اهلا-مشوار

“ عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ “
مَوْئِـــلُ الْحَيَوَانَات وَالطُّيُور... ومتعــة ألتَّسَـــلُّق وَالْعُبُـــور
الباحث : خالـد أبــو علــي
حتى تتعرفو اكثر واكثر على أسرار الطبيعه والتنوع البيئي في فلسطين ما عليكم الا ان تكونو مشاركين في مسار “ عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ “بتنظيم من فريق " أمشي وتعرف على بلدك " ، مسارنا اليوم الجمعه الموافق 19-5-2023 والذي بدأ من طريق ما يعرف بالصواريخ بالقرب من " عين الفوار " حيث سلك الفريق والذي ضم خمسون مشَّاءا طريقا جبليا ومن ثم انحرف باتجاه الوادي للسير في جداول المياه الطبيعية .
في هذا المسار البيئي بامتياز تعرف الفريق اكثر عن المضمون الحضاري والقصه الحقيقيه للمكان ، لانه ليس مسار مشي فقط !!!! بل لانه من خلال المسار سنعرف الحقيقه ونرسخها في وجداننا لنحكيها للاجيال القادمة وكما قال رفيق المسارات البيئية " انور حمام " خطوات اقدامنا على هذه الارض المقدسة، هي صكوك الملكية !!! كان مسارنا الشبابي البيئي في “ عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ “في الطريق الى اريحا اخفض مدينة في العالم هو حقا صك ملكية للمكان ، واليكم الحكاية .
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ" عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ "8 ﻛﻢ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﺱ ، ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ، ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻣُﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻼﻻﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮﻫﺎ ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ، ﻭﺗﺸﻖ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺠﺮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﻫﻘﺔ، ﻓﻲ ﺑﻴﺪﺍﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ، ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ ﻋﻴﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ " ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭ " ﻓﻌﻴﻦ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ " ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﻂ " ، ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ " ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﻠﻂ " .
وسميت " عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ " بهذا الأسم نسبة الى مياهها التي " تفور " كل ربع ساعه فهي ليست عينا وانما نهر جاري على مدار العام وبحسب كتاب " بلادنا فلسطين " لمصطفى الدباغ تعتبر " عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ " احد الروافد المغذية لواد القلط الشهير .
ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ وخاصة سمك " الخفاف" من فصيلة السلمونيات وهو من اسماك المياه العذبه ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ مثل السرطعون والضفادع . ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﺃﺩﻳﺮﺓ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ حيث شاهدنا بقايا حجارة الفسيفساء البيضاء، ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻛﻤﻜﺎﻥ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ ﻭﻋﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ. ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ " ﻗﻼﻳﺎﺕ " ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻟﻠﺘﻨﺴﻚ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺐ ﻣﻴﺎﻫﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ.
وفي بطن الوادي السحيق و السفوح المجاورة شاهدنا الكثير من المغاور و الكهوف و المناظر الخلابة التي تبهر الأبصار ، و على طول الطريق شاهدنا القنوات القديمة التي تم بناؤها في العصر الروماني التي نقلت عبرها المياه الى قصر هيرودوس الشتوي في اريحا
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ ، ﻭالتي ﺗﺨﻀﻊ لسلطات الإحتلال ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ ﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ، ﻭﻳﺘﺨﺬ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﺓ ﺃﻋﺸﺎﺷﺎ ﻟﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ ﻛﺎﻟﺼﻘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺭ. ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤكان ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﺑﺮ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﻭﺍﻟﻐﺰﻻﻥ، ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﺷﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺻﻴﻔﺎ وكان لنصيبنا في نهاية المسار حظا جميلا في التقاط العديد من الصور الخلابة للوبر الصخري وغزال الجبل الفلسطيني الذي تواجد بقطعان كبيره في المحمية .
عدة ساعات من المشي بنحو عشرة كيلومترات مع قناة " عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ "، ومن على اطراف الجبال متسلقين بارتفاع قارب 300 مترا، كما سار الفريق في الوادي وفي بعض المقاطع تم اجتيازها بمساعدة مقابض حديدية مثبته بالصخر .
وكان لوفرة المياه الغزيرة هذا العام سببا في استمرار جريان " عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ "، ومشينا مع تيار المياه الهادر الذي كان يشتد حينا ويقل في مناطق اخرى ، واستمتع الفريق بالمغامرة الجميلة في اختراق عيون المياه القوية تارة يمينا وتارة يسارا والسباحة مع الشلالات الخلابة، وتسلق الصخور احيانا ، ولا شك ان المشهد من علو لا يضاهي المشهد من الاسفل، وكانت تعلو اصوات المشَّاءون سعادة وهم يتمتعون بمياه النهر الهادر العذبة والمناظر الخلابة التي تسلب العقول .
جبال شاهقة تخترق قممها قلب السحاب تكسوها الأشجار والنباتات البرية فلا ترى العين سوى الغصون والأفنان والأوراق ، ذهلت من جمال الطبيعة الجميلة ، واد نضير خصيب تحيط به جبال صخرية يتدفق منها ماء غزير عذب صاف يتلوّى في سواقي متعرّجة متفرّقة تارة كالشلال الهادر ، ومتّحدة أخرى تلتقي في قعر الوادي بين صخور صقلتها المياه الجارية على مدار آلاف السنين .
ولا شك ان مراقبة النسور والصقور المحلقة في سماء الوادي الصافية تعلن وجود فرائس دسمة بين شقوق الصخور، كما شاهدنا الطيور البرية منها سمنة الصخور الزرقاء والصرد المقنع والحجل وغيره ، ومن الحيوانات المشاهدة بالوادي ﺍﻟﻮﺑﺮ الصخري و غزال الجبل الفلسطيني ، وتنتشر في ارضه الزهور البرية مثل الكبار وغار الوديان والملوح، ونبات النعنع البري والعلندا والختمية ، ناهيك عن زهور شقائق النعمان في الربيع والزعتر ، وشجر الدوم وافر الظلال والبوص والرتم الأبيض والحلفا .
ننصحكم بزيارة " عَيْـــــنُ ﻓـــﺎﺭﻩ "والتمتع بمياهها العذبة ومناظرها الخلابة .