اهلا- فوزي حنا

كبّارة مغارة وقرية وعيون ومستنقعات، ومصدر الاسم كما يقول مصطفى مراد الدّبّاغ، من (كوبري) التركيّة بمعنى جسر، ذلك لوجود جسر فوق وادي الزّرقاء أو التّمساح المجاور، امّا المصادر الإسرائيليّة فتتارجح بين ثلاثة اصول، هذا الذي اتى به الدّبّاغ أو نبات القبّار أو من الكبّارة بمعنى تون الكلس.
والقرية العربيّة التي حملت هذا الاسم كانت صغيرة عُرف اهلها بعرب الكبّاره، وكانوا يعيشون على الزّراعة وتربية المواشي، وبلغ عددهم عشيّة نكبتهم في نيسان 1948 نحو 140 مواطنًا.
في ظهر القرية وفي سفح صخري توجد مغارة كارستيّة سكنها الإنسان الحجري، وإليه تنسب الحضارة الكبّاريّة كما يقول المؤرّخ الفلسطيني الدكتور معاوية إبراهيم في الموسوعة الفلسطينيّة (ج 2).
ويقول الدكتور ابراهيم إن المغارة شهدت فترة الانتقال من الصّيد إلى الزراعة وإنتاج الطّعام أي من التجوال إلى الاستقرار ، وهذا بناءً على ما وجده الآثاريّون من أدوات تصنيع الطّعام.
بدأت التنقيبات سنة 1931 بإشراف الپروفسور البريطاني ترڤيل پيتر، وبعده سنة 1950 بإشراف الدكتور الإسرائيلي موشيه شتوكليس.
وكشفت هذه التنقيبات عدّة طبقات وتحوي أدوات حجريّة مختلفة الاحجام ودقّة الصّنع ممّا يدل على التّطوّر خلال ذلك الزمن الذي كان قبل عشرات آلاف السنين.
ففي الطبقات العليا المتأخّرة وجدوا أدوات أصغر حجمًا سُمّيَت (ميكروليت) أي الحجارة الصّغيرة، وهذه هي الحضارة الكبّاريّة المذكور سابقًا.
بينما اكتشفت في الطبقات التي تحتها (الأقدم) على أدوات أكبر حجمًا واقلّ دقّة.
وفي الطبقات السفلى وجدوا جمجمة إنسان بالغ وهيكل طفل.
في العام 1983 استأنفت الحفر بعثة فرنسيّة إسرائيليّة، والتي استخدمت تكنولوجيات جديدة، فوجدت اثنتي عشرة طبقة مختلفة الالوان والسُّمك والمواد التي تكوّنها، ووجدوا عظام حيوانات كانت تعيش في المنطقة، وفي أسفل المغارة وجدوا هيكلًا لإنسان نيأندتالي (جاء الاسم من منطقة نياندرتال الالمانيّة) يعود إلى 60000 عام أي الحجري المتوسّط، ومن فحص هذا الهيكل عرفوا كيف كان يمشي ويتكلّم.
تعيش في المغارة اليوم مجموعة من الخفافيش آكلة الفواكه، والدّخول إليها غير متيسّر.