرفه جيّداً إسرائيل ولذلك تعتبره هدفاً ذهبياً في بنك أهدافها. وفي هذا السياق، نشر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي عام 2018 تقريراً مدعوماً بمقاطع فيديو وصور قال إنها التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية الاسرائيلية، تُظهر، حسب ادعائه، مواقع عسكرية تابعة لـ “حزب الله” في قلب العاصمة اللبنانية، وعدداً من أحيائها، وبمحاذاة مطار رفيق الحريري الدولي. وأعلن أن “حزب الله” يحاول في السنة الأخيرة إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ أرض-أرض إلى صواريخ دقيقة في حي الأوزاعي، المجاور للمطار، معتبراً أن قادة التنظيم اتخذوا قراراً بتحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتعاملون معه منذ فترة إلى المنطقة المدنية في قلب مدينة بيروت. وأشار التقرير الاسرائيلي إلى قائمة تضم 3 مواقع كهذه، هي: موقع داخل ملعب كرة القدم التابع لفريق العهد، المؤيد لـ “حزب الله”، وموقع مجاور للمطار، وموقع في المرسى في قلب حي سكني، وبجوار مبانٍ مدنية تقع على بعد 500 متر فقط من مدرج الهبوط في المطار. وكانت إسرائيل هددت في العام 2022 بقصف مطار بيروت، بزعم استخدامه في تهريب أسلحة من إيران إلى “حزب الله”. وقال الاعلام الاسرائيلي، إن إيران تحاول استخدام ممر تهريب جديد عبر بيروت بعد فشل ممر دمشق، مضيفاً أن تل أبيب تتحرى عن محاولة طهران تهريب أسلحة من خلال رحلات مدنية إلى مطار بيروت. وبحسب مسؤول أمني رفيع المستوى حينذاك استند إليه التقرير، فإنّ إيران تحاول، بعد “النجاح الاسرائيلي، إيجاد مسار جديد، ونقل وسائل تكنولوجية متطورة عبر رحلات جوية مباشرة، وذلك انطلاقاً من التقديرات الايرانية بأنّ إسرائيل ستمتنع عن استهداف مطار بيروت الدولي، إذ امتنعت دولة الاحتلال عن استهدافه تحسباً لتصعيد عسكري من حزب الله”. إستهداف العدو الاسرائيلي لمطار رفيق الحريري الدولي، أو التهديد بقصفه، دائم ومستمر منذ زمن بعيد، مع تلفيق المبررات في كل مرة. المرة الأولى التي إعتدت فيها إسرائيل على المطار، كانت مساء 28 كانون الأول 1968، عندما قصفته طائراتها ودمّرت 13 طائرة مدنيّة وطائرة شحن تابعة جميعها لشركة “طيران الشرق الأوسط”. وفي العام 1976 قصفت المطار أيضاً وضربت حركة الملاحة فيه، وتكرّر القصف في العام 1982 خلال الاجتياح الاسرائيلي. أما آخر استهداف للمطار فقد حصل في حرب تمّوز 2006، حين قصفت إسرائيل مدارجه وخزّانات الوقود فيه. وعلى الرغم من نفي وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية و”حزب الله” الخبر المنشور في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن التصعيد المتزايد على جبهة الجنوب كماً ونوعاً ومساحة، وفي ظل التهديدات المتبادلة بين اسرائيل والحزب، وبعدما نشر الأخير ما تمكنت المسيرة “هدهد” من رصده ومسحه داخل الكيان الصهيوني من منشآت حيوية، باتت ضمن “بنك” أهدافه، كل ذلك يزيد المخاوف من أن يتحول مطار رفيق الحريري الدولي إلى هدف عسكري مركزي لدى العدو الاسرائيلي، فهل يلقى مصير مرفأ بيروت نفسه؟
كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الخميس أن تل أبيب تشتبه في محاولة إيرانية جديدة لتهريب أسلحة عبر مطار رفيق الحريري الدولي بالاستعانة بشركة “معراج” (شركة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري، وأول رحلة لها إلى مطار بيروت كانت في 14 تشرين الثاني من العام 2022). وأوضحت أن التقرير الذي بثته “القناة 12” التلفزيونية الاسرائيلية أفاد بأن تل أبيب تتحرى عن محاولة طهران إنشاء ممر لتهريب الأسلحة في رحلات مدنية على طائرات الشركة إلى بيروت. كما أشارت إلى أن التفكير في طريق التهريب الجديد المحتمل جاء نتيجة إحباط إسرائيل محاولات نقل الأسلحة الايرانية عبر العاصمة السورية دمشق، وأنها هددت بشن ضربات على مطار بيروت لإحباط توصيل شحنات الأسلحة على غرار ما فعلته من قبل في دمشق.