
















اهلا انها رائحة بيت اجدادي - رياض هبرات-كفركنا
وانا من عشاق الجاعونة ,ومن يتجوّل بقرية الجاعونة المهجرة لا بد لعيناه ان تدمعا, بيوت اجدادي بين الماضي والحاضر ,بيوت قد تم البدء بترميمها وبمحافظة متناهية على فن فلسطينيتها المعماري وذلك على ايدي مقاول اجنبي من خارج البلاد يظهر بانه قد درس معالم البيت والحجر الفلسطيني.... بيوت متلاصقة من الحجر الجميل، ومن ثم يضيفون الحجارة المزخرفة السميكة عليها ويبنون الطبقات فوقها مستخدمين فن العمارة الإسلامية الذي يشتهر بالأقواس لتدعيم الأبواب والشبابيك المزينة بالزجاج الملون "الفسيفسائي"
اسلوب بناء معماري رائع وبطرق تخدم الحياة اليومية للسكان، فالمنزل يتكون من غرفة للنوم وأخرى لأغراض الطهي كالمطبخ، ولكنها تختلف عن التصاميم الحديثة بأنها تحتوي فقط على فتحات عدة في الجدران تحتوي كل منها على خطّاف حديدي لتخزين اللحوم لحمايتها من التلف وبعض الخطاطيف الاخرى لتعليق الاطباق...
أما المنافع الصحية "الحمامات" فتقع خارج المنزل ، وبالطبع فإن كل منزل يتبع له بئر مياه يتم بناؤه داخل الساحة الخارجية له، ومن خلال قنوات مياه شيدت على الطريقة الرومانية أيضاً يتم تجميع مياه الأمطار داخل الآبار، وتحيط بالمنازل أسوار تضم مضافات خارجية للزوار ,عمار وفن تمتاز بطرق بارعة لأهداف الحياة اليومية، فمثلاً كانت طريقة تخزين الطعام عبارة عن خزائن سميكة تُحفظ فيها المواد الغذائية كاللبن والجبن والسمن والخبز أو مواد ثمينة كالنقود.
وكانت البيوت تحتوي على مقعد حجري داخل فتحة في الجدار مخصصة لترتيب الفراش والأغطية "مطوى الفراش" ، وكان البيت بالطبع تعيش به الاسرة الكبيرة التي تتكون من الأم والأب وأبنائهم المتزوجين وغير المتزوجين الذين يعملون كلهم بالزارعة وتربية الماشية. والبيت الفلسطيني كان يقوم على أساس بناء مخازن تشبه المحلات التجارية هذه الأيام، وبناء المنزل فوقها والذي يتكون من غرفتين في الغالب، أما الجزء السفلي فيكون لتربية المواشي أو تخزين المواد".
وقد طمع المحتل وتتغلغل داخل كل ما هو جميل وأصيل في ارض فلسطين ، فسياسة الاحتلال تهدف إلى مصادرة واحتلال المنازل القديمة التي توفي أصحابها أو تم تهجيرهم والاستيلاء على المنازل القديمة فقط و سرقة التراث الفلسطيني وتحويل الطابع العربي الإسلامي إلى يهودي كما يحدث بالجاعونة والخالصة...وبقيت لنا بعض روائح اجدادنا لنقص لاحفاذنا لب القضية..