اهلا

شرقي حي الأرمن، وعلى حدود حارة شرف، يوجد دير السّريان الأرثوذوكس الذين يُعرفون ايضًا باسم اليعاقبة، نسبةً لمنظّم الجماعة في القرن السادس وهو يعقوب برادي، ويحوي الدير في داخله مقرّ المطران وواحدة من اقدم كنائس العالم، ويعتقدون انّها أقيمت في موقع بيت يوحنّا المعروف باسم مرقس الذي استضاف العشاء الأخير الذي ذُكر في (متى26، مرقس 14، لوقا22 ويوحنّا13)، وفيه حلول الرّوح القدس (أعمال الرسل2) وموقع لجوء بطرس بعد أن خلّصه ملاك الرّبّ من السّجن (أعمال الرّسل 12).
أقيمت الكنيسة الأولى هنا في القرن الميلادي الرابع في زمن البيزنطيّين، ثم أقيمت الثانية في القرن الثاني عشر في زمن الفرنجة وتمّ ترميمها الجذري في القرن العشرين ، سنة 1940.
وتذكر بعض المصادر الإسرائيليّة أن هذا الدير استقبل لفائف قمران سنة 1947 وهنا اطّلع عليها عالم الآثار الپروفسور سوكينيك والد يغآل يادين، قبل أن تنتقل إلى أمريكا.
في الكنيسة، بمحاذاة الجدار الغربي درج يؤدّي بنا إلى الكنيسة القديمة تحت الأرض والتي هي جزء من مدينة القدس المخفيّة تحت مستواها الحالي، امّا الكنيسة العليا ففيها ما يهمّنا معرفته، ففي الناحية الشرقيّة (على يسار المدخل) هيكل جميل بزخارفه وألوانه وفيه إيقونة ليعقوب (الذي عرف باسم أخي الرّبّ)، امّا الإيقونسطاس، وهو الجدار حامل الأيقونات الذي يميّز الكنائس الشّرقيّة فغير موجود، ويستعاض عنه بستار مخملي رائع بزخارفه وألوانه، يتمّ إغلاقه وفتحه حسب الضّرورة.
قرب المدخل في الجدار الشمالي، عمود عليه نقش بالسريانيّة (هذا بيت مريم ام يوحنّا المدعو مرقس)، وفي هذا الجدار ايضًا موضع ذخائر أحد مطارنتهم، ومعروف انّ المطارنة الذين يعيشون في هذا الدير يتمّ دفنهم فيه بعد رحيلهم.
وفي الجدار الجنوبي المقابل إيقونة هامّة،لها قيمة تاريخيّة، وهي للسيّدة العذراء تحمل طفلها، رسمها الإنجيلي لوقا الذي كان رسّامًا، ونظرًا لأهمّيّتها التاريخيّة، يجب الامتناع عن تصويرها ب(الفلاش)، ومن يرغب بالاحتفاظ بها، هناك نُسخ عنها للبيع (تظهر نسخة عنها بين الصّور المرفقة).
زيارة هذا المكان الجميل ممكنة كل أيّام الأسبوع عدا الأحد.