
















اهلا خسر من زار القدس ولم يزر هذا المكان
البلد التاريخية الاجمل "بتير" جنوبي مدينة القدس بحوالي 10كيلومترات ,حيث يأسرك جمال المكان وكأنك بجنة عدن ,فسيفساء جميلة ولوحة فنية منتقاه من جمال الطبيعة , وأشجارها الكثيفة الملتفة التي تخيم على المكان حيث تحتضن بين أغصانها العصافير والبلابل التي تضفى على المكان سمفونية التشبث بالأرض وعيون ماء حيث ينهمر ماؤها في فصل الشتاء عبر قنوات مائية رومانية تاريخية لتغمر أراضيها وبساتينها التي يزغرد فيها الباذنجان البتيري المشهور ذو اللون البنفسجي .
بتير حيث المباني القديمة والقصور الترائية والقنوات والقناطر والأزقة والاحياء والحارات المتراصة المطلة على الوادي كحارة "السبع أرامل" المشهورة ، وحيث قرى الولجة وبيت جالا وحوسان والخضر والقبو. وتمر في أراضيها سكة حديد يافا – القدس منذ العام 1905.
صراحة دهشت بالمكان وقد زرته مرارا واكثر ما لفت انتباهي وجود لافتة، مكتوب عليها «حارة السبع أرامل»، وهي من أقدم الحارات التي تضم عددًا من المنازل المتلاصقة القديمة، وهناك من يعتبرها باسم «حوش السبع أرامل» ورغم استغرابي من التسمية للحارة، إلا أنه شكل لي فضولًا في معرفة الأسباب، فمصطلح «الأرملة» في مجتمعنا العربي هو أن المرأة لا تستطيع تلبية احتياجاتها وأعمالها. ففي هذه القرية أطلق المسمى على الحارة، بناء على ثقافة وطبيعة أهاليها وتكريمًا للنساء اللواتي توفي أزواجهن خلال فترة قصيرة، فالمرأة البتيرية أبرزت لنفسها صورة إيجابية من خلال مكافحتها وصمودها وعملها فالرقي الفكري ما يميز هذه القرية الرائعه وقد سميت هذه الحارة بذلك بعد ترميمها في عام 2008 تكريمًا لعطاء تلك النسوة الارامل ومساهمتهن بتنمية القرية وبذلك التي ارتبط اسم الحارة بأصالة المرأة البتيرية الصابرة المثابرة والجميع يفتخرون ببتير ونسائها ورجالها وتراثها".


